من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

أسباب التوحد

أسباب التوحد


انه من غير المفيد التعامل مع التوحد باعتباره مرضاً،بدلاً من ذلك ، يجب النظر إلى التوحد بوصفه اضطراباً اجتماعياًتربوياً. فهذه النظرة تشجع على استخدام المصطلح في ظل الحقائق والوقائع البيئيةوليس كفئة تشخيصية يتم التعامل معها بدون مرونة. وليس مفيداً التوقف عن استخداممصطلح “التوحد” كاملاً لأنه يعمل بمثابة إطار مرجعي مناسب لفهم مجموعة من الأطفالالذين يظهرون أنماطا غير مألوفة ومتناقضة من النمو.

 

  ومنذ عقد الأربعينات، وضعتعدة نظريات لتفسير التوحد والتكهن بأسبابه. في البداية، كان يعتقد أن الوالدينيتحملان المسئولية وبخاصة الأم التي كانت تتهم بأنها لم تزود طفلها بالحنان والدفءالكافيين. ولحسن الحظ، أن مثل هذه الآراء التي لا أساس لها نبذت في ضوء نتائج البحثالعلمي التي أثبتت عدم صحتها. ومع ذلك فقد انبثقت مؤخراً فرضيات متشابهة تدعي أنالتوحد ينتج عن انهيار العلاقة ما بين الأم وطفلها وإن هذه الفرضية توفر القاعدةاللازمة للمعالجة. وقد دافعت الطبيبة النفسية الأمريكية مارثا ولش عن هذه النظريةباسم “العلاج من خلال حمل الطفل” (Holding Therapy).

وهذا الأسلوب لا يشملكما قد يتوقع البعض أن تحمل الأم طفلها بحنان أو أن تعانقه وإنما أن تحمله رغماًعنه وأن لا تنزله من بين يديها رغم مقاومته ورغم البكاء والصراخ. ومن الصعب عليناأن نتصور كيف يمكن لهذا الأسلوب أن يعالج التوحد.

وفي الحقيقة تناقلت وسائل الإعلامفي السنوات القليلة الماضية عدداً غير قليل مما يوصف بكونه “أساليب علاجية” للتوحدعلى الرغم من عدم توفر أية أدلة علمية حول فعاليتها.


إن كل الأدلة المتوفرةحالياً تشير بقوة إلى أن أسباب التوحد بيولوجية. وخلافاً للافتراضات التي استندإليها كانر، تشير الدراسات العلمية الآن إلى أن التوحد حالة قد يعاني منها الأطفالمن كافة الشرائح الاجتماعية بصرف النظر عن المتغيرات المعرفية أو الاقتصاديةالاجتماعية أو الأصول العرقية
.
ويعرف المتابعون للدراسات حول التوحد أنهحالة يعاني منها الذكور أكثر من الإناث حيث أن نسبة الذكور إلى الإناث تبلغ حوالي (3) أو (4) إلى (1). وهذه النسبة بالإضافة إلى العلاقة القوية بين التوحد والتخلف العقلي الشديد تقدم أدلة إضافية على أن أسباب التوحد ليست نفسية أساساً.


ولاتوضح البحوث الحديثة أن أقارب الأفراد التوحديين أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالتوحد فحسب، ولكنها توضح أيضاً إن نسبة عالية من أقارب أسر الأفراد التوحديينتعاني من اضطرابات كلامية، وصعوبات تعليمية، وإعاقات معرفية بسيطة أخرى.


وترتبطبعض الاضطرابات الجسمية بالتوحد. وهذه الاضطرابات تشمل الحصبة الألمانية، والتشنجات في مرحلة الرضاعة،  والفينيل كيتون يوريا (PKU). إضافة إلى ذلك، فالتوحد يرتبط أيضاً ببعض الاضطرابات الوراثية المعروفة ومنها التصلب التدرني (Tuberous Sclerosis) ومتلازمة الكروموسوم الجنسي الهش (Fragile X – Syndrome). وتشير نتائج الدراسات الحديثة إلى أن الحصبة الألمانية  وبعض الفيروسات بل وحتى الفطريات قدتكون من الأسباب المحتملة للتوحد.

وباختصار، فأن أدلة متزايدة بدأت تتوفر حول الدورالسببي للعوامل البيولوجية في التوحد. وبناء على ذلك، أصبح ينظر إلى هذه الحالة بوصفها اضطراباً جسمياً وليس اضطراباً انفعالياً.

 

راما الشعار

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

١ تعليق

الرد