من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

ما هو التوحد؟


   

التوحد بأعراضه وعلاماته المتناقضة حالة قليلة الحدوث نسبياً. وهي حالة مذهلة إلى حد أصبح معه لدى معظم الناس فكرة عن التوحد دون أن يكونوا قد مروا بخبرة مباشرة مع شخص يعاني من هذه الحالة.  وإذا ما سئل الناس عن ماهية التوحد فهم يستطيعون تقديم أجوبة والتعبير عن آراء تغطي مدى واسعاً من الأفكار مثل “إنهم منسحبون اجتماعياً…..غير قادرين على التواصل…لديهم حب غير عادي للموسيقى….. جيدون في الحساب……متخلفون عقلياً…أذكياء جداً”

 وتعكس هذه الآراء البسيطة بعضاً من التباين الشديد الذي تتصف به حالة التوحد. ومن أجل فهم التوحد فمن الضروري أن نلقي نظرة سريعة على التطور التاريخي لهذه الحالة. وقد كان كانر (Kanner) أول من وصف التوحد في الأربعينات من القرن الماضي. فقد قدم هذا الأخصائي قائمة بالخصائص السلوكية والنفسية التي يفترض أن تسهل عملية التعرف على الأفراد الذين يعانون من التوحد.

 لكن استخدام كانر لمصطلح “التوحد” احدث ارباكاً منذ البداية لأن هذا المصطلح كان يستخدم لوصف الانسحاب إلى عالم الخيال الذي يظهره الأفراد الذين يعانون من الشيزوفرينيا (فصام الشخصية). وفي تلك الحقبة الزمنية، بدا التوحد وكأنه حالة يصاب بها الأطفال الذين ينحدرون من أسر متعلمة تنتمي للفئة الاقتصادية الاجتماعية ذات المستوى الجيد، ولكن ذلك يعكس تحيزاً في الإحالة أكثر مما يعكس الحقائق العيادية.

ما خصائص التوحد؟

 إن الخصائص التي أوردها كانر جديرة بالذكر هنا لأنها لا تزال صحيحة وتصف النمط التقليدي للتوحد.

1  – العجز عن بناء العلاقات: فالطفل التوحدي يواجه صعوبة في التفاعل مع الناس واهتمامه بالأشياء أكبر من اهتمامه بالأشخاص.

2 – التأخر في اكتساب اللغة: بالرغم من أن بعض الأطفال التوحديين بكم ويبقون كذلك، إلا أن أطفالاً آخرين يكتسبون اللغة لكنهم يتأخرون في ذلك مقارنة بالأطفال العاديين.

3  – استخدام اللغة المنطوقة بطريقة غير تواصلية بعد تطورها: بالرغم من أن لدى الأطفال التوحديين ذخيرة لفظية كافية، إلا أنهم يواجهون صعوبة في استخدام الألفاظ بطريقة ذات معنى في المحادثة.

4  – الترديد الكلامي غير الطبيعي: من الصفات الرئيسية للأطفال التوحديين ترديد الكلمات والجمل.

5 – عكس الضمائر: وذلك يعني أن الطفل يستبدل أنت بأنا.

6 – اللعب بطريقة نمطية تكرارية: فقدرة الأطفال التوحديين على اللعب بوجه عام محدودة جداً. فهم يكررون النشاط نفسه ويخفقون في اكتساب مهارات اللعب التخيلي.

7 – الانزعاج من التغيير:  وذلك يعني أن الأطفال التوحديين يقاومون حتى التغيرات البسيطة في البيئة المحيطة والحياة اليومية.

8 – الذاكرة الاستظهارية الجيدة: إن نسبة كبيرة من الأطفال التوحديين يتمتعون بذاكرة جيدة من النوع الاستظهاري.

 9 – المظهر الجسمي العادي: إن هذه الحقيقة دفعت بكانر إلى الاعتقاد بأن الأطفال التوحديين يتمتعون بذكاء عادي، وهو اعتقاد تبين أنه خاطئ في الآونة الخيرة.

متلازمة أسبرجر

 وفي الوقت ذاته قام طبيب نفسي نمساوي أسمه آسبرجر (Asperger) بوصف مجموعة من الأعراض المرضية أطلق عليها أسم ” الاضطراب التوحدي” وذلك في تقرير له باللغة الألمانية. ولا تختلف الأعراض التي ذكرها عن تلك التي قدمها كانر باللغة الإنجليزية. ومنذ ذلك الوقت، ظهرت في أدبيات الاضطرابات السلوكية مصطلحات مثل “متلازمة اسبرجر” للإشارة إلى الأطفال التوحديين وبخاصة الأكثر قدرة منهم. ومهما يكن الأمر، فما يزال هناك جدل حول مدى اختلاف الانفصال التوحدي عن متلازمة آسبرجر.

وفي السنوات الماضية اقترح باحثون آخرون معايير عديدة وأصبحت الممارسة تتمثل بعد مجموع النقاط التي تنطبق على الطفل لتشخيص حالته. وجوانب القصور في هذا النظام التشخيصي واضحة كل الوضوح. فقد تنطبق ثمان من تسع خصائص على الطفل ومع ذلك يكون التشخيص أنه لا يعاني من التوحد. وعلى كل حال، فمع زيادة مستوى معرفة الباحثين بحالة التوحد، أصبح الممارسون ينزعون نحو استخدام منحى عملي يستند إلى الخبرة العيادية للتشخيص.

بإشراف ( مأمون محي الدين حداد )

أخصائي تأهيل بأمراض التخاطب و السمع و الصوت

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد