من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

التعاسة الزوجية

الدكتور عادل عامر

التعاسة الزوجية

إنّ اختلاف تكوين شخصية الزوجين من حيث الطبيعة البشرية وعقلية التنشئة الاجتماعية ومحيطهما حيث ترعرع كل منهما، يُعتبر من العوامل التي تجعل الزوجين يلمسان هذا الأمر بينهما ما يُشعرهما بالتعاسة، لذا من الضروري أن تكتشف المرأة شخصية الشريك قبل الزواج كي لا تندم لاحقاً، ومن المهم أن يكون هناك تشابه ما بينهما كي يشعرا بالسعادة معاً. فشل العلاقة الحميمة بين الزوجين في سيكون سبباً للتعاسة ويمكن حلّها عبر اللجوء إلى طبيب مختصّ.

من الطبيعي أن يؤثر الزواج السعيد في صحتك.. بينما الاستمرار في زواج غير سعيد له تأثيرات طويلة الأمد على صحتك العقلية والعاطفية والجسدية أيضاً، (انتبه.. هذا ليس تشجيعاً على الانفصال عن الشريك، إنه تحذير من جسدك على أن العلاقة الزوجية بحاجة للإنقاذ قبل فوات الأوان).

 سعادة العلاقة الزوجية هو جزء ضروري للحياة الصحية والناجحة، لذا يخفي الكثير من الناس عواطفهم ومشاعرهم المؤلمة ويخشون أن يُكشف أنهم يعيشون حياة زوجية غير سعيدة. مع ذلك لا يمكن معرفة فيما إذا كان الزواج سعيداً أم كئيباً وتعيساً إلا من خلال مؤشرات عديدة وتفاصيل (تحدثنا عنها في مقال سابق) تلاحظها لديك أو لدى الشريك، لكن ما هي الأسباب والضغوطات الحياتية اليومية التي تسبب تعاسة الزوجين

لكل إنسان غاية محددة من الزواج ويجب على الزوجين أن يكون لديهما ذات الاتجاه الفعلي نحو الزواج، فلو كان لكل منهما غاية مختلفة عن الآخر فستقع المشاكل بينهما وبالتالي ستصبح حياتهما عُرضة للتعاسة الزوجية.

إنّ جهل الزوجين بمسؤوليات الحياة الزوجية والأسرية والتزاماتها المختلفة بعد فترة من الزواج، يؤدي إلى خلافات زوجية تسود معها أجواء التوتر والتعاسة، لذلك يجب أن يكون الزوجان على قدر من الوعي نحو تلك الأمور.

بعد فترة من الزواج قد تشعر الزوجة بأنّها أخطأت في اختيارها هذا الشريك ما يودي بها للشعور بالتعاسة، ومن هنا تكون أهمية الدقة في اختيار زوج المستقبل بالاعتماد على العقلانية والمنطق لا العاطفة العشوائية.

إذا لم يعرف الطرفان كيفية حل المشاكل ومواجهتها في الحياة الزوجية فسيسود جوّ التعاسة أرجاء المنزل، لذا يجب على الزوجة أن تتحلى بالحنكة لكي تدرك كيفية حلّ المشاكل الزوجية للمحافظة على السعادة وتجنّب التعاسة.

إنّ التنافر بين الزوجين من حيث اختلاف الطباع والآراء يؤدي إلى الاحتكاك والتصادم في الآراء والبرود العاطفي بينهما وهذا أيضاً يستدرج التعاسة. يتطلب بناء علاقة زوجية متوازنة جهوداً كبيرة من كلا طرفيها،

 والسبب الرئيسي في جعل زواج غير سعيد؛ عدم قبولك لشريك حياتك كما هو/ هي بل تحاول تغيره بما يتوافق مع شخصيتك ونمط حياتك، والتوافق في العلاقة ليس وصفة جاهزة بل هي عملية تتطور باستمرار، فلا بد أن تتكيف مع الحياة الزوجية على هذا الأساس لا يمكن أن تعتبر نفسك محور الكون، كما أن سوء الفهم في القضايا والتفاصيل الصغيرة يتحول إلى مشكلات كبيرة قد تقود إلى الطلاق.

طالما شكل الاهتمام بين شخصين متحابين؛ عنصراً أساسياً في رومانسية علاقتهما والحميمية والألفة (Intimacy) التي تنمو وتكبر مع الأيام، بالتالي الافتقار للاهتمام بين الزوجين يسبب مع الأيام تعاسة الزواج.

الفارق الشاسع بين الزوجين في المستوى الثقافي ومدى النضج العقلي يؤدي إلى التعاسة الزوجية لأنّ هذا الفارق سيجعلهما غير متوافقيْن. ينبغي أن تبقى القرارات الخاصة بين الزوجين فقط ولا ينبغي وضعها في إطار القرارات العائلية مع أهل الزوجين مثل: إنجاب الأطفال أو قرار شراء منزل؛

 هذه الأمور تعمّق سوء الفهم بين الشريكين وتظهرهما في صورة أنهما غير متفقين ويبدأ أهلهما بالتدخل في أبسط المسائل مما يزيد الفجوة بين الشريكين، بالتالي يشكل سبباً من أسباب عدم الرضا في الحياة الزوجية.

ان الزواج الذي من الممكن أن يوصف على أنه زواج متوافق وسكن بالمعنى العميق للكلمة هو الزواج المشبع لطرفي العلاقة من نواح عدة أهمها في تقديري النواحي النفسية حيث يجد كل طرف في الآخر ما يتوق إليه نفسياً وتتجسد هذه السمة في الاتصال الفعال بين الزوجين بحيث يستوعب كل منهما الآخر ويستطيع استيعاب حاجات الآخر سواء عُبر عنها بشكل مباشر أو حتى غير مباشر.

وهناك النواحي الفكرية «العقلية» حيث تجمعهما لغة تفاهم مشتركة، يستطيعان تناول قضية أو مسائل عقلية ومناقشتها وتقبل كل منهما لوجهة نظر الآخر، وهناك مسألة التقارب في الميول والاهتمامات، ومن المستحيل ايجاد شخصين متطابقين في كل منحى من هذه المناحي وحتى في التوائم المتطابقة

فإنه من الصعب ان تجد بينهما تطابقاً فالقضية إذن نسبية. يبدأ الحديث عن التوافق الزواجي بمناقشة قضية الاختيار للشريك من طرفي العلاقة حيث تمثل هذه القضية أهم خطوات التوافق الزواجي على الاطلاق.

 وهناك عامل على قدر كبير من الأهمية وهو تمتع كل من الزوجين بالصحة النفسية، فبعض الأزواج يأتي من أسر مفككة ومن نمط في التنشئة الاجتماعية قاس أو مدلل أو غير ذلك فتلقي نتائج تلك التنشئة بظلالها على عش الزوجية مما يعكر صفو العيش وقد تتحول العشرة إلى جحيم لا يطاق.

بعد ذلك نأتي لمسألة المستوى الاجتماعي والاقتصادي حيث يفترض فيها التجانس بين الزوجين فبعض المشكلات الزواجية تنتج عن ما قد يكون هناك من فوارق جوهرية بين هذه المستويات وبالتالي قد تفضي إلى نظرة أحدهما للآخر باستعلاء واستخفاف مما ينعكس سلباً على الحياة الزوجية.

ان من اهم اسباب الخيانة الزوجية يأتي أولاً عامل ضعف الوازع الديني والاخلاقي وقضية الحصانة الدينية والأخلاقية في المقدمة في مسألة عدم وقوع الخيانة بأشكالها المختلفة والخيانة الزوجية على وجه التحديد حيث من الصعب تصور خائن يحمل نظاماً قيمياً أخلاقياً يحول بينه وبين الخيانة، ويمثل هذا العامل أهم سبب وراء الخيانات وضعفه يمهد إلى بقية العوامل التي ستأتي.

 ثانياً: العوامل النفسية، وفي مقدمتها قضية الشعور الدفين بالنقص، وجميعنا نحن البشر تنتابنا مشاعر النقص بسبب تكويننا البشري ويُفترض ان تؤدي تلك المشاعر إلى السعي الخلاق إلى التفوق وإلى التنافس الشريف لكن احساس الخائن في هذه المشاعر يكون من العمق بحيث يتجاوز السائد مما يؤدي به إلى المحاولة الوهمية

لأثبات انه الأفضل والأكثر اشتهاء وانه يمتلك من الامكانات ما يخوله لتجاوز الحدود الدينية والاخلاقية والمجتمعية. وكل نجاح في خيانة يعزز لديه هذا الاحساس الوهمي بالتفوق مما يجعله يستمرئ هذا السلوك ويتمثل العامل النفسي الآخر في الرغبة في الانتقام اما من الذات او من الشريك او من الاسرة او من المجتمع بشكل عام ونجد في ذهن الخائن سلسلة من الأسباب المتعلقة بكل واحدة من هذه على حدة أو ربما كلها مجتمعة وتفهم تلك الأسباب تفسر لنا سلوك الخائن لكنها لا تبرره بالطبع.

 ثالثا: العوامل الاجتماعية، فربما نشأ الفرد في بيئة تمارس الخيانة وتتباهى بها فسيتدخل هذا السلوك ويمارسه على انه مؤشر للذكاء الاجتماعي الذي يدعو للتباهي. ايضاً ربما تعرض الفرد إبان نشأته لاغتصاب من نوع ما سواء نفسياً أي انفعالياً أو جسدياً أو جنسياً مما يولد كما أشرت في السابق إلى رغبة متأصلة في الانتقام للذات عن طريق تكوين اتجاه رفضه لكل المنظومة القيمية ولسان حاله «حالها» يردد المقولة الشعبية «علي وعلى أعدائي» ومن الممكن استيعاب سلوك الخيانة في ظل هذا النسق،

ومرة أخرى التفسير لا يعني التبرير، وهناك ايضاً جماعة الرفاق الذين ربما يغرون الفرد بتشجيعهم المستمر إلى محاولة ممارسة الخيانة وقد يدفع الفضول المرء إلى الانزلاق في هذا الاتجاه.

 رابعاً: العوامل الاقتصادية وان كانت أقل بكثير في دفعها للخيانة من العوامل الاخلاقية والنفسية والاجتماعية إلا انها من الأهمية بحيث لا تُغفل فربما مورست الخيانة لجلب دخل مادي صرف.

وعن الآثار المترتبة على هذا السلوك قبل اكتشافه وبعد اكتشافه من الطرف الآخر ذكر الدكتور العويضة ان الخيانة بمعناها الشائع وهو ان رجل يخون زوجته مع امرأة أخرى تعطيه من نفسها ما يجده عند زوجته أو العكس في حال المرأة مع رجل آخر إذا كان ذلك هو المقصود بالسؤال فإن الآثار المترتبة على ذلك كثيرة جداً ولكنني سأحاول الاختصار فقبل الاكتشاف يعيش الخائن «خائفاً يترقب»

من افتضاح أمره، بالإضافة إلى تولد شعور الشك عنده في الطرف الآخر ان لديه نفس السلوكيات وهذه المشاعر تقوده إلى الغضب والعدوان وهذا بدوره يجعله يفعل كل ما في وسعه لإثبات انه الأحسن..

ومن جهة أخرى يبدأ في صراع ان الشريك غير الشرعي ربما لديه علاقة مع طرف أو أطراف أخرى وهذا يعني ان على الخائن التأكد من ذلك والدخول في تنافس ولو على مستوى وهمي.. وهكذا يعيش عذابات لها اول وليس لها آخر تصبح الحياة معها جحيم لا يطاق.

 أما إذا اكتشف امره فقد سقط بيته! فإن لم يطلق فعلياً فقد طلق نفسيا.. ويظل جرح الخيانة يعتصر كل الأطراف ذات العلاقة، وعلاج من يقع في هذا التصرف ان يتذكر قوله تعالى «إن الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره»

 ومن عرف نفسه عرف ربه كما يقال، يجب على من هذه الحالة ويرغب في انتشال نفسه ان يلجأ إلى طلب العون من الله سبحانه ثم من المؤهلين من ذوي الاختصاص من معالجين ومرشدين نفسيين.

الآثار النفسية للطلاق

وفي حالة وصول الأمر بين الزوجين للطلاق في ظل وجود اطفال أوضح الدكتور العويضة ان خبرة الطلاق من الخبرات القاسية في الحياة للطفل حيث تحرمه من الاستمتاع بالوضع «الطبيعي» للنمو النفسي حيث يسعد بوجود والديه جنباً إلى جنب في انسجام وتجانس، حين يحل الطلاق يصيب قلعة من أهم القلاع النفسية وهي قلعة الأمان!

 فالطفل الآمن نفسيا هو طفل يتنبأ له الممارسة السوية في مناحي حياته المختلفة أما من أصيب امانه النفسي بخلل ما فلربما تشل حركته وأصبحت الأجزاء المكونة لذاته في حالة من عدم التطابق.

واسباب الخيانة الزوجية تكمن في اسباب كثيرة يأتي من أهمها غياب الوازع الديني واهتزاز القيم وعدم الشعور بالمسؤولية واللامبالاة والتهرب من الخلافات الزوجية والضغوط الأسرية وكراهية أحد الأطراف للطرف الآخر وعدم تقبله والرغبة القوية في العدوان عليه بخيانته.

 كما ان تقصير أحد الزوجين في واجباته تجاه الطرف الآخر سبب رئيسي للخيانة الزوجية وكذلك الوقوع تحت الغواية والاغراء وقد تضعف المرأة أمام المحترفين للغزل والحب في حالة انشغال زوجها عنها، وكذلك الرد على الخيانة بمثلها فالزوج الذي يخون زوجته قد يدفعها لخيانته وكذلك العكس.

ان من آثار الخيانة الزوجية الانفصال بالطلاق وهدم الحياة الأسرية وتشريد الأبناء وكذلك ما يحدث من صدمات نفسية تترتب على اكتشاف ومعرفة الخيانة وسقوط الخائن من نظر الطرف الآخر سقوطاً كاملاً واحتقاره بسبب تصرفه واتجاهه للخيانة ومن الآثار المترتبة للخيانة الزوجية شعور المرأة عندما يخونها زوجها بالإهانة

 مما يؤثر في شخصيتها وتفقد الثقة في انوثتها. وعن استمرار الشكوك بين الزوجين التي من الممكن ان تفضي إلى الطلاق

ان الطلاق يجب ان يكون هو آخر الحلول التي يلجأ إليها الزوجان في حالة الشك وفي حالة اكتشاف الزوج أو الزوجة للخيانة من الطرف الآخر فهناك حلول اكثر فائدة وهي الإرشاد الزواجي والأسري حيث تتم مساعدتهما على رفض الأفكار غير العقلانية لأن الشكوك التي لا تبنى على أسس موضوعية هي مجرد أوهام لا أساس لها.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله