من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الكذب عند الأطفال

 

يولد الأطفال على الفطرة النقية ويتعلمون الصدق والأمانة شيئا فشيئا من البيئة إذاكان المحيطون بهم يراعون الصدق فى أقوالهم ووعودهم …ولكن إذا نشأ الطفل فى بيئةتتصف بالخداع وعدم المصارحة والتشكك فى صدق الآخرين فاغلب الظن أنه سيتعلم نفسالاتجاهات السلوكية فى مواجهة الحياة وتحقيق أهدافه ،

والطفل الذى يعيش فى وسط لايساعد فى توجيه اتجاهات الصدق والتدرب عليه ، فإنه يسهل عليه الكذب خصوصا إذا كانيتمتع بالقدرة الكلامية ولباقة اللسان وإذا كان أيضا خصب الخيال… فكلاالاستعدادين مع تقليده لمن حوله ممن لا يقولون الصدق ويلجؤون إلى الكذب وانتحالالمعاذير الواهية ويدربانه على الكذب من طفولته فإن الكذب يصبح مألوفا عنده . وعلىهذا الأساس فان الكذب صفة أو سلوك مكتسب نتعلمه وليس صفة فطرية أو سلوك موروث

والكذب عادة عرض ظاهرى لدوافع وقوى نفسية تحدث للفرد سواء أكان طفلا أو بالغا. وقديظهر الكذب بجانب الأعراض الأخرى كالسرقة أو الحساسية والعصبية أو الخوف .

وقد يلجأ بعض الآباء إلى وضع أبنائهم فى مواقف يضطرون فيها إلى الكذب وهذاأمر لا يتفق مع التربية السليمة كأن يطلب الأب من الابن أن يجيب السائل عن أبيهكذبا بأنه غير موجود… فان الطفل فى هذه المواقف يشعر بأنه أرغم فعلا على الكذبودرب على أن الكذب أمر مقبول كما يشعر بالظلم على عقابه عندما يكذب هو فى أمر منأموره كما يشعر بقسوة الأهل الذين يسمحون لأنفسهم بسلوك لا يسمحون له به .
ولكى نعالج كذب الطفل يجب دراسة كل حالة على حدة وبحث الباعث الحقيقى إلىالكذب وهل هو كذب بقصد الظهور بمظهر لائق وتغطية الشعور بالنقص أو أن الكذب بسببخيال الطفل أو عدم قدرته على تذكر الأحداث .والبيت مسئول عن تعليم أولادهم الأمانةأو الخيانة. وغالبا ما يقلق الوالدين عندما يكذب طفلهم أو ابنهمالمراهق.
وهناك أنواع من الكذب منها:
1  الكذب الخيالى
حيثيلجأ الأطفال الصغار (من سن 4 إلى 5 سنين) إلى اختلاق القصص وسرد حكايات كاذبة. وهذا سلوك طبيعي لأنهم يستمتعون بالحكايات واختلاق القصص من أجل المتعة لان هؤلاءالأطفال يجهلون الفرق بين الحقيقة والخيال.
2 – كذب الدفاع عنالنفس
وقد يلجأ الطفل الكبير أو المراهق إلى اختلاق بعض الأكاذيب لحمايةنفسه من أجل تجنب فعل شيء معين أو إنكار مسئوليته عن حدوث أمر ما. وهنا ينبغي أنيرد الآباء على هذه الحالات الفردية للكذب بالتحدث مع صغارهم حول أهمية الصدقوالأمانة والثقة.
3 – الكذب الاجتماعى
وقد يكتشف بعض المراهقين أنالكذب من الممكن أن يكون مقبولا في بعض المواقف مثل عدم الإفصاح للزملاء عن الأسبابالحقيقية لقطع العلاقة بينهم لأنهم لا يريدون أن يجرحوا شعورهم. وقد يلجأ بعضالمراهقين إلى الكذب لحماية أمورهم الخاصة أو لإشعار أنفسهم بأنهم مستقلون عنوالديهم (مثل كتمان أمر هروبهم من المدرسة مع أصدقائهم في أوقاتالدراسة (
4 – كذب المبالغة
وقد يلجأ بعض الأطفال ممن يدركون الفرق بينالصراحة والكذب إلى سرد قصص طويلة قد تبدو صادقة. وعادة ما يقول الأطفال أوالمراهقون هذه القصص بحماس لأنهم يتلقون قدرا كبيرا من الانتباه أثناء سردهم تلكالحكايات.
وهناك البعض الآخر من الأطفال أو المراهقين ممن يكونون على قدر منالمسئولية والفهم وبالرغم من ذلك يكونون عرضة للكذب المستمر… فهم يشعرون أن الكذبهو أسهل الطرق للتعامل مع مطالب الآباء والمدرسين والأصدقاء. وهؤلاء عادة لايحاولون أن يكونوا سيئين أو مؤذيين، لكن النمط المتكرر للكذب يصبح عادة سيئةلديهم.
5 – الكذب المرضى
كما أن هناك أيضا بعض الأطفال والمراهقينالذين لا يكترثون بالكذب أو استغلال الآخرين. وقد يلجأ البعض منهم إلى الكذبللتعتيم على مشكلة أخرى أكثر خطورة… على سبيل المثال يحاول المراهق الذي يتعاطىالمخدرات والكحوليات إلى إخفاء الأماكن التي ذهب إليها، والأشخاص الذين كان معهم،والمخدرات التي تعاطاها، والوجه الذي أنفق فيه نقوده.
6 – الكذبالانتقامى
فقد يكذب الطفل لإسقاط اللوم على شخص ما يكرهه أو يغار منه وهو منأكثر أنواع الكذب خطرا على الصحة النفسية وعلى كيان المجتمع ومثله وقيمه ومبادئه،ذلك لان الكذب الناتج عن الكراهية والحقد هو كذب مع سبق الإصرار، ويحتاج من الطفلإلى تفكير وتدبير مسبق بقصد إلحاق الضرر والأذى بمن يكرهه ويكون هذا السلوك عادةمصحوبا بالتوتر النفسى والألم .
وقد يحدث هذا النوع من الكذب بين الاخوة فىالأسرة بسبب التفرقة فى المعاملة بين الاخوة ، فالطفل الذى يشعر بان له أخا مفضلاعند والديه ، وانه هو منبوذ أو اقل منه ، قد يلجا فيتهمه باتهامات يترتب عليهاعقابه أو سوء معاملته …كما يحدث هذا بين التلاميذ فى المدارس نتيجة الغيرة لأسبابمختلفة .


الأطفال و الكذب

ماذا تفعل عندما يكذب الطفل أوالمراهق
يجب على الآباء أن يقوموا بالدور الأكبر في معالجة أطفالهم. فعندما يكذبالطفل أو المراهق، ينبغي على والديه أن يكون لديهم الوقت الكافى لمناقشة هذاالموضوع مع أبنائهم وأجراء حديث صريح معهم لمناقشة:
الفرق بين الكذب وقولالصدق.
أهمية الأمانة فى المعاملات فى البيت والمجتمع .
بدائلالكذب
كذلك من المهم أن نتعرف عما إذا كان الكذب عارضا أم عادة عند الطفلوهل هو بسبب الانتقام من الغير أو أنه دافع لاشعورى مرضى عند الطفل وكذلك فان عمرالطفل مهم فى بحث الحالة حيث أن الكذب قبل سن الرابعة لا يعتبر مرضا ولكن عليناتوجيهه حتى يفرق بين الواقع والخيال، أما إذا كان عمر الطفل بعد الرابعة فيجب أنتحدثه عن أهمية الصدق ولكن بروح من المحبة والعطف دون تأنيب أو قسوة كما يجب أنتكون على درجة من التسامح والمرونة ويجب أن تذكر الطفل دائما بأنه قد أصبح كبيراويستطيع التمييز بين الواقع والخيال .

كما يجب أن يكون الآباء خير مثليحتذى به الطفل فيقولون الصدق ويعملون معه بمقتضاه حتى يصبحوا قدوة صالحة للأبناء .وجدير بنا ألا نكذب على أطفالنا بحجة إسكاتهم من بكاء أو ترغيبهم فى أمر من الأمورفإننا بذلك نعودهم على الكذب …وعن النبى (ص) انه قال ” من قال لصبى هاك (أى اقبلوخذ شيئا ) ثم لم يعطه فهى كذبة


كذلك يجب عدم عقاب الطفل على كل خطأيرتكبه مثل تأخر عودته من المدرسة أو زيارة لصديق بدون إذن أو القيام بعمل بدون علموالديه فانه سيضطر للكذب هروبا من العقاب، وليكن فى كلامنا لأطفالنا التوجيهوالنصيحة ،ولكن قد نلجأ إلى العقاب أحيانا

 .
إثابة الطفل على صدقه فى بعضالمواقف فذلك سيعطيه دافعا إلى أن يكون صادقا دائما ، وإشعاره بثقتنا فى كلامه ،واحترامنا وتقديرنا له .

أن نقص لأطفالنا قصصا تعطى القدوة ، وهناكقصصا عن صحابة رسول الله (ص) كثيرة ، وأدبنا العربى غنى بمثل هذه القصص .
أن يكون لنا دور فى اختيار أصدقاء أطفالنا من خلال معرفتنا بأهلهم ومعرفةانهم على خلق كريم ، فصديق السوء قد يدفع بصاحبه ليس إلى الكذب فقط إنما إلى تصرفاتكثيرة مرفوضة .
وأخيرا إذا اعتاد الطفل على الكذب كنمط مستمر فى سلوكهوأقواله فيجب حينئذ طلب الحصول على مساعدة متخصصة من طبيب نفسى . إن استشارة الطبيبالنفسى المتخصص سوف يساعد الأبناء على فهم أسباب هذا السلوك المرضى وعلى وضعالتوصيات المناسبة للتعامل مع هذه المشكلة فى المستقبل

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد