من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

ضاقت عليهمُ الأرض بما رّحُبّتْ تعيش اليوم مُّعَظّمْ شِّعُوبْ الأمة العربية، والإسلامية بعد الربيع العربي الأسود

الأديب الباحث والكاتب الصحفي، والمفكر العربي والإسلامي الأستاذ الدكتور /جمال عبد الناصر محمد أبو نحل

ضاقت عليهمُ الأرض بما رّحُبّتْ تعيش اليوم مُّعَظّمْ شِّعُوبْ الأمة العربية، والإسلامية بعد الربيع العربي الأسود، حالة من الضبابية، والسوداوية، والترهُل، والهوان، ومّرحَلةً من أسوأ المراحل التي مرت بِّهِمْ في التاريخ البشري المُعاصر؛ حيثُ أصابها الوهن، والضعف، والفتور، والانحسار،

والانكسار، والفوضى الخلاقة، التي خطط لها العداء!؛ وسرعانْ ما تّحول ذلك الربيعُ إلي خريفاً جافاً أسقط الأخضر، واليابس، وتّبٍَِِِِِِعْهُ صيفاً مُحرقاً، وحارقاً، خارقاً، وممُزقاً لكل ما كان جميلاً، ومُحولاً إياهً إلي قبيح!؛ وتري غالبية سكُان الدول العربية اليوم لا يّنعُمونْ بنعمة الأمن، ولا بالأمان، وقد تحولت عواصمهمُ إلي ساحات للوغي، والدماء، وتبدلت غُزلانهُا بِّقُروُدِّهَا، والمُدن التي كانت جميلةً

، ومهداً للحضارة، وعبق التاريخ، ومنارة العلم، والعُلا، تبدلت بفعل الحروب الداخلية المدفوعة خارجياً، إلي مُدن أشباح، فعشعشت الغربان فيها، وحل الدمار بدل العمار في مبانيها، ومعانيها، ومغانيها، ومّراَمّيِهاْ، وصارت مُراً وعلقماً مريرًا يجري فيها!؛ فّجُعلْ عَالِيَهَا سَافِلَهَاّ، وصارت أيام الشعوب عَبُوسّاً، قّمطريراً،

في أيامٍ نحَِسَاتْ!؛ فهرب خلقٌ كثيرٌ من أبناء الشعوب العربية مُهاجرين إلي بلاد الغرب، والشرق؛ وركبوا الَُسفن وهي تّمخرُ بهم عباب البحر، فمنهم من وصل بسلام ليعيش في بلاد الغُربة غريباً مع ألاف المُهاجرين الغُرباء!؛

ومنهُم من قضي نحبهُ غريقاً ليكون قبرهُ في أعماق البحار، وطعامًا للأسماك، وقد كان قبل هجرتهِِ يشكو إلي الله من جُّورِ، وظُلّمِ الحُكام!!؛ وها هُّم شعب، وأهل فلسطين، وخاصةً ممن يّقطُنُون في قطاع غزة اَلّمُحَاصَرْ منذُ أكثر من اثني عشر عاماً، بفعل الاحتلال الصهيوني العُنصري الفاشي المُجرم،

قّدْ ضاقت عليهُم الأُرضُ بما رحُبتْ؛ وظنوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ!؛ لْيّفِرْ أكثر من أربعين ألفاً من سكان القطاع في عامين، ونّيفْ مُهاجرين، ومهجرين لبلاد الغرب، بفعل استدامة، واستمرار الانقسام البغيض،

والذي أصبح أشبه بالانفصال!؛ بين شطري الوطن الضفة، وغزة!؛ التي كانت شُعلة النضال، ومفجرة الثورات، وصانعة الأبطال، والشعب أضحي، وأمسي مثل كُرة القدم بين فرق كثيرة، والكل يركُل تلك الكُرة بأقدامهِ من غير رحمة أو شفقة، حتي تمزقت، وتفسخت، وانكمشت!؛ إنه الواقع الصعب، والمأساوي، والنكبة الجديدة التي حلت بفلسطين، وبالعرب، والمسلمين؛ من الربيع الدموي،

بحيثُ يستمر مُسلسل العنف، والقتل، والاقتتال الداخلي، والنكبات، والأزمات، والهجرة، والمؤامرات لتصفية قضية فلسطين عبر “صفقة العُهر، والخيانة والوهم”!؛ والشعوب العربية مقهورة مغلوبة علي أمرها تُعاني الأّمَرَيِنْ، وقد ضاقت عليهم الأرضُ بما رحُبت، وظنوا أن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ؛

؛ وما نحن فيهِ اليوم ليس لهُ من دون الله كاشفة!.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله