أشعر ببرودة في شفاهي، فقد فقدت الأحرفَ الدفءَ، فلم تعد تود الخروج من بين ثناياي، وبمقلتي يُحشد جيشٌ من الدمع، يلبي نداء فؤادي.
إني يا سيدي قطعة من زجاج، لم يعانقها الألماس بل يمزقها كلما لمحت طيفة يقترب، أو لعلي قطعةً من ورقٍ أبيض، لم يفضَّ بكارتَها حبرٌ أسودٌ، أو حبرٌ زهريُّ اللون.
ربما كنتُ أهزوجةً قديمةً، كُتِبَتْ ولم تُغَنَّ يوماً، ولا زالت تبحث عن شفاه لتؤديها على خشبة العدم.
إني يا سيدي قطعة من النار، تعانق الجليد لعلها تتلاشي، ورغم العناق لم يطفؤها ولا زالت متوقدة شوقاً.
لعلك تخبرني عن ماهية حاجتي إليك؛ لعلي حين أدركها تهدأ فرائصي ولو شيئاً قليلاً.
اقتربْ لا تخف فلستُ إلا جذوة من عشق تشعل نفسَها لأجل أن تُدَفِّئَ من تحب.
اقتربْ وعانقني لعلي حين أغفو بين يديك، أنطفئُ وتتلاشى كلُّ أوجاعي.
تتعثر كثيراً كلما أبحرت نحو حلم، تحطمت مجاديفها.
تتشبت بالأمل والتفاؤل، ولازالت العتمة تحيطها.
لم تؤذي مخلوقاً، لم تجرؤ أن تتمنى الشر لأحد قط.
ليس حباً فقط بل أيضاً خوفاً، أن تدور الدائرة لتعود وتحيط بها أمنيات الشر.
ليست وحيدة، تحيطها قلوب عامرة بحبها.
لكنها تخشى يوما أن يزداد حمل أوجاعها، فتضيق بها قلوبهم.
فآثرت أن تجعل الثقل فوق كتفيها، منهكة.. مشتته .. مهمشة؛ وبالرغم من ذلك لازالت تبتسم.