من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

منارتنا اليوم: مريم نعيم البطلة المذيعة

.كتبت/نهى عبد الخالق

. مثلكم تماما انا أفرح .. أبكي .. أتألم .. ..أدرُس .. أتعلم .. أُبدع .. ..أُحب.. أكره .. أتأثر هلاّ أزحت عيناك عنّي .. فلستُ من كوكب غير الأرض. أسمى مريم نعيم ،لا أحبكم عندما تقولون أني طفلة متلازمة الداون ، فأنا مريم فقط “مريم ” وإن أحببتم فنادوني بإحدى أسماء دلعي المفضلة مريوما أو يوما ،

عمرى 21 عاما أفرح عندما ترونى وأبكى عندما تنكرونى وأتالم عندما تنسوني. اليوم أحكي لكم حكايتى ، التى اعتبرها البعض قصة نجاح ،

وأعتبرتها أسرتي قصة كفاح ، وأعتبرتنى دولتى إحدى رموزها، ولكن المجتمع لم يلق اعتبارًا لى وللصدق أقول ليس كل أفراد المجتمع سواء فى نظرتهم لى أو فى تعاملهم معي ،

بل الكثير الكثير منهم أهتم بي وساعدنى وبذل جهود اً وفكر اً كثير اً لكي يظهر تمييزي فأشكرهم جميل قبل أن أبدأ فى سرد حكايتى. عرفت أسرتى أنى سأكون من ذوي القدرات الخاصة فور ولادتي ،

فأهتمت كثير اً كثير اً بأن تعرضنى على أطباء ومتخصصين، ولم تبخل علىّ بعطاءها منذ أنفاسي الأولى ، وكنت أشعر بذلك وأنا فى أحضانها ، أو من ملمس أناملها لى ، كنت أشعر بالأمان فى صوتها وألتمس لي وقت لأرتمي فى احضانها ،

ويبدو أن قلبي لم يكن على ما يرام ، فقد فحصه الأطباء وقرروا عمل جراحة لى فى القلب ، وبالفعل تمت وكانت أمى بجواري وكانت أسرتى تدعمني فى كل لحظة ، لا أفارق عينهم أبدًا أبدًا. بعدها وبعد أن أستطعت الوقوف على قدامى دقت ساعات العمل ، والعمل المكثف ، فركضت أمى بي من هنا لهناك، تأبي أن تعلمنى كل شئ من حولى ،

وهو ما عرفت بعد كذلك أن اسمه تدخل مبكر ، فعملت وبقوة على تقويه عضلات رجلي لكى أمشي ولا أتأخر فى المشي ، والأن استطيع أن أرقص وأعدو وأنتقل لكل مكان على سطح الأرض. وعملت أمى على تنمية قدراتي الاكاديمية الخاصة مبكرا وأشتغلت بكثافة على تنمية كافة مهارتي الحركية الدقيقة ، وكافة مهارتي اللغوية ،

وبدأت تعلمنى معنى الاشياء بشكل متواصل وبشكل دائم الحركة لأتقن الكلام واللغة ، عملت على جلسات وجلسات من التخاطب ، وذهبت هى للتعلمه ، كما استقالت من عملها لتكون مرشدتي ومعلمتى ، ولازالت هى من لا يفارقني ليل نهار ، وعينها تقول ابنتى طبيعية ، ولأنى أرها طبيعية ستكون طبيعية وسيرى العالم من حولها انها طبيعية ، رفقَا بحالك ياأمى ، أنا طبيعية لأنك رأيتنى كذلك ، وإن رأنى أحد غير ذلك فهو أنسان غير طبيعي لا أحفل برأيه ولا ألقى له بالا. 3 أكتشفت أمى أكتشاف مذهلا غير من حياتي رأسًا على عقب ، أكتشفت أن الرياضة بشقيها الجسدية والروحية ،

فقمت وسألت هنا وهناك وضمتنى لأتعلم السباحة ، تدريبات متواصلة ومجهود متواصل للتعلم ، وتعلمته على يد مدربين لا أروع منهم ، إن ذكرت خصالهم فى قصتي لن أتوقف أبدا عن الكتابه ،

أتدرب صيفًا وشتاءًا بلا توقف ولا ملل ، فى الشتاء أشعر بالبرد لكن قلبي الدافيء بالحب والتحدي يدفيء الكوب من حولي ، أمرض كثيراً من السباحة لكن أعشقها كما أعشق من علموني بلا كلل ولا ملل. لم تكتفي أمى بذلك بل أخذتنى لتعليمي الفروسية ، ولا أستطع وصف شعوري لكم ، وأنى على صهوة حصان ، أو ألمس حصان ، أو يمشي أو يركض بي الحصان ،

وكأنه يزهو أن مريم تريضه ،

إن أردتم الحقيقة أنا أعشق الحيوانات وأرها أجمل مخلوقات الله .وأستطعت بفضل من الله ثم أمي وأمهر المدربين أن أحصل على ميداليات فى خزانتي لا أستطع حملها كلها ، كل أنواع الميداليات التى لا تخطر على بال أحد ، ومن جهات مختلفة شهادات تقدير كثيرة كثيرة. أما رياضتى الروحية التى سعت أمى لتعليمي إياها ،

ليست اليوجا بالطبع ، أعذرونى أعشق الفكاهة حتى أثناء سرد قصتى ، بل الموسيقى ، علمتنى معلمتى وتعبت معى كثير اً ، وتعبت أمى فى الذهاب إلى المعلمة ، لأعزف على الأورج وأجمل ما أحب أن أعزفه هي أغنيات أم كلثوم ،

قد أكون احببتها لأنها تحدت مجتمعها كما أتحداه ، قد يكون فى أحد المرات إن حضرت لى أيها القاريء سأعزف لك مقطع من أنت عمرى. الآن أنا درست فى إحدى مدارس الدمج ، أستطيع القراءة والحساب بإتقان ، تسهر أمى على تعليمي وتدرسي واهتمت كثيرا بدراستى ، رغم انزعاجها الشديد من عدم قدرتى على التعلم فى البداية إلا أنها الآن لا تتوقف على تعليمي أبدا أبدا ، وتحلم بحصولي على شهادة ،

أنا الآن فى المرحلة الجامعية كلية اداب قسم وثائق مكتبات الصف الثالث واجتزت مراحل عده ، فادعوا لى بالتوفيق ولأمى بالسعادة.

هل تصدق أنى أعمل برغم كل هذا المجهود ،لا بل أعمل عملين ، الأول عمل تطوعي فى مجال ذوي الاحتياجات الخاصة وفى أحدى مؤسساته ، هى أرض الحب ، اساعد غير القادرين من ذوي الإعاقة الحركية وأوزع مع الطعام ابتسامتى ومحبتى لهم ، وايضا اعمل فى حضانة فأساعد فى المطبخ ، وأوزع الأكل على الاطفال.

أما وظيفتى التى طالما حلمت بها وهي أن أصبح مذيعة ، فبدأ من أول مرة رأيت فيها أخصائي تخاطب مميز ، سألنى عما أريد أن أعمل فقلت مذيعة ، فسكت شهور ورجع يسألنى لأعمل معه فى برنامج خاص لي ، يقوم بأعداده فى البداية وأقوم أنا بالتسجيل مع الشخصيات العاملة فى مجال ذوي الأحتياجات الخاصة ، وتقوم أمي بأعداد الأخبار لى والتسجيل معى ،

فتابعوا برنامجي أسم 4 برنامجي أنا ومريم ، أبحثوا عنه فى الأنترنت فلن أقول لكم كيف تجدوه فيجب أن تتعبوا فى البحث عنى ، كما أتعب أنا فى عملى. لقد اشتركت مؤخرا فى فريق الكشافة الذى تعلمت فيه وعد الكشافة . والتحقت بفريق التصوير) صورتى من وحى ابداعى( الذى يقوم بالتصوير وتدريب الاولاد الراغبين فى تعليم التصوير. كما تم مشاركتى فى البطولة الاقليمية لالعاب القوى التى ستقام فى شهر ديسمبر 2014 . كما انى التحقت بمعهد البالية والان فى الصف الرابع حر وقد شاركت فى حفل ختام ملتقى اولادنا الدولى عام 2016 ،

كما قمت ببطوله مسرحيه اجنحه الحياه على مسرح الجمهويه 2016 .وشاركت فى الرقص التعبيرى مع مؤسسه الديكاف العالميه وقمت بعرض بالية فراشة ليلو على مسرح نقابة المهندسين وحصلت على الدرع التكريم. كما قمت بالتميثل فى فيلم جميله الذى فاز فى ملتقى اولادنا 2017 كما شاركت فى مؤتمر الشباب الاقليمى التاسع لالعاب الا

كتابه احمد جسرها

نشره نهي عبد الخالق

مريم نعيم البطله المذيعه تتحدي الاعاقه وتتفوق في كل المجالات

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله