من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

التعاسة في الحب

التعاسة في الحب

الدكتور: عادل عامر

Image result for لماذا لا يحبني

كل امرأة ومنذ اكتشافها لمشاعر الحب تحلم بذلك الرجل المثالي الذي سيمنحها سعادة الدنيا والحب غير المشروط. تتخيل شكله وطوله وتصرفاته وحين يحالفها الحظ وتعثر عليه قد تكون أمام خيبة أمل كبيرة.

هي بكل بساطة تشعر بالتعاسة. التعاسة هذه لا تعني أنك غير مغرمة به لكنك لسبب ما تجدين نفسك محرومة من السعادة.

فهل تعرفين السبب؟ يظل الأنسان طوال حياته يبحث عن نصفه الآخر من يكمله ومن يرى عيوبه فيستره عن تلك الأم التي تحنوا عليه مهما فعل عن تلك الحبيبة والعاشقة التي تحترق آلم لتدفع حياتها ثمنا لا رضاء حبيبها

السعادة الحقة لا يمكن أن تكون صراخاً. وإنما هي حالة عميقة من حالات السكينة تقل فيها الحاجة الى الكلام وتنعدم الرغبة في الثرثرة.

هي حالة رؤية داخلية مبهجة وإحساس بالصلح مع النفس والدنيا والله، واقتناع عميق بالعدالة الكامنة في الوجود كله، وقبول لجميع الآلام في رضى وابتسام.

وهنا يصنف البشر أصناف عدة منه السعيد والتعيس والأكثر تعاسه فالسعيد هو من يجد حبيبه في الوقت المناسب فيرتبط به ويكمل حياته معه أما التعيس من يجد حبيبه ولا يستطيع الارتباط به إما لعجزا ماديا أو رفضا عائليا أو عائقا من العوائق التي نصنعها بغبائنا

ولكن الأكثر تعاسة هو من يجد حبيبه بعد فوات الآوان وقد كنت من هذا النوع فلقد بحثت كثيرا عنكي وحينما وجدتك وجدت أن كل عوائق الدنيا تقف أمامنا لتمنع هذا الارتباط السعيد ولما أكتفى بذلك بل أضفت أنا وبغبائي الشديد عائقا جديدا

حينما تحدثنا سويا فى المرة الأولى شعرت بأنكى كبيرة جدا على فأنتئ وما أدراكي ما أنتئ أميرة في عرشها يتهافت الرجال عليها من أجل نظرة من عينيها وآخرين مستعدون لدفع كل ما يمتلكون من أجل لفت أنتباهها ومئات من الرجال يبتكرون طرق جديدة من المكر من أجل الأيفاع بها كفريسة ينهلون وبوحشية من جمالها

 وبالرغم من ذلك لم أستطع أن أمنع قلبي من أن يحبك وفجأة ظهر أمامي شريطا من قصص الحب في أفلام السينما القديمة التي تنتهي دائما وبطريقة خيالية غريبة بزواج آبن البواب او أبن خول الجنينة بأميرة القصر وما شجعني أكثر حبك لي الذي ظل يزداد يوما بعد يوما

أحببتك نعم أحببتك فقد كنتي مثل الأسد الذي يدافع عنى وقت ضعفي لم أخجل في لحظة حينما أجدك تكشفين وببراعتك المعهودة نقاط ضعفي كنت أشعر أنكى تكملين هذا الضعف

وحينما يقتلني الآلم نتيجة قراري العائق الذي اتخذته لا أتكلم مع أحد سواكي فقد كان القرار قراري ولا بد أن اتحمل نتائجه نعم أخطئت ونعم كنتي أنتئ أكثر الناصحين لي ولكن وبمنطق الطفل الذي يخطئ ويبحث عن أمه لكي تعفو وتسامح فأنا أبحث عنكي لأنسى كل همومي بعدما أغلق العالم كله آذناه عنى وكأن جوابهم الجاهز للرد على شكواي لا تشتكي لا تتكلم فقد كان القرار قرارك ولا بد أن تتحمل

لم أكن في يوما كاذبا ولا منافقا بل شخصا عاديا به عيوب الدنيا ومزاياها لم أخفى عليكى ولو للحظة شيئا كنت أتعب جدا وحينما نتجالس لنتحدث سويا أنسى كل هذا التعب بسبب حنانك الذي كان يغمرني وضاع منى بسبب عنادي آخذتيه منى لتقتليني كل يوما

نعم أحببتك ولم أحب أحد سواكي فأنتئ المرآه التي أبحث عنها تلك المرآه التي تهز كياني وتشعرنني بأنني بشر بأنني ما زلت آحيا دائما ما تقولين لي بأنني أسقط عليكى تصرفاتي الصبيانية ولكن هذه المرة أقولها لكي أنا من ضيع هذا الحب وخنقت هذا القلب الطاهر وأقول أكثر من هذا لأنني احبك وما أحببت أحد سواكي سامحينى يا أغلى الناس سامحينى يا ست الناس

الحب نعمة عظيمة ينعم بها المحبون، لكن هذه النعمة قد تتحول في أحيان كثيرة إلى معاناة قاسية وعذاب بلا نهاية للروح والجسد.

فالإنسان الذي يعيش قصة حب سعيدة وهادئة لا يمكنه إلا أن يكون سعيدا، لكن الرياح قد تأتي في أي لحظة بما لا تشتهي سفينة هذا الحب السعيد، فتتحول الفرحة إلى تعاسة، والبسمة إلى دموع.

وقد جمعني حديث عن الحب بصديقه فرنسية عبر الماسينجر، وسألتها م إن كانت سعيدة في حياتها، وهي التي يعيش وحيده بعد أن طلقت من زوجها وهي في أواسط الخمسينات من العمر، فأجابتني بأنها تعيش حياة هادئة،

وتمارس عملها كأستاذه بشكل عادي، لكن ثمة حزن يغمرها، بسبب افتقادها للحب بعد الطلاق الذي حصل بينها وبين زوجها التي انجبت منه ابنا واحدا.

وعندما سألتها إن كانت تفكر في الزواج مرة أخرى، من أجل ملأ الفراغ العاطفي الذي يغمر قلبها، أجابتني بأنها لا تفكر في هذا الأمر.

الحب إذن، مصدر للسعادة، لكنه مصدر للشقاء والعذاب أيضا. ومن أنواع الحب التي تسبب في الشقاء والتعاسة والعذاب هناك ما يسمى بالحب من طرف واحد، ومعناه أن يكون أحد طرفي العلاقة العاطفية هائما في حب محبوبه فيما هذا الأخير لا يولي أي اهتمام لهذا الحب.

الحب من طرف واحد يعني العذاب في صمت. ويعني سهر الليالي والبحث عن الأسباب التي تجعل قلب المحبوب صلبا وبلا مشاعر كالحجر.

الحب من طرف واحد يعني الحزن وطرح الأسئلة المحيّرة التي تظل بلا جواب. ويبقى السؤال الأكثر حيرة من بين كل هذه الأسئلة هو: لماذا لا يحبني/ أو لماذا لا تحبني؟

هناك من يقول بأن الإنسان يستطيع أن يضع حدا لأحزانه وآلامه إذا كان واحدا من “ضحايا” الحب من طرف واحد، وهو أن ينهي العلاقة العاطفية التي يتعذب بسببها في الليل والنهار، ويضع لها حدا نهائيا.

لكن كثيرا من الناس (العشاق والعاشقات) يعجزون عن ذلك، لأن الإنسان يستطيع أن يكون سيّد نفسه ويوجهها كيفما شاء وحيثما شاء، لكن من الصعب، إن لم نقل من المستحيل أن يكون الإنسان سيّد قلبه. فالقلب، خصوصا عندما يخفق بالعشق والغرام يصير مثل حصان جامح بلا قيود في صحراء بلا نهاية.

ما يجعل معاناة من يحب من طرف واحد تتضاعف أكثر، وتشتدّ قسوتها أكثر، هو عندما يرغب في الوصول بعلاقته العاطفية إلى النهاية، أي إلى الزواج.

هنا، وحتى إذا كان الإنسان يعرف جيدا أن محبوبه لا يبادله الحب، إلا أنه يظل مرتبطا به، ويمنّي نفسه لو أن قلب محبوبه يلين في يوم من الأيام، وكلما مرت الأيام والشهور والسنوات يتضاعف حجم الألم والمعاناة،

وتصير لحظات الانتظار ثقيلة أكثر، وقد تحدث المفاجأة القاسية، أو الكارثة، ويتزوج المحبوب، ليبدأ جحيم معاناة من نوع آخر.

هكذا نخلص إلى أن الحب يمنح للحياة نكهة السعادة، إذا كانت العلاقة العاطفية مقامة بين طرفين يحبان بعضهما البعض، ويتبادلان نفس الأحاسيس والشعور،

 أما الحب من طرف واحد فليس سوى مصدرا للتعاسة والألم والعذاب، خصوصا وأن القلب، كما قلنا آنفا، يأبى إلا أن يكون سيّد نفسه، مهما بلغ عذاب ومعاناة صاحبه

الحُب كأنه ماء الذي يغلي، سيتبخر حتما، اذن احتفظ معاك بزيادة من الماء تسكب فيه لما تتيقن إنه قرب يتبخر كُله لكن لو سكبته كُله مرة واحدة سيفيض ويقع ولن يبقي له وجود

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله