من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الّتَـــنــــــَـــاوُشْ تُحَلقُ في سماء الحُب روحي، وتغرقُ في بحار الّتفَكر، والَخّلوةُ عشقاً؛؛

الكاتب الباحث الأديب والمفكر العربي والمحلل السياسي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل عضو مؤسس في اتحاد الكتاب والأدباء والمدربين العرب رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسطين dr.jamalnahel@gmail.com

مدير مكتب فلسطين

الّتَـــنــــــَـــاوُشْ تُحَلقُ في سماء الحُب روحي، وتغرقُ في بحار الّتفَكر، والَخّلوةُ عشقاً؛؛ وتحّمِلُتني قدماي كُل يومٍِ للمشي بعد عصر اليوم كعادتي، علي ضفاف شاطئ بحر غزة، وشمسُ الأصيل تُوشك أن تغيب عنا بأشعتها الذهبية، التي تتلألأ في وسط ماء البحر، والرياح تُلاعب،

وتداعب جسدي، وتزداد قوةً، وسُرعةً، يُتابعُ بعضها بعضاً، لتلفح نسماتها كل شيءٍ في طريقها، غير أبهةٍ بمن يعترضهُا؛؛ فمن الصعب أن ترجع تلك الرياحُ لمكانها بعد هبوبها؛ فهي مثل الكلمة حينما تخرج لا تعود لمكانها أبداً؛؛ وهكذا يمرُ العمرُ، ويمضي بنا، ويسافر، وتُسافر الروح سارحةً وتطُوف، شوقاً لمدائن، ومساكن الأحباب، وتسعي علي الأبواب،

تدور، ويدور معها شريط الذكريات؛ حيثُ تّهفوُ القلوب للتناوش، أي: “الرجوع”، والعودة إلي ذاك الزمن الغابر، زمن الطفولة، والأحباب، والتي كان فيه النقاء، والصفاء، والطُهر، والحب، والسخاء، والرخاء، والجود، والكرم، والتسامح، والرحمة، والمحبة والتعاضد بين الناس، كقلوب العارفين؛ في زمن كانت فيهِ الفضيلة، والأخلاقِ، والأدب؛ وبيادر الورد والَياسَميِن، والرياحين، تفوح روائحها الطيبة،

وتّشُذوا، وترُنوا، ثم تشذوا، طِْيبِة كأرواح الناس في ذاك الزمان!؛ ُتسَّطرُ ذاكرتي تلك اللحظات، والهمسات، واللمسات الرقيقة، التي يرق لها قلبي، وقلمي, وترنوا روحي لتلك الدرر من الأيام الخوالي،

والتي تُسطرها قوافينا, شذوًا بعِطرٍ يمّلأُنا حنينًا, ويسطرُ همسات حُبٍ تُسقينا, وتداوينا!؛ فكم تغرق روحي هائمةً في بحور العشق، والحنين، والشوق لغابر الأيام من أمجاد الأمة العربية، والإسلامية المُلتهبة، والملّهَيةْ عن فلسطين بالصراعات الداخلية الدامية اليوم!!؛؛ وقتها أفقتُ من سكراتي، وسرحاني، وتّأمُلاتي، ونظرتُ بعين البصيرة فأبصرتُ المُوج قد تحور متلاطماً، كحال العرب،

والمسلمين اليوم يتصارعون هائجون مائجون، وصاروا كغُّثاء السيل يقتل بعضهُم بعضاً!؛ وقتها أدركتً أن الشمس قد أفّلِتْ، وأسدلت ستائرهُا وراء عباب البحر،،، فُعاودنا ورجع لنا الأنين، ولكن يحذونا الأمل بالله، بأن ترجع، وتعود هذهِ الأمُة العربية متُماسكة موحدةً من المُحيط إلي الخليج!؛ لأننا تتوق نفوسنا للحرية، وخاصةً لوطني الحزين فلسطين، وللشعب الفلسطيني الَرّزيِنْ، والذي لا يزال يكتوي منذ قرن بنار عصابة المُحتل الغاضب الفاجر اللعين؛؛ ومما زاد القلب لوعةً، والروح حُرقةً، وألماً، استدامة، وتواصل الخلافات العربية بين إخوة الدم، والدين، والذين أمسوا كالأعداء!؛

؛ وانقلب الدواء بينهم كالداء، وتبدل ربيعُهم صيفٌ وشقاء، وحل خريفاً بدل الشتاء!!؛ فكم تنّميتُ حينها أن يعود بينهم زمن الحب، والصفاء، والتوبة، والرجعة قبل فوات الأوان.

واقرأ/ي أيضاً

الكسل أحلي من العسل!!

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله