في بادرة هي الأولى في ربوع تونس الخضراء، نظمت جمعيتي روافد للفنون والثقافات بإشراف الشاعر و الروائي خالد الكبير و نائب الرئيس عبد الحميد التواتي و جمعية الشرطيين التونسيين تحت إشراف السيد سالم الصغير تظاهرة ثقافيّة
أشرف على مواكبتها والي سوسة السيد فتحي بديرة و المستشار الدبلوماسي فتحي عبد المولى و السيد المندوب الجهوي للثقافة الشاذلي عزابو. و احتضنت هذه التظاهرة مبدعي رجال أمن و شعراء و أدباء و فنانين وإعلاميين من تونس و خارجها على غرار الإعلامي العراقي القدير عادل الشمري و الإعلامي التونسي طارق عويدان،
كما كان للتراث بصمته الخاصّة مع مصممي أزياء من تونس و خارجها على غرار المصمم العراقي مهند الشاوي والمصمم التونسي أحمد الدّوس، و حقيقة كانت لهذه البادرة وقعها الخاص على القلب و الوطن،
فبالفن نتحدى الارهاب و نتحدى كل الصعوبات وبالفن ننير قنديل الثقافة العربيّة في مختلف رؤاها و ألوانها. أمنيون مبدعون كان شعار التظاهرة الفنيّة من أجل رسم همزة وصل بين صاحب القلم و صاحب الريشة و صاحب الصوت و المبدعين من رجال الأمن،
فتونس تحتضن شعراء و أدباء و فنانين و كذلك رجال أمن ساهموا في تقديم صورة مشرفة لتونس الخضراء من خلال أصوات تعالت هنا وهناك و خاطبت الروح و الجسد و الفكر و الوطن في مختلف رقصاته وتجلياته. هذه التظاهرة كانت بادرة فريدة من نوعها لاعتبارها
فتحت المجال لتكون حاضنة لمختلف المبدعين من رجال الأمن و كان الهدف من ذلك ترسيخ صورة للوطن في الذاكرة و رسم تحد لمن يقف وراء الإرهابيين و يدعمهم. وكانت الغاية نبيلة في أبعادها الفنيّة و الثقافيّة من خلال إرسال رسالة مدوّنة بأصوات الشرفاء وأصوات العلاء، و هذا ما عبّر عنه المشاركون في مختلف المجالات،
فانسابت خلجات الذات من كل الاتجاهات فكان التميز لفنانين من الجنوب التونسي أخص بالذكر الفنانة المتميزة سماح جلول و الفنان المبدع جمال الصحبي و سيد الخامة الفنان رشيد القفصي و الفنان المبدع أمين قاسم من ربوع الساحل.
إن الإبداع يكمن في التواصل مع الآخر أينما تواجد،
و يكمن في الارتقاء بالكتاب إلى ما لانهاية، هكذا قال الأديب فوزي الديماسي الذي وجه رسالة نبيلة من أجل إنارة قلوب الفقراء و المهمشين و الدفاع عن عائلات الشهداء و عن الأمنيين،
فأشرف على جمع مجموعة من الدواوين لمختلف الأدباء والشعراء و بيعها بثمن رمزي كي تضاف مداخيل المبيعات لعائلات الشهداء،
و الحقيقة يبقى الفن هو سلاح كل مبدع يريد أن يدافع عن وطنه بكل فخر و اعتزاز و كما قالت الشاعرة التونسية منى بعزاوي: نحن الوطن… نحن الصمد نحن الفجر … نحن الحد نحن البسمة…