من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

جليد من نار

 ليلى السندي/ اليمن

جليد من نار

أحتاجك لا أعلم ماهية الحاجة إليك سيدي.

أشعر وكأنني عالقة بين المسافات، بين سماءٍ وأرض.

حائرةٌ أنا سيدي، فأنا لا أجيد الهبوط؛ خشية السقوط، ولا أجيد التحليق لأعانق عنان السماء.

أشعر بحاجتي لجناحين يضربان ريحا سليمانية، تحلق بى عالياً بلا خوف أو انكسار.

أشعر برجفة، وأوصالي وأنا أرتعد خوفاً، لعلي أحتاج منك ضمَّةً تهدئ من روعي.

أشعر ببرودة في شفاهي، فقد فقدت الأحرفَ الدفءَ، فلم تعد تود الخروج من بين ثناياي، وبمقلتي يُحشد جيشٌ من الدمع، يلبي نداء فؤادي.

إني يا سيدي قطعة من زجاج، لم يعانقها الألماس بل يمزقها كلما لمحت طيفة يقترب، أو لعلي قطعةً من ورقٍ أبيض، لم يفضَّ بكارتَها حبرٌ أسودٌ، أو حبرٌ زهريُّ اللون.

ربما كنتُ أهزوجةً قديمةً، كُتِبَتْ ولم تُغَنَّ يوماً، ولا زالت تبحث عن شفاه لتؤديها على خشبة العدم.

إني يا سيدي قطعة من النار، تعانق الجليد لعلها تتلاشي، ورغم العناق لم يطفؤها ولا زالت متوقدة شوقاً.

لعلك تخبرني عن ماهية حاجتي إليك؛ لعلي حين أدركها تهدأ فرائصي ولو شيئاً قليلاً.

اقتربْ لا تخف فلستُ إلا جذوة من عشق تشعل نفسَها لأجل أن تُدَفِّئَ من تحب.

اقتربْ وعانقني لعلي حين أغفو بين يديك، أنطفئُ وتتلاشى كلُّ أوجاعي.

تتعثر كثيراً كلما أبحرت نحو حلم، تحطمت مجاديفها.

تتشبت بالأمل والتفاؤل، ولازالت العتمة تحيطها.

لم تؤذي مخلوقاً، لم تجرؤ أن تتمنى الشر لأحد قط.

ليس حباً فقط بل أيضاً خوفاً، أن تدور الدائرة لتعود وتحيط بها أمنيات الشر.

ليست وحيدة، تحيطها قلوب عامرة بحبها.

لكنها تخشى يوما أن يزداد حمل أوجاعها، فتضيق بها قلوبهم.

فآثرت أن تجعل الثقل فوق كتفيها، منهكة.. مشتته .. مهمشة؛ وبالرغم من ذلك لازالت تبتسم.

وستجد طريقها يوما ما، فلازالت تتنفس، ولازال القلب ينبض بالله حباً.

 عزاء نفس

واقفة أمام سُرادِق عزائي، أتأمل الوجوه تلك التي جاءت تعزي في جسدي الذي واره الثرى.

أبحث علي أجدك تذرف بعض الدمع، على أنثى كانت تظنك رجلها.

روحي تجول لتمد يدها تصافح القلوب المحبة، لم تجد غير بضع أفئدة تهشمت بعض شراينها لفراقي.

وكأن الغالبية متعجل، يريد الرحيل، يناظر ساعته.

يتعجل بالقارئ كي يكمل صلواته لراحة روحي، فلديه أعمال أخرى.

وخلى المكان بعد لحظات أو ربما ساعة فلم يعد الوقت يعنيني، فقد أنتهى وقتي.

غادر الكل ولازالت روحي تبحث عنك، لم ترافق جسدي في ترابه وتأبى الصعود حيث قدر لها.

وكأنني لم أكمل مهمتي، ولازالت روحي تحاول أن تثبت لنفسها أنك كنت لها، مع أنك تهت في الزحام، وتركت سرادق عزائي خاوياً من دمعاتك.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله