بقلم الدكتور : زهير شاكر
تعريف الابداع من المنظور التربوي:
عرف مجدي عزيز الابداع من المنظور التربوي بانه
• تلك المحاولات الهادفة الى احداث تغيير في نظام تعليمي او التي تبذل من اجل تحسين النظام التعليمي القائم , والابداع ليس بالضرورة شيئا ما جديدا ولكنه شئ ما افضل ويمكن اظهاره كذلك
• اي تغيير في جزء اساسي من نظام التعليم الذي لا يجري ببساطه لذات التغيير , ولكن بقصد تعزيز التحسينات في الجانب المقصود وفي النظام ككل .
• فكرة او شئ او اداء يتصوره الفرد او الافراد جديدا ويقصد به احداث تحسين فيما يتعلق بالاهداف المرجوة مع مراعاة ان تكون هذه الاهداف جوهرية في طبيعتها , وتم تخطيطها ودراستها بعناية .
• قوة ايجابية في التعليم , تؤثر في جميع اطراف العملية التعليمية وفي مواقفهم مع الاخذ في الاعتبار ان التاكيد العاجل الان يتركز على تغيير المواقف وتغيير الممارسات والاجراءات .
3- الابداع كعملية عقلية :
انه عملية عقلية يمر فيها الطالب بمراحل متتابعة تمهده الى انتاج افكار جديدة لم يكن لها وجود من خلال تعديل افكار ما يتناسب مع الواقع .
ويتفق كلا من (Myers, Torrance) على ان الابداع عملية ادراك النقص والخلل في المعلومات والبحث عن دلائل لما لدى الفرد من معلومات وفرض الفروض واختبارها واجراء التعديلات واعادة اختبار الفروض وتقديم النتائج والتوصيات .
ويشير هشام عبد الغفار الي ان الابداع هو مجموع العمليات العقلية التي تقود الى حلول وافكار وتصورات ومنتجات فنية ونظريات وانتاجات تكون متفردة وجديدة .
4- الابداع كناتج :
يركز اصحاب هذا الاتجاة على ان الابداع كنشاط يقوم به الفرد يجب ان ينتج عنه شئ جديد ملموس يعد دليلا موضوعيا لحدوث عملية الابداع فيشير عبد السلام عبد الغفار الى اننا لو تحدثنا عن الابداع بقصد اخضاع هذه الظاهرة للدراسة العملية , فلابد ان يكون لدينا شئ ملموس نستطيع ملاحظته وقياسه بصوره مباشرة .
كما تعرفه صفاء الاعسر بانه العملية الخاصة بتوليد منتج فريد جديد باحداث تحول من منتج قائم , هذا المنتج يجب ان يكون فريدا بالنسبة للمبدع , كما يجب ان يحقق محك القيمة والفائدة والهدف الذي وضعه المبدع .
بينما يعرف صلاح عبد الوهاب الابداع على انه نشاط عقلي يوجه الفرد الى انتاج افكار جديدة واصيلة تتميز بالمرونة في مجال من المجالات , تجعل الفرد متفردا في اساليب تفكيره عن قرنائه اثناء تفاعله مع المثيرات والمواقف المتعددة في بيئته , حيث يسود بين مكونات هذا المناخ نوع من الاتساق والتالف .
5- الابداع كسمة للاشخاص المبدعين:
يهتم اصحاب هذا الاتجاه بالسمات التي تميز المبدعين سواء اكانت هذه السمات عقلية او وجدانية وتتفق انشراح المشرفي مع هذا الاتجاه حيث يرى ان الشخص المبدع هو شخص يقوم بحل المشكلات ويبتدع المنتجات ويعرف اسئلة جديدة بصورة منتظمة في منطقة ما بطريقة تعتبر بالدرجة الاولى جديدة , ولكنها تقبل حتما في اطار ثقافي معين .
ويتفق زين العابدين درويش مع هذا الاتجاه حيث يرى ان المبدع هو شخص محب للاستطلاع , مستقل الراي , على درجة عالية من القدرة على استشفاف المشكلات حوله وادراك اوجه النقص في المواقف , يبدي قدرا كبيرا من المرونة الذهنية في معالجته للمشكلات المختلفة , متفتح العقل علي كل الخبرات التي تتاح له , واعيا باهدافه الخاصة , ذو ملكة تمكنه من اكتشاف المضحكات وتذوق الدعابة والتعبير عنها .
6- الابداع كمناخ بيئي :
يرى اصحاب هذا الاتجاه انه لكي يحدث الابداع ينبغي ان تسمح الظروف البيئية لشئ من الحرية والامن النفسي والاجتماعي للفرد , فالعملية الابداعية لا تتم الا في غياب الكبت والقهر والسماح للشخص المبدع بحرية التعبير عن افكارة وخبراته .
فالابداع هو ظهور انتاج جديد ناتج عن تفاعل بين الفرد ومادة الخبرة , ونجد في الابداع دائما طابع الفرد المتميز في انتاجه ولكن الانتاج المبتكر ليس هو الفرد نفسه , ولا هو مادة الواقع وانما هو التفاعل الناتج بين الاثنين معا , وان الانتاج المبدع يعبر عما في الفرد من تميز من ناحية وعن المواد والاحداث والناس والظروف المرتبطة بحياته من ناحية اخرى .
ويحدد مندور فتح الله خمس مستويات للابداع وهي
• الابداع التعبيري : ويقصد به التعبير الحر الذي لا يتأثر فيه الفرد باية عوامل خارجية.
• الابداع الانتاجي: ويقصد به الانتاج العلمي او الادبي او الفني الذي يقوم به الفرد والذي يتميز بالجدة والحداثة .
• الابداع الاختراعي: ويوجد لدي الافراد الذين تظهر عبقريتهم ونبوغهم في المجالات المختلفة باستخدام طرق واساليب غير شائعة , وتختلف عن الاساليب المألوفة لدى اقرانهم .
• الابداع الانبثاقي: ويستدل على هذا النوع من الابداع بظهور نظرية جديدة , او قانون علمي تزدهر حوله مدرسة فكرية جديدة.
• الابداع التجديدي: ويستدل على هذا النوع من الابداع بقدرة الفرد على التطوير والتجديد الذي يتضمن استخدام المهارات التصورية للفرد . ويوجد عند قلة من الناس , وينطوي على تعديل هام للقواعد او المبادئ الاساسية لمجال باكمله في العلم او الفن .
مما سبق يتضح ان الابداع يجب ان ينظر اليه ككل متكامل تتحد اجزاؤه والتي تتمثل في القدرة العالية لدى المبدع ثم في العملية الابداعية , والانتاج الابداعي كمظهر يعبر عنهما والذي يتوفر فيه الطلاقة والاصالة , والمرونة , استشفاف المشكلات , ومواصلة الاتجاة , وتاتي السمات الشخصية للمبدعين كي يتم التعرف عليهم ثم تأتي العوامل والظروف البيئية التي يجب توافرها لهم لتساعد على نمو هذا الابداع الذي له قيمته بالنسبة للمبدع وتقدره الجماعة التي يوجد فيها .
