من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

اللاجئات السوريات بين واقع الحرب … وأسواق العهر الانساني العربي

إن الواقع المأساوي الذي تعاني منه سوريا من جراء الحرب الدائرة هناك أدى إلى تفاقم الوضع وألقى بظلاله على دول الجوار وخصوصاً الحاضنة لمخيمات النزوح .

فأنا هنا لست ضد احتضان النازحين القادمين من سوريا ، بل بالعكس يجب على الجميع المساهمة في احتواء الموقف والمساهمة في دعم ومساندة إخواننا القادمين من أرض الصراع وتقديم كافة أشكال الدعم المادي والمالي للتخفيف من آلامهم ومعاناتهم فهم شعب عريق وكريم وما أصابهم حالياً فهو الثمن الذي يجب أن يدفعه كل شعب يسعى إلى الحرية والتحرر .

ولكن إطالة أمد الحرب الدائرة هناك والنزوح الجماعي الحاصل والذي قد يبلغ إلى نهاية العام 2013م إلى ما يقارب الثلاثة ملايين ونصف حسب تقديرات الأمم المتحدة ، مع عدم وجود الدعم الكافي لهم كانت كفيلة بخلق مشكلة حقيقة من جراء استغلال هذا الأمر من قبل بعض المجتمعات العربية التي اصبحت تعبث بكرامة النازحة السورية وإهانة كرامتها ، بعدما عمدت على تقديم المساعدات المشروطة مقابل الحصول على الجنس ” الزواج بالسوريات ” مستغلة الوضع الإنساني الذي تمر به النازحة السورية في مصارعة  كمد العيش ، كما انها تعيش مرحلة الصراع من أجل البقاء .

كما أن المنابر الإسلامية ساهمت بشكل أكبر في خلق هذه المشكلة التي ربما قد تشكل كارثة لا تحمد عقباها ، وعمدت على ترديد الفتاوى الصادرة من بعض من ينسبون أنفسهم إلى الدين والمشرعين في خطبهم الرنانة التي أصبحت تلهث وراء المتعة دون معرفة العواقب والتبعات التي قد تصيب المجتمعات من جراء الزواج باللاجئات السوريات .

فهل من الحل والعقلانية أن نشجع الشباب في اليمن وغيرها من الدول العربية الحاضنة للاجئات السوريات بالزواج بهم مستغلين وضعهم وقتل إنسانيتهم ، بدلاً من تقديم الدعم والمساندة لهم والتخفيف من معاناتهم التي يعيشونها .

وما هو الفارق بين النازحة السورية ومثيلاتها ممن نزحن من الصومال وغيرها من دول القرن الأفريقي عندما ضاقت الحناجر بالتسويق الغير الأخلاقي بتجارة الزواج من السوريات تحت شعار الكرامة والستر والتخفيف عنهن وتقاسم المعاناة معهم .

بينما غابت كل تلك القيم الإنسانية عنهم بالنسبة للاجئة الصومالية وغيرها من مشردات ولاجئات دول القرن الأفريقي من ذوي البشرة السمراء بالرغم من أنها تحتاج إلى حفظ وصون كرامتها والستر ايضاً .

فالتفكير الجنسي الذي اصبح سمة لبعض الشعوب العربية تحت شعارات زائفة لم تفكر يوماً بالمشكلات الاجتماعية التي ستعصف بهم وبمجتمعاتهم من جراء هذا الزواج المغلوط وهذه المشكلات والمتمثلة بالآتي :-

تنويه “هذه المشكلات نحصرها على المجتمع اليمني فقط لا غير ..

1- ارتفاع العنوسة في صفوف الفتيات اليمنيات أضعاف ما هي عليه حالياً نظراً لعزوف الشباب عن الارتباط بهن مستغلين الوضع الحالي والمتمثل في غلاء المهور بشكل جنوني ، فلذا سيلجئون إلى الزواج من اللاجئة السورية ، ومما سيؤدي بالفتيات اليمنيات للانحراف الغير الأخلاقي .

2-   ارتفاع المشكلات الاجتماعية بين الأسر نظراً لاختلاف الثقافات بين الشعبين اليمني والسوري .

3- الاستغلال الجنسي وتجارة الدعارة بالمرأة السورية اللاجئة وارتفاع مستوى الانحلال الأخلاقي مستغلين أوضاع المرأة السورية وعدم وجود أهلهن وأسرهن .

4- ارتفاع ظاهرة الطلاق في أوساط المرأة اليمنية والزواج من اللاجئة السورية لانخفاض مهرها مما يؤدي إلى التفكك الأسري وضياع الأطفال وتشردهم .

5- عدم توثيق عقود الزواج لدى الجهات الرسمية سيؤدي إلى خلق العنف الجسدي واللفظي والجنسي على الزوجات السوريات مما سيساهم في انتشار الجريمة في أوساط المجتمع .

6-   انتشار تجارة الجنس المنظمة من قبل ضعفاء النفوس مما سيساهم في انتشار الأمراض المنقولة جنسياً .

عليكم أن تتأملوا إحدى المواقف التي حصلت أمامي أثناء جلسات المقيل في محافظة تعز – مديرية الشمايتين وكان الحديث من بداية الجلسة إلى آخرها فيما يتعلق بالزواج من اللاجئة السورية وعن المميزات التي تتصف بها هذه الزيجات ، مما جعل بعضهم يردد مقولة أحد الفقهاء بقولة ” من لم يتزوج بشامية فكأنما لم يتزوج “، والبعض الآخر ظل يفكر بآليات الضمان من الزواج بالفتاة السورية فيما يخص موضوع ” غشاء البكارة “، كما أطلق آخر بقوله أن الزواج من اللاجئة السورية أصبحت تشكل الحل الأمثل للحصول على الزيجة الثانية وطلاق الزيجة الأولى إذا فكرت في أمرٍ ما ، فهو من وجهة نظره يمثل هذا الأمر عامل ضغط على شريكات حياتهم .

كما أن برنامج نقطة حوار على قناة BBC في إحدى حلقاته كان يناقش مشكلة الزواج من اللاجئة السورية متسائلاً هل الوقت الحالي هو الأنسب للارتباط باللاجئات السوريات أم تقديم العون والمساندة لهن ، فكان أحد المشاركين يردد بقوله ” الأفضل أن يتم الزواج من اللاجئة السورية حتى تزول الحرب وتعود الأمور على ما كانت عليه سابقاً في دولة سوريا حينها تترك لحال سبيلها بدلاً من الدعم الذي سيقدمه خلال فترات اللجوء ” .

اما إحدى المشاركات في البرنامج وهي لاجئة سورية في  دولة مصر العربية تحدثت قائلة ” عندما تدخل أي لاجئة إلى إحدى دول اللجوء في الوطن العربي تفاجئ لا محالة عن سؤالها “هل مرتبطة أم لا ” ، وإذا كانت غير مرتبطة يتم تقديم عروض الزواج لها .

وأخرى تقول في نفس البرنامج وهي مسئولة ااعن إحدى المخيمات في تركيا ” بآن هناك طلبات كثيرة تأتيها من قبل اتراك وخليجيين يرغبون بالحصول على فتيات سوريات للزواج ” قائلة أن غالبية من يسعون للحصول على زيجة سورية هم من الأشخاص الذين يقدمون الدعم والمساندة للنازحين ، وكأن الدعم المقدم من قبلهم أصبح مشروطاً مقابل الحصول على الجنس .

خلاصة ما ذكر سابقاً نعرض بعض المعالجات للحد من تفاقم هذه المشكلة وهي تتمثل بالآتي :-

n  يجب أن يكون هناك دور فاعل لتوعية المجتمعات من قبل منظمات المجتمع المدني لتبصيرهم بالواجبات المنوطة  بهم تجاه اخوانهم  النازحين من سوريا من الجنسين والعمل على مساندتهم والوقوف إلى جانبهم والتعريف بمخاطر الزواج من اللاجئة السورية والتبعات التي قد تحصل من جراء هذا الزواج الذي لن يدوم كثيراً .

n  يتوجب على كافة الشعوب العربية مساندة المنظمات المحلية والدولية لإيصال اصوات ومعاناة اللاجئة السورية إلى المحافل الدولية ومناشدة  الأمم المتحدة لاستصدار قانون يجرم الزواج من ضحايا الحروب واستغلال اوضاعهم المأساوية التي يمرون بها .

n  دور المسجد والذي سيكون له إيجابيات كبيرة في خلق الوعي المجتمعي في مساندة النازحين من الصراع في سوريا ، والتعريف بمخاطر الزواج بالنازحة السورية الذي سيعمل على خلق مشكلات قد تؤدي إلى هدم النسيج الاجتماعي.

n     عمل قاعدة بيانات تحوي على من تم الارتباط بهم وتوثيق العقود لدى الجهات الرسمية .

اباذر القرشي – اليمن

تلفون : 737013709

بريد الكتروني :alkershy@gmail.com

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

‫3 تعليقات

  1. wissal

    الحقيقة الموضوع مهم جدا أستاذ أباذر ونحن نشكر اهتمامك به ولفت النظر اليه بطريقة مختلفة وتحليلية فيها موضوعية
    ان موضوع المتاجرة الجنسية تطال المجتمع العربي بالعموم وتخص المجتمعات التي تواجه خللا ما سياسيا كان ام اقتصاديا
    ودورنا الفعلي هو التوعية والتوجيه الصحيح , وايقاظ الحس والضمير
    وخاصة الزواج المؤقت أو الغير شرعي بحجة السترة , وانني لا ارى في الموضوع سوى المتعه
    اما لو كان الزواج فعليا وصحيحا فلا ضير ان كان برضى الطرفين
    نشكرك

    1. اباذر القرشي - اليمن

      الزواج الحقيقي يجب أن يكون بعد إنها المعاناة على اللاجئات السوريات وبعدها نتكلم عن زواج ، ومن يحب إنسان لا يستغل اوضاعه ليحقق مبتغاه ، وإنما بعد عودة الأمور إلى مسارها الصحيح وتهداء الأوضاع يذهب وويخطبها ويتزوجها من أرض سوريا الأرض والإنسان ..
      تحياتي

  2. اباذر القرشي - اليمن

    موضوع رائــع جداً ونتمنــى من الجميــع مناصــرة قضايا اللاجئات السوريات والوقوف ضد الإنتهاكات الغير الإنسانية التي تتعرض لها اللاجئات السوريات من الإمتهان لكرامتها والعبث بهــا وإستغلال الوضع الذي تمــر به ،،،

الرد