من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الكسل أحلي من العسل!!

الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل عضو اتحاد الكتاب والادباء والمدربين والصحفيين العرب رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسطين أستاذ جامعي غير متفرغ في جامعات غزة

الكَسَل اسم، ومعناهُ الفُتُور، والتَهَاوُن، وكسِلَ يَكسَل، كَسَلاً، فهو كَسِل، وكَسْلانُ، كَسِلٌ أي: مُتَهَاوِنٌ ، مُتَقَاعِسٌ، مُتَرَاخٍ، وجمعهُا: كَسالَى، وكُسالَى، وكَسْلَى؛؛ ومعني الكسل، عدم الإبلاء و(بالإنجليزية: Laziness)، وهو النفور من المجهود، أو بذل الشغل على الرغم من وجود القدرة البدنية عليه،

ويُعد الكسل صفة ازدرائية، يوصف بها الشخص ذو النمط الخامل، أو المحب للراحة، ويُوصف الكسل في علم النفس أنه عادة، ويُعتبر الكسل صفة سيئة في الإسلام، وحذر النبي منهُ؛ حيثُ ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه،

أن النبي صل الله عليه وسلم قال: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ”؛ كما أن عكس الكسل هو جهاد النفس، وهو ما يسمى في الإسلام بالجهاد الأكبر من خلال مخالفة رغبات وشهوات النفس؛؛ كما أن الكسل منبوذ،

ومنهي عنهُ في كل الديانات السماوية، ففي الديانة المسيحية يُعد الكسل واحدة من الأخطاء السبعة المميتة عند الكاثوليك، واعتبروا الكسل سببًا مباشرًا للفقر؛ والكسل يؤدي إلي الملل، وعدم المبالاة، و انعدام الإرادة،

والتسويف؛؛؛ ومن المعلُوم أن في الحركة بركة، ولن تبلغ المجدّ حتي تلعق اّلَصبرْ؛ رغم ذلك إن كثيراً من الناس اليوم، وبالأخص في المجتمعات العربية، والإسلامية عندهمُ عادة سيئة جدًا، ألا وهي الكسل، وقد صارت لديهم كأنها أحلي من العسل!!؛ رغم أن الأمر غير صحيح إطلاقاً، لأن الكسل يُمرض جسد الإنسان، وفكرهُ، ويدُمر نفسيتهُ؛ وتري الكُسالي يقضون الساعات تلو الساعات في المقاهي ويضيعون الوقت بلا أي فائدة أو أي عمل، أو علي شاشات الأجهزة المحمولة أو التلفاز،

أو لمشاهدة مباريات كرة القدم، أو الأفلام، أو علي المواقع الالكترونية وشبكة الانترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، وقد اعتادت أجسادهم علي الكسل، وتكرشت بطونهم!؛ ويريدون أن تأتي لهم الدُنيا راغمه، وكذلك الطعام، والشراب، والمال، والنصر، والتحرير، والتمكين، وهم جالسين في بيوتهِم، أو في المقاهي، أو في الملاهي الليلة!، إن الفسح، والمتعة والترفيه عن النفس مطلوب لاريب في ذلك؛ فالدنيا تحتاج العمل، واصلاحها واعمارها وفق منهج الله عز وجل، وكما جاء في الحديث “اعمل لأخرتك كأنك تموتُ غدًا، واعمل لُدنياك كأنك تّعِشْ أبدّ الدهر”،

وحتي من يريد أن يأكل الطعام، يحتاج الطعام للطهي، والعمل، والتجهيز حتي تأكله طيباً زكياً، وكذلك السكن للزوجة يحتاج الجُهد البدني والعمل لانجاب الأولاد، فلا يوجد مجال للكسل، والتراخي، فلن يأتي الكسل بالعسل أبدًا،

بل الكسل أسوأ من رائحة الثوم، والبصل!؛ فنحن بحاجة ماسة إلي العمل، وللجد، والاجتهاد، فلن تجد أي إنسان كسلان ناجح أبدًا، فالكسل يُولِدْ الفشل، والجدّ، والعمل، والصبر، والمثابرة، يولد النجاح، والتفوق، والتمكين في الأرض، بعد التوكل علي الله عز وجل، وليس التواكل!؛؛ فاسعوا في مناكبها، ولا تركنوا إلي الكسل في الدنيا فتصبحوا كّمًا مُهّملاً لا فائدة منكُم، فينتصر عليكم الأعداء،

وتصبحوا عالةً علي المُجتمعات!؛ ولولا الأمل لبطل العمل، قال تعالي: ” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى ٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”؛ وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: “ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده ،

وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده”، وفي حديثِ آخر: “لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله، أعطاه أو منعه”، وهنا يبين لنا رسولنا الكريم قيمة العمل. ويقول عليه الصلاة والسلام: “ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة”،

ويقول عليه الصلاة والسلام: ((ابتغوا الحوائج بعزة الأنفس، فإن الأمور تجري بالمقادير)، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (لا يحل لمؤمن أن يذل نفسه)، لذلك علي الأمة أن تّفَوُق من كبوتها وترجع للعمل المُتقن الجيد والابداع والابتكار.

واقرأ ايضاً للكاتب 

وزراء أوروبا سدنة لشعوبهم فهل نحن كذلك???

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله