من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

منى محمد الحمادي

منى محمد الحمادي

تُحضّر الدكتوراه في أستراليا عن الطلاب المعاقين بصرياً في التعليم العالي

الحمادي: بصري ضعيف لكنني أرى هدفي بوضوح

تتابع المواطنة منى محمد الحمادي ، التي تعاني ضعفاً في البصر، دراستها العليا لدرجة الدكتوراه ، وتتخصص في الإعاقة البصرية ، وتؤكد أنها « ترى أهدافها بوضوح ، لتتغلب على مرض لازمها منذ الولادة » .

وُلدت الحمادي مصابة بارتفاع ضغط العين ، فقررت العمل على تغيير مسار دراستها الأكاديمية من التاريخ ، الذي تحمل فيه شهادَتَي البكالوريوس والماجستير، إلى التربية الخاصة  وتحديداً الإعاقة البصرية ، تجاوباً مع نقص المتخصصين في هذا المجال بسوق العمل .

تدرس الحمادي في جامعة «ديكين» في مدينة ملبورن بأستراليا مبتعثة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، وتعد حالياً الدكتوراه بعنوان «الطلاب المعاقون بصرياً في التعليم العالي.. دراسة حالة عن دولة الإمارات العربية المتحدة»، معززةً سجلّها التطوعي والميداني الحافل في خدمة أصحاب الإعاقة البصرية .

تقول الحمادي لـ «الإمارات اليوم» إن رغبتها في مساعدة من يعانون ضعف البصر، كانت الدافع لها لتحويل مسارها الأكاديمي على هذا النحو ، من أجل مساندة ذوي الإعاقة البصرية على إكمال حياتهم الأكاديمية في مجال الدراسات العليا ، وتجاوز الصعوبات التي واجهتها خلال تجربة عملها الميداني ، وتضيف «لم يكن قرار إكمال دراستي في الخارج بالأمر السهل، فقد واجهت العديد من المصاعب والعراقيل التي لم أكن لأتجاوزها لولا إيماني الكبير بالهدف الذي أسعى إلى تحقيقه ، والذي أدرك أهميته كوني جزءاً لا يتجزأ منه » .

أبرز المصاعب التي نجحت الحمادي في التغلب عليها كان «التنقل بين وسائل المواصلات التي تعتمد على الأرقام التي لا تستطيع قراءتها»، وتقول : «بحثت عن مركز خضعت فيه لدورة تدريبية حول (فن الحركة والتوجه) ، وقد أرشدني إلى أفضل السبل وأنسبها للتنقل بين الأماكن التي أقصدها ، كالجامعة والعيادة ، هذا إلى جانب تعلّم اللغة الإنجليزية التي كنت أجيدها نطقاً لا كتابة ، نظراً إلى المشكلة الصحية ذاتها ، ولذلك كان الحل في الالتحاق بالمستويات الخاصة بالكتابة الأكاديمية للغة الإنجليزية» .

ومن الصعوبات ، وفقاً لها ، «تفاقم حالتها الصحية بشكل مفاجئ ، بارتفاع ضغط العين الذي تعانيه بشكلٍ كبير، ما جعل الأطباء يواجهون صعوبة في التحكم فيه ، وخضعت على إثره إلى عمليتَي ليزر، كانت نتيجتهما الفشل ، فاتجه الأطباء إلى الجراحة التي كانت غاية في الخطورة، لكنها تكللت بالنجاح» .

لم تَثنِ كل تلك الصعوبات ، التي واجهتها الحمادي بمفردها في الغربة ، عن إكمال طريقها نحو الهدف ، وتقول : «عملت على إنجاز رسالتي في التربية الخاصة بجمع المعلومات والحقائق التي أحتاج إليها ، من خلال الوحدات المدروسة المتمثلة في طلاب التعليم العالي في الجامعات المحلية» .

تتوّج الحمادي بمشوارها الأكاديمي خبرتها في مجال العمل التطوعي الذي خاضته بعد تخرّجها في الجامعة ، بالتعاون مع «جمعية الإمارات للمكفوفين» ، وذلك عن طريق تعليم الطالبات طريقة «برايل» الخاصة بالمكفوفين ، كما عملت أول مشرفة على ذوي الإعاقة البصرية في قسم التربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم ، فضلاً عن عملها سابقاً محاضراً في جامعة الإمارات لتاريخ الخليج ، ثم باحثة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث .

المصدر: شيماء هناوي

الامارات اليوم

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد