من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

هل تكوني عانس أم مطلقة.. بقلم/ مي يوسف

كتبت الاعلامية /مى يوسف

مدير مكتب الاقصر

عزيزتي الأنثى.. أنتِ في مجتمعك الشرقي مجبرة على الاختيار بين ثلاثة ألقاب، ” إما أن تظلي بدون زوج ويطلق عليكِ لقب “عانس”، أن تتزوجي برجل غير مناسب وتفضلين الانفصال عن البقاء في حياة زوجية بائسة وهنا يطلق عليكِ المجتمع لقلب مطلقة، أو تظلي متزوجة حتى وإن كانت حياتك الزوجية سلبت منك كل أنواع الحرية.

وفي حالة الخيار الأول، سينظر لكي المجتمع نظرات قاسية وكأنهم يقوله لكِ “معلش القطر فاتك”، وفي حالة الخيار الثاني، سينظر لكِ المجتمع على أنكِ أنثى مستعمله ورخيصة الثمن، أما في حالة الاختيار الثالث ستظلين في سجن وجحيم يومي.

ولكن.. ليست المشكلة هنا في المسميات بل في المجتمع ونظرته القاسية للأشخاص وخصوصا المرأة، وأتذكر حديث بين ثلاث صديقات الصديقة الأولى “متزوجة” ، الصديقة الثانية “مطلقة” و الصديقة الثالثة “عانس ” تبلغ من العمر الخامسة والثلاثين .

الصديقة ” المتزوجة” قالت لصديقتها “العانس” و ” المطلقة ” : أحسدكما على الحرية التي تعيشانها مرتاحين لا هم زوج ولا ولاد ولا مسئولية.

فقالت لها صديقتها ” المطلقة “: “يا ليتني لم أتزوج وبقيت طوال حياتي بلا زواج، فأنا الآن أفضل حالاً ولكني أحمل لقب مطلقة”.

وكان رد صديقتهم “العانس ” التي ابتسمت قائلة : ” أنا أتمنى لو أكون في وضع أحدكما، حتى لو حملت لقب مطلقة فيما بعد أفضل بكثير من أكون عانس طوال حياتي”.

ومن هنا نجد أن كل واحدة تعيش ثورة داخلية بعدم الرضا والقناعة عن الحياة التي تعيشها، وترى أن الأخرى تعيش حياة أفضل منها، فعدم القناعة الذاتية بالوضع الذي تعيشانه دفعتهما للشكوى والتذمر و الاعتقاد بأن حياة الأخرى أفضل منها.

المرأة ” المطلقة ” خاضت تجربة الزواج حتى لو لم تتكلل بالنجاح بينما المرأة ” العانس ” لم تعشها قط وتريد أن تشعر بهذا الإحساس وتخوض تجربة الزواج، فشبح العنوسة يخيفها وتريد أن تهرب منه بأي شكل من الأشكال فهل الزواج يشعر المرأة بالسعادة الحقيقية ؟

الفتاة الآن وهي لم تبلغ 22 عاما نجدها تتسرع بالزواج كي تتهرب من حمل لقب “عانس” حتى لو كانت نتيجة هذا الزواج الطلاق ، فنرى فتيات صغيرات يحملن لقب مطلقات باعتقادهن أن هذا أفضل من تأخرهن في سن زواجهن، فالمطلقة أمامها فرص كثيرة على عكس إذا كانت عانس لن يلتفت لها أحد فلماذا تخشى النساء “العنوسة” أكثر من “الطلاق ” ؟ وهل صحيح أن الرجال يفضلون الزواج بـ”المطلقات” أكثر من الزواج بـ”العانسات” ؟

ولكن عذرا عزيزتي الأنثى الشرقية، فلقب عانس أفضل من أن تحملي لقب مطلقة وأن تورطي روحك بزواج فاشل، وان تدخلي بيت رجل وأهله لا يصلحون لكِ، فكونك عازبة أفضل من أن تخوضي علاقة ارتباط قصيره تخرجين منها بخسارة نفسية كبيرة على مستوي عاطفي وفكري وتضيع وقت ومجهود مع شخص لا يصلح أن يكون زوجًا.

ونصيحتي خير لك أن ترحبي بلقب “عانس” الذي اطلقه عليكِ مجتمع عقيم فكريًا، من أن تحملي لقب مطلقة، وتريثي كثيرًا في قرار الزواج، و لا تقبلي بأي شخص يدق باب بيتك فقط من أجل أن تصبحي متزوجه، لأن طلاقك سيجعل العديد من ضعاف النفوس تحوم حولك مثل الذئاب، بالإضافة إلى المشكلات التي ستتعرضين لها سوءً من أهلك أو أهل طلقيك أو غيرهم من الأقارب والمعارف المحيطين بكِ، وإن كان هناك طفلًا سيصبح ضحية أيضًا.

وأخيرًا أنتِ لست بحاجه لأن تخوضي تجربة الطلاق المريرة، لأنه في مجتمعنا كالسهم المسموم، واحرصي جيدًا عند اختيار الزوج الصالح حتى تطمئني على مستقبلك معه.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد