من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

تعريف التخلف العقليDefinition of Mental Retardation

تعريف التخلف العقلي

تعريف التخلف العقلي   Definition of Mental Retardation :

قُدّم للتخلف العقلي في العقود الماضية أكثر من (30) تعريفاً مختلفاً. ويعزى التباين في هذه التعريفات إلى تنوع التخصصات العلمية التي اهتمت بدراسة التخلف العقلي والاتجاهات المجتمعية التي سادت في الحقب الزمنية المختلفة.

فثمة تعريفات طبية / بيولوجية وأخرى نفسية وتربوية واجتماعية .

وقد استخدمت في الماضي مصطلحات عديدة للإشارة إلى الشخص الذي لديه تخلف عقلي منها على سبيل المثال

المعتوه (Idiot)  وكان يقصد به الشخص الذي لديه إعاقة عقلية شديدة جداً،

والأبله (Moron)  وكان يقصد به الشخص الذي يعاني من إعاقة عقلية بسيطة ،

والأحمق  (Imbecile) وكان يقصد به الشخص الذي لديه إعاقة عقلية متوسطة إلى شديدة ،

وضعيف العقل (Feeble minded)  وكان يقصد به الشخص المتخلف عقلياً عموماً .

ولم تعد هذه التسميات مقبولة منذ سنوات عديدة كونها تديم إساءة الفهم وتعكس اتجاهات سلبية . وينطبق الشيء ذاته على مصطلح النقص العقلي (Mental Deficiency)  .
ومهما يكن الأمر، فإن التعريف الأكثر قبولاً الآن هو الذي قدمته

الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي (American Association on Mental Deficiency)  المعروفة اختصاراً بالرمز (AAMD)

وينص هذا التعريف على أن التخلف العقلي هو انخفاض ملحوظ في مستوى الأداء العقلي العام (درجة ذكاء تقل عن 70 على اختبار وكسلر و 68 على اختبار ستانفورد – بينيه) ويصحبه عجز في السلوك التكيفي وذلك في مرحلة النمو (السنوات الثماني عشر الأولى من العمر) .

وهكذا فإن انخفاض درجة الذكاء شرط ضروري ولكنه غير كاف لتشخيص التخلف العقلي إذ ينبغي أن يرافق ذلك الانخفاض عجز في السلوك التكيفي (وهذا يتطلب استخدام أحد مقاييس السلوك التكيفي
وقد أعادت الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي تعريف هذه الإعاقة على النحو التالي:

“التخلف العقلي هو انخفاض ملحوظ في مستوى الأداء العقلي العام يصحبه عجز في مجالين أو أكثر من مجالات السلوك التكيفي التالية:

التواصل ، العناية بالذات ، الحياة الأسرية ، المهارات الاجتماعية ، الحياة المجتمعية ، التوجيه الذاتي ، الصحة والسلامة ، المهارات الأكاديمية الوظيفية ، الترويح ، والعمل”.

ويختلف هذا التعريف عن التعريف السابق في تأكيده على أن التخلف العقلي يعني أن لدى الطفل صعوبات أساسية في التعلم وفي تأدية بعض المهارات الحياتية اليومية وأن لديه ضعفاً شديداً في الذكاء المفهومي والاجتماعي والعملي ويحدد مجالات الكفاية التي يتضمنها السلوك التكيفي بوضوح .

وتقاس القدرة العقلية باختبارات الذكاء Intelligence Tests وهي  اختبارات تهدف إلى تقييم القدرة العقلية (القدرة على فهم البيئة والتعامل معها). وعلى وجه التحديد ، تركز هذه الاختبارات على تقييم قدرة الشخص على التمييز ، والتعميم ، والاستيعاب ، والتعليل ، والتذكر .

وتجمع معلومات عن السلوك الحركي للفرد ، ومعلوماته العامة ، وذخيرته اللفظية . ولذلك يرى بعضهم أن اختبارات الذكاء تقيس القابلية للتعلم المدرسي أكثر مما تقيس القابليات التعلمية العامة.

واختبارات الذكاء قد تكون جمعية وقد تكون فردية . ومن أكثر اختبارات الذكاء الجمعية استخداماً اختبار أوتس/ لينون للقدرة العقلية.(Otis-Lennon Mental Ability Test) واختبار القدرات المعرفية (Cognitive Abilities Test) واختبار كولمان/ أندرسون للذكاء (Kuhlmann-Anderson Intelligence Test).

أما اختبارات الذكاء الفردية الأكثر استخداما فهي اختبار وكسلر لذكاء الأطفال (Wechsler Intelligence Scale for Children) المعروف اختصاراً بالرمز (WISC) واختبار ستانفورد – بينيه للذكاء (Stanford-Binet Intelligence Scale) وبطارية كوفمان لتقييم الأطفال (Kaufman Assessment Battery for Children) المعروفة اختصارا بالرمز (K-ABC)

هذا ويقوم اختصاصيون نفسيون ذوو تدريب وخبرة بتطبيق اختبارات الذكاء باستثناء بعض الاختبارات التي يستطيع المعلمون تطبيقها إذا حصلوا على التدريب المناسب .

وأصبحت درجة الذكاء الإنحرافية هي المستخدمة لأنها درجة معيارية (درجة محوّلة تجعل الدرجات على اختبارات مختلفة متساوية) ومستقرة من عمر زمني إلى آخر.

ودرجة الذكاء مثلها في ذلك مثل العمر العقلي درجة كلية تلخص الأداء في مجالات مهارية متنوعة ولذا فهي لا تقدم معلومات مفيدة لتصميم البرامج التربوية وتنفيذها.
وقد وجّه لدرجات الذكاء انتقادات شديدة في العقود الماضية ، وأثارت استخداماتها جدلاً واسعاً . وثمة إجماع حالياً على ضرورة استخدام هذه الدرجات لوصف القدرات الأكاديمية الحالية للتنبؤ بالأداء المدرسي المستقبلي ، وليس لقياس القابليات العقلية الفطرية  أو للتمييز بين الجنسين أو بين المجموعات الثقافية أو العرقية .

علاوة على ذلك فإن معاملات الذكاء ليست ثابتة فذكاء الإنسان قابل للتغيير ، وهذا ما يعرف بقابلية الذكاء للتعليم (Educability of Intelligence)

وقد أشارت دراسات عديدة إلى إمكانية رفع درجة الذكاء بالتدريب الفاعل والمكثف بمقدار (10 – 15) درجة .
ومنذ بداية القرن العشرين استخدم مصطلح العمر العقلي Mental Age (MA) لوصف النمو العقلي .

والعمر العقلي للفرد هو درجة تمثل متوسط أداء الأفراد من العمر الزمني المساوي لتلك الدرجة , فالطفل الذي يبلغ عمره العقلي خمس سنوات وستة شهور هو طفل يكافئ أداؤه العقلي متوسط أداء الأطفال الذين يبلغ عمرهم الزمني خمس سنوات وستة شهور .

ويسهل هذا المفهوم عملية التواصل مع أولياء الأمور وغيرهم من ذوي العلاقة برعاية الطفل . والعمر العقلي درجة مركبة لأنه يشتق من الأداء في مجالات مختلفة . وبناء على ذلك ، فقد يظهر طفلان من العمر العقلي نفسه مواطن ضعف وقوة مختلفة تماماً .

فقد يكون العمر العقلي لطفل في الثامنة من عمره وآخر في الثالثة من عمره خمس سنوات . وقد يطلق على الطفل الأول تسمية “متخلف عقلياً” وعلى الثاني “متفوق عقليا”. ووفق ذلك فإن تكافؤ العمر العقلي لا يعني تشابه الحاجات.  ولذا ، فالعمر العقلي ليس بذي فائدة كبيرة في تصميم البرامج التربوية المناسبة .

ووفقاً للتعريف المعتمد حالياً للتخلف العقلي ، فإن العجز في السلوك التكيفي Adaptive Behavior شرط أساسي لتشخيص التخلف . والمقصود بمصطلح “السلوك التكيفي” هو فاعلية الفرد من حيث معايير الاستقلالية الشخصية وتحمل المسؤولية الشخصية المتوقعتين ممن هم في عمره الزمني ومجموعته الثقافية .

وبعبارة أخرى، فإن السلوك التكيفي لا يتعلق بالتعلم المدرسي أساساً بل بالتعلم غير الأكاديمي والأداء في الأسرة والمجتمع .

وتختلف عناصر السلوك التكيفي من مرحلة عمرية إلى أخرى , فهي تتضمن في مرحلة الطفولة المبكرة المهارات الحسية / الحركية والتواصلية والعناية الذاتية والاجتماعية .

وفي الطفولة المتوسطة والمراهقة المبكرة تشمل توظيف المهارات الأكاديمية الأساسية في الأنشطة الحياتية اليومية والمهارات الاجتماعية وإظهار القدرة على التعليل وإصدار الأحكام في التفاعلات مع البيئة .

وفي مرحلة المراهقة المتأخرة والرشد تتضمن عناصر السلوك التكيفي المهارات المتعلقة بالأداء المهني وتحمل المسؤولية .

ومع أن التركيز على السلوك التكيفي يوجه الأنظار إلى أهمية مراعـاة أداء الفرد في بيئته الاجتماعية وقدرته على تلبية متطلباتها ، إلا أن قياسه أمر صعب فهو إما أن يتطلب ملاحظة الفرد وهو يؤدي المظاهر السلوكية المستهدفة بشكل مباشر (وذلك يستغرق وقتاً ويحتاج مصادر متعددة) وقد يتطلب مقابلة أولياء الأمور أو المعلمين ، وقد ينطوي هذا القياس على التحيز في التقييم.
أما مقاييس السلوك التكيفي Measures of Adaptive Behavior

فهي أدوات تقيس القدرات التعلمية والتكيفية في الأوضاع غير الأكاديمية. وتركز على المهارات الحياتية العامة مثل التواصل ، العناية بالذات ، والكفاية الاجتماعية .

ولذا تختلف هذه المقاييس عن اختبارات الذكاء التي تركز على قياس القابليات للتعلم المدرسي . وعند قياس السلوك التكيفي فالاختبار لا يطبق على الشخص مباشرة ولكن أشخاصا يعرفونه جيداً (الوالدين أو المعلمين) يصفون أداءه الحالي .

ولا تقتصر استخدامات مقاييس السلوك التكيفي على تشخيص حالات التخلف العقلي ، فهي تساعد أيضاً بالمعلومات التي توفرها عن أنماط السلوك غير التكيفي في اختيار الوضع التربوي الملائم وفي تحديد عناصر برامج تعديل السلوك .

ويتوفر حالياً عشرات الأدوات لقياس السلوك التكيفي، إلا أن أكثرها استخداماً هما مقياس السلوك التكيفي الذي طورته الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي (AAMD Adaptive Behavior Scale) ومقياس فاينلاند للنضج الاجتماعي  Vineland Social Maturity Scale

وتتكون الصورة المدرسية من مقياس السلوك التكيفي من جزئين أحدهما يتألف من تسعة مجالات ويقيس الأداء الاستقلالي والمهارات الحياتية اليومية وآخر يقيس أنماط السلوك غير التكيفي .

أما مقياس فاينلاند فهو يتوفر في ثلاث صور وينبغي التنويه إلى أن صوراً عربية قد طورت من هذين المقياسين وغيرهما .

إعداد : راما الشعار

بإشراف ( مأمون محي الدين حداد )

أخصائي تأهيل بأمراض التخاطب و السمع و الصوت

واقرأ/ي أيضاً

الاعاقة الأكثر انتشارا

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد