يوتوبيا تعني – لغوياً – اللامكان، واصطلاحاً: المدينة الفاضلة.
كتب عنها الفلاسفة، حلم بها أفلاطون، ماركس، توماس مور. لكن أحدهم لم يحققها – فالفلاسفة يسعون للحكمة المحضة لكن لايصلون إليها.
وهنا بتكون رحلة قنديل لدار الجبل، فقنديل بعدما – على حد تعبيره – خانه الدين والأم (بزواجها من شيخه بعد موت الأب) وحبيبته(بزواجها من حاجب الوالي) وخانته الدار اللي بيعيش فيها، بيقرر أنه يقوم برحلة للأماكن المجاورة لدار الإسلام(وطنه)، وأنه كمان مش هيتوقف زي ماعمل شيخه، ويكمل الرحلة للنهاية، حيث دار الجبل، دار الحكمة والعجائب، وإللي طول أحداث النوفيلا، نكتشف إن الكل سمع عنها، لكن أحداً لم يصل إليها؛ فأضحت أسطورة!
الرحلة بتبقى على التوالي، لدار المشرق، الحيرة، الحلبة، الأمان، الغروب.
وكل دار عبارة عن مجتمع مختلف له عاداته وتقاليده، وأديانه، وممكن نعتبرها رحلة تطور للمجتمعات، وبالأدق للأفكار الخاصة بالمجتمعات.
1) دار المشرق : مجتمع بربري، وثني، عبارة عن مجموعة من القبائل، ذكره بمجتمع الجاهلية، مجتمع متحرر جنسياً. بتنشأ علاقة بيه وبين امرأة هناك، وبيرتبط نفسيا بيها، ويقرر المكوث ويتناسى غرض رحلته الأساسي.. بينجب وتبدأ تستقر الحياة، الا أن يتم اتهامه بالكفر، خاصة أنه كان بيعمل على تنشئة أولاده على دين الإسلام، وبيتم مصادرة المرأة والأولاد بأمر السيد، وترحيله.
2)الحيرة : مجتمع الانقلابات والقوة العسكرية،
إللي بيكون فيه الحاكم ظل الله في الأرض، وإله. والمجتمع ده بتكون فيه الحرب وسيلة دائمة لإلهاء الشعب عن بؤسه بالتغني بمجرد الوطن وغزواته. وفيه بيرجع لامرأته تاني بعد مابتصبح من السبايا – نتيجة لاحتلال أرض المشرق – ويشتريها من سوق الجواري، لكن بيتم اشتهائها من أحد أعمدة السلطة،
فبيزج به في غياهب السجون لعشرين سنة.
3) الحلبة : بعد انقلاب عسكري بيتم الإطاحة فيه بالحاكم القديم للحيرة بيتم الإفراج عن قنديل، ويتنقل لدار الحلبة، وهي عبارة عن مجتمع لايؤمن بشئ غير الحرية، مجتمع له مرجع(دستور) ملتزم بيه، بيكفل حرية الاعتقاد والحياة،
بيتزوج فيه من امرأة مسلمة، وبينجب منها، وبيتكيف نوعا ما مع الحياة الجديدة بعدما تروق له. وبيقابل صدفة عروسة (اسم زوجته الأولى) واللي بتكون تزوجت من بوذي، وتخبره انها قررت الارتحال والرغبة للذهاب لدار الجبل.. بيمكث قنديل عام كمان ويقر
