من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

هل نخجل من أطفالنا المعوقين ؟

تحضرني صور عديدة بعضها جميل وأغلبها مؤلم , فأين أهرب من ذاكرتي حين تنتابها حمى الصور المؤلمة ؟

أين أخبئ طموحي وأحلامي في زحمة هذا الصراخ ؟ لن أنسى يوما التعليقات التي ذكرت بعد حفل أقامه مركزنا ( مركز دراسات وأبحاث ورعاية المعوقين ) بمناسبة عيد الأم

كان الحفل جميل وكان تناقض الآراء من الأمور الأشد إحباطا لمن سعى لإقامة هذا الحفل

من الصعب جدا أن نحطم الأحلام ونشتت الجهود بكلام لا ندري مقدار أبعاده

قدم أطفال مركزنا في الحفل أغنيتين أكثر من رائعتين : الأولى ( ست الحبايب يا حبيبة ) وطبعا كما ذكرت سالفا المناسبة كانت عيد الأم

فاخترنا هذه الأغنية رغم صعوبة لحنها وخاصة على ذوي الاحتياجات الخاصة , وكانت الأغنية الثانية ( شدوا الهمة الهمة قوية ) وقد اخترناها تعبيرا عن همة مدربينا ومركزنا وأطفالنا لتجاوز حالة الإعاقة إلى مايكون أقرب للحياة الاعتيادية لكل شخص

وبعد تدريب أشهر وتعب طويل الأمد قدم الأطفال الأغنيتين على خير وجه وبثبات وصبر وقوفا وكأن الله أمدهم بطاقة غير منظورة , رغم أننا كنا نحن خائفون  من الخوض في التجربة , ولكن أطفالنا أثيتواجدارتهم وقدرتهم وأعطتهم العزيمة الكثير من مضمونها

فكان الموقف مؤثرا , رائعا , محزنا , ومفرحا

ويسعدني جدا بأن أعترف بأن من بين الثلاثمائة وثلاثون شخص الذين حضروا قليلة هي الأعين التي لم تبكي

دموعا تساقطت من النساء والرجال على حد سواء

أتراهم كانوا يبكون لتأثرهم بالأغنية المؤثرة أصلا أم لأن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هم الذين أدوا الأغنية ؟؟

لا يهم .. مايهمني هو أن أطفالنا كانوا رائعين وأدوا الأغنيتين بنجاح بارع ولتبكي بعدها السماء

بل هذا ما يجب فعلا أن يحدث , فدموعا تسقط فخرا وتأثرا بمشهد , خير من أن لا تسقط لأنها لم ترى شيئا أساسا

خير لنا أن نؤمن ونسلم بوجود هذه الشريحة الواسعة من أن نغلق أعيننا وأبواب عقلنا وقلبنا

مم نخاف ؟ هل نخاف على المشاعر من أن تجرحها المناظر الغير مألوفة ؟؟

ولكن لم هي غير مألوفة أصلا ؟؟؟ برأيي لأن أصحابها أي ذوي الاحتياجات الخاصة يخافون من ردة فعل الناس العاديين لدى رؤية أشكالهم , لأن مجرد رسم الدهشة والبؤس وتعابير مثل يا حرام أو يا عيني أو الله يعين أهله

هذه التعابير والمفردات كفيلة بان تبعد هؤلاء الأشخاص عن الناس وتعزلهم في قوقعة البيت خوفا وخجلا , وكأن واحدهم اقترف اثما يعاقب عليه .

كيف نرتقي ؟ سؤال بغاية الأهمية . ومن أين نبدأ ؟ سؤال أهم من سابقه

نحن في نضالنا مع الحياة نقف على مفترق طرق , وأفكارنا دائما بين مد وجزر

هل نبدأ بالمعوق نفسه أم بأهله أم بمجتمعه أم بالبنيان الرث لهذه الأمة ككل ؟

كماقمنا في مركز دراسات وأبحاث ورعاية المعوقين في سلمية بإقامة حفل نهاري في صالة قريبة من المركز بمناسبة عيد رأس السنة الميلادية أي احتفالا بتوديع عام 2009 واستقبالا لعام 2010

وقد كان الحفل ناجحا , بل رائعا دعونا فيه أهالي الأطفال وبعض المدعوون من خارج المركز , وفيه أدى الأطفال فقرات عديدة من أغاني ومسرحية صغيرة معبرة , ولكنهم كانوا رائعين رغم مدة التدريب القصيرة أي خلال أسبوع واحد فقط

والآن بتنا أشد ثقة بالنفس , إن لأولادنا مقدرة واضحة تتجلى في استطاعتهم وأدائهم الجيد

إذا ربما من هنا نبدأ

يجب أن يعتاد مجتمعنا على وجود شريحة لا يستهان بعددها الكبير من ذوي الاحتياجات الخاصة

فلكل من حضر الاحتفال ولكل من صفق وتأثر وسقطت دموعه أقول

نحن بحاجة لعواطفكم هذه مترافقة بالعقل والمنطق

وصال شحود   

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد