من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

كُنّ كّالقمِر بدرًا مُنّيَِّراً ما أجمل أن يحمل كل إنسان جَماَلْ الَأدب، وحُسن الخُلق،

الأديب الكاتب الصحفي، الباحث المفكر العربي والإسلامي والمحلل السياسي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر/ محمد عبد الله أبو نحل عضو الاتحاد العام للكتاب والمدونين والمثقفين والإعلاميين والمدربين العرب الأستاذ والمحاضر الجامعي غير المتفرغ، ورئيس المركز القومي لعلماء فلسطين dr.jamalnahel@gmsil.com

مكتب فلسطين

كُنّ كّالقمِر بدرًا مُنّيَِّراً ما أجمل أن يحمل كل إنسان جَماَلْ الَأدب، وحُسن الخُلق، ويكون لهُ أَسيرْ، ويّتَّخِذهُ مّسِير، ومُيسَر، ومُسَيِّرْ، ومصيّر، ومَسيرة؛ يُحب الخير للجميع، يحمل قلباً مخموماً فيِهِ الرحمة، والسلام،

والوئام بين العباد، ويكثر من عمل الصالحات، فّخيرُ الناس أنفعهُم لهمُ، والذين تقضي علي أياديهمِ حّوائج الناس، ولسانهُ رطبٌ بطيب الكلام، وأجملهِ ينشُر رائحة طيبةٍ فواحةً كاِلمسك والياسمين، كالوردة اليانعة المتُفتحة الجميلة تشتُم منها أجمل العطر، فلا تؤذي ولا تجرح أحداً؛ فّرُبْ كلمةٍ أو عبارةٍ جارحةٍ ساحقةِ ماحقة مؤذية خرجت منك في لحظة غضبٍ، وعصبية، تسببت بجرح عميقٍ للأخرين، وبقي صداها العكر الصدأ، لا ينُسي، ولا يندمل مع مرور الأيام، والسنين!.

فيا أيها الإنسان الحبيب، كّنْ في الدُنيا أديب، أو كغريب، أو مُعتبِّرٍ، أو عَاِبّر إشارة مرور، أو في الدنيا كجسِر عبُور، وكن يسير، ولا تكن عسير، وحر، ولا أسير؛ للغفلة، والشهوات، والمعاصي والذنوب؛ ولا تكن مُنفعل،

ومنزعج؛ ونوراً بين الناس كالقمر، ولا تكّن في الدُنيا ظالمٌ قادرٌ غَادر!؛ وكظلامٌ ساتر، أو كسراجٍ فّاتر، أو كّوحشٍ كاسِرْ، فمن المعلوم أن النهر لا يشرب ماءه، والبحر لا يأكل سمكه، أو ما بداخلهِ، والأشجار لا تأكل أو تقتل ثمارها، والشمس لا تُشرق لذاتها، والزهرة لا تُعبِقُ لنفسِها، ولا تحرقُ أزهارها؛

والناقةُ لا تشرب لبنها؛ فما أجمل أن تكونوا بأخلاقكم سُفراء سلام للإنسانية جمعاء، وسُبحان رب العالمين أرحمُ الراحمين الذي أرسل نبيهُ الخاتم رحمةً للعالمين أجمعين، القائل حينما سأل: ما أكثر ما يدخل أهل الجنة الجنة؟ تقوي الله وحُسن الخلق؛ إنه الأدب يا سادة؛ وعلينا لذلك أن نفشي السلام والمحبة بيننا، وأن نبتعد عن حب الذات والأنانية؛ فلقد خُلِقت الأشياء لتخدم غيرها،

هذه حكمة الله ورسالته لنا؛ فّلنِعيش لبعضنا، ولنكن عونا ومُعيناً لكل بني البشر، ولنسعي في فعل الخير، وعمل الصالحات سعياً حثيثاً؛ فلقد راي النبي في الجنة رجل ينُعم بفعلِ نحسبه بسيط، وهو قام برفع غصن شجرة كان يؤدي الناس في الطريق، ودخلت بغي الجنة بكلب سقته كان عطشاناً؛

أما نحن اليوم، فقد عمل الكثير منا عكس ذلك، وقد صدق فينا حديث النبي حينما قال صل الله عليه وسلم: ” كيف أنتم إذا طغى نساؤكم وفسق شبابكم، وتركتم جهادكم قالوا، وإن ذلك لكائن يا رسول الله؟ قال : نعم، والذي نفسي بيده وأشد منه سيكون قالوا، وما أشد منه يا رسول الله؟ قال: كيف أنتم إذا لم تأمروا بمعروف، ولم تنهوا عن منكر قالوا، وكائن ذلك يا رسول الله؟ قال :

نعم والذي نفسي بيده، وأشد منه سيكون قالوا وما أشد منه؟ قال: كيف أنتم إذا رأيتم المعروف منكرًا، والمنكرُ معروفاً؟ قالوا، وكائن ذلك يا رسول الله ؟ قال: نعم، والذي نفسي بيده، وأشد منه سيكون, قالوا وما أشد منه؟ قال: كيف أنتم إذا أمرتم بالمنكر، ونهيتم عن المعروف؟، قالوا وكائن ذلك يا رسول الله ؟! قال: نعم، والذي نفسي بيده، وأشد منه سيكون, يقول الله تعالى:

“بي حّلفّتُ لأتُّيِحن لهم فتنة يصير الحليم فيها حيران”. ونحن اليوم تعيش زمن فتن تمُوج فينا موجًا وتلاطمنا الأمُواج الهادرة من كل مكان، فأصبح الحليمُ حيرانًا!؛ ولكننا برغم كل ما أصاب أمتنا العربية والإسلامية من وهن، وضعف وترهُل!؛ إلا أن الخير في تلك الأُمة والخيرية ليوم القيامة؛ وعلينا مسؤولية كبيرة كل واحد منا يبدأ بإصلاح نفسهِ، وأهل بيته وأسرتهِ بالحسُني والموعظة الحسنة، وبعمل الخير والصالحات في مجتمعك وبين الناس فإذا جاءك المهموم، أنصت، وإذا جاءك المعتذر،

اِصفح، وإذا قصدك المحتاج، أنفق، ليس المطلوب أن يكون في جيبك مصحف، ولكن المطلوب أن تكون في أخلاقك آية، كل شيء حولنا يرحل، ويغيب إلا الخير، فإنه يظل مغروساً في النفوس، ويبقى أثره أبداً، فهنيئاً لمن يزرع الخير بين الناس، لذلك اِجعل كُل من يراك يدعو لمن ربّاك؛ ولا تنسي في النهاية أن الانسان بعد مفارقته الدار الدنيا للدار الأخرة الباقية ينقطع عملهُ إلا من ثلاثة:

صدقةٌ جارية أو علمٌ ينتفعُ بهِ أو ولدُ (صالحٌ) يدعوُ لهُ”، لأن الولد العاق والسيء لا يدعو لوالديه بعد رحيلهما عن الدنُيا التي تضُر، وتّغُرُ، وتّمُرْ.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله