من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

أركان الدولة (1-1) بقلم الدكتورة راندا العدوى

12742613_747213492079458_5630490372641207349_n

كتبت الأعلامية د./رندا العدوى

مدير مكتب – القاهرة

 إذا أرد مسؤولي الدولة في “مصر ” بناء دولة حديثة قوية قادرة علي مواجهة التحديات مستقرة ،وإنهاء ” الفوضى” والجدل والتلاسن وفساد الأخلاق التي شهدنها علي مدار الخمس سنوات الماضية ،

فعليهم وضع أسس حقيقية لهذه الدولة تقوم علي أركان تحدث عنها الخلفية العباسي أبو جعفر المنصور وارسي بها قواعد الدولة العباسية التي بسطت نفوذها في العالم وكانت بمثابة خارطة طريق حقيقية لـ “الدولة” التي ينشدها الضعفاء ويهرب منها سالبي الحقوق ناهبي الشعوب .

فالخليفة العباسي أبو جعفر المنصور وضع خارطة طريق حقيقية للدولة العباسية في كلمة مقتضبة قوية دشن بها حكمة وعمل علي تحقيقها وتنفيذ ما جاء فيها فقال “ما كان أحوجني أن يكون على بابي أربعة لا يكون على بابي أعف منهم.

قيل: من هم يا أمير المؤمنين؟ قال: هم أركان الملك لا يصلح الملك إلا بهم، كما أن السرير لا يصلح إلا بأربع قوائم، فإن نقص قائمة واحدة عابه: أحدهم قاض لا تأخذه في الله لومة لائم، والآخر صاحب شرطة ينصف الضعيف من القوي، والآخر صاحب خراج يستقضي ولا يظلم الرعية فإني غني عن ظلمهم.

ثم عض على إصبعه السبابة ثلاث مرات يقول في كل مرة: آه آه؟ قيل: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: صاحب بريد يكتب بخبر هؤلاء على الصحة. ولنأخذ أركان الدولة العباسية بعرض تحليلي مقتضب من خلال مقارنة بين “المطلوب عملة والواقع فعلاً ” في مصر وأبدا من حيث انتهي أبو جعفر المنصور ,إذ قال “صاحب بريد يكتب بخبر هؤلاء علي الصحة” ,وهذا هو الإعلام في الوقت الحالي ,فالإعلام هو الركن الرابع من أركان الدولة .

فهل الإعلام “المصري “خصوصاً و”العربي” عموماً يكتب بخبر هؤلاء علي الصحة ويساند الدولة ..؟الإجابة القاطعة لدي الجميع (لا) فالإعلام في “مصر “يؤجج الموقف ويدشن كل يوم الخلاف ويزرع في القلوب الكراهية والحقد وينشر وينمي الفرقة والشتات ،وسأكتفي في كلامي بعرض أخر قضايا الإعلام المصري علي سبيل المثال لا الحصر ،وهو مناقشة موضوع عن الزواج والمتزوجين نهاية العام الماضي علي فضائية “سي بي سي “المصرية والإعلامي خيري رمضان عندما استضاف احد المدونين علي موقع “فيس بوك “ليتحدث عن الخيانة الزوجية ويتهم نساء الصعيد بالخيانة الزوجية بنسبة 45 % وهو أمر غير مقبول ويتطلب محاسبة كل من أتاح الفرصة لهذا المهووس الذي تحدث في العرض والشرف من خلال كلام غير مسؤول أجج المشاعر وشحن الناس وخلق فتنة بين أبناء الوطن .

لذلك أطالب البرلمان المصري بوضع حد لهذا العبث الإعلامي الغير مقبول علي الإطلاق والغير مساند للدولة لأنه “لا يأتي بخير هؤلاء علي الصحة “كما قال أبو جعفر المنصور فقط هو يهول ويلقي الاتهامات ويخلق الضغائن ويفرق الناس ويشعل الحروب ،فالإعلام الحقيقي صادقاً مسؤولا ً يخدم الوطن ويعبر عن الناس ،

أما أعلامنا فهو إعلام يصنع الأكاذيب ويقتل الحقائق ويساند الفساد وينهك الحق ويقضي علية ,ويدرك الجميع أن هناك قضايا لعب فيه الإعلام دورا حاسما ووجه فيه الرأي العام ,فالإعلام هو عين الحاكم الذي يري بها رعاياه فهو مراه للحقيقة واعتقد أن الكلام في هذا الاتجاه يطول ويستحق أن تفرد له الصفحات وتكتب فيه الأبحاث لأنه ركن من أركان الدولة , وسأحاول في المقال القادم أن أكمل باقي أركان الدولة الأربعة بشيء من الشرح والتحليل .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد