من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

السعادة القلبية

سعادة قلبية

الدكتور عادل عامر

سعادة قلبية
سعادة قلبية

إن من أعظم الوسائل التي تعين العبد على السعادة  وجلاء أحزانه وهمومه  الإلمام التام بمفاتيح السعادة التي تجمع  له خير الدنيا والآخرة وتفتح قلبه ليحصد ثمارها وينعش نفسه التواقة لعبيرها ومباهجها،

أن السعادة يمكن أن تؤثر سلباً على القلب لان مسببات متلازمة القلب المنكسر أكثر تنوعاً مما كان يعتقد لان السعادة ليست في مال يجمعه الإنسان وإلا لسعد قارون، وليست في طلب الوزارة والمنصب ولو كانت كذلك لسعد هامان وزير فرعون، “القلب السعيد” قد تكون متلازمة قلب منكسر”

وليست في متعة دنيوية ما تلبث أن تنقضي بل السعادة الحقيقية في طاعة الله، والبعد عن معصيته التي هي سبب في الفوز الأبدي آما آن الرجوع إلى الصفوح… عن الزلات والفعل القبيح. تبادره بقبح الفعل سرا… ولا تخشاه بالقول الصريح. هداك إلى صراط مستقيم…

وأنت ضللت عن هذا الصحيح. فإن السعادة كلمة خفيفة على اللسان، حبيبة إلى قلب كل إنسان، وهي شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس ، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر ، وراحة الضمير, وما من إنسان إلا وهو يسعى إلى تحقيقها في حياته، فأكثر الناس يظن أن السعادة في المال والثراء ، ومنهم من يتصور أن السعادة في أن يكون له بيت فاخر وسيارة فارهة،

ومنهم من يعتقد أن السعادة في كثرة الأولاد والأحفاد ، أو تكون له وجاهة في المجتمع، أو يتبوأ أعلى المناصب ، ويظنها البعض الآخر في أن يتزوج امرأة ذات مال وجمال ودلال.. وللناس فيما يعشقون مذاهب,

 إن هذه المتع متع دنيوية زائلة من عاش لأجلها والتكثر منها ولم يبتغ غيرها لم يذق طعم السعادة الحقيقية وليس له في الآخرة من حظ ولا نصيب , ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد

 إن من أراد أن يحقق السعادة في حياته فليلتزم بالأسباب التي من قام بها حصلت له السعادة والحياة الطيبة في دنياه وأخراه ‎‎ لبيت تخفق الْأَرْوَاح فِيهِ … أحب إليّ من قصر منيف وَلبس عباءة وتقر عَيْني ..

. أحب إليّ من لبس الشفوف ‎ تقوية القلب وعدم التفاته للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة؛ لأن الإنسان متى استسلم للخيالات وانفعل قلبه للمؤثرات من الخوف والأمراض وغيرها، أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية والانهيار العصبي.‏

للأسف كم من القلوب كقبور الموتى ظاهرها الزرع والورد وباطنها الجيف والموت. كم من القلوب كالبيت المظلم على سطحه سراج وباطنه هجر وظلام. أن القلب هو المركز الرئيسي الذي يحرك بقية الجوارح ويلهمها وسلامته من الآفات والعيوب

إن السعادة تكمن في أن تصنع قراراتك بذاتك وبنفسك، أن تعمل ما تريد؛ لأنك تريده، لا لأنهم يريدون، أن تعيش حياتك مستمتعًا بكل لحظة فيها، أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفيمن حولك .

إنّ سبب اختلاف مفهوم السعادة عند الناس يرجع إلى حقيقةِ الفقدِ؛ فالشخصُ الذي يفقد شيئاً يرى سعادتهُ بامتلاكهِ؛ ففاقدُ المالِ يجدُ السعادة في المال، وفي كسبهِ وتوافرهِ بين يديهِ، وفاقد الصحة الذي عاش زمناً مع المرض يصارعهُ ويواجه صِعابهِ يرى السعادةَ في أن يكون سليم الجسد.

إنّ المُتع الحَياتية كثيرة وعديدة إن توفّرَت للعبد أدخلت السعادة على قلبه، وحياته، ومن هذه المتع وجود المرأة الصالحة في حياة الرجل، فوجودها توفيقٌ من الله سبحانه، ليجد السعادة فهي تُعينه على نوائب الدهر، وتكون عوناً له في الخير، وسنداً له في مواجهة الحياة. من المتع التي تجلب السعادة البيت الواسع، والجار الصالح؛

 فمن السعادةِ: المرأةُ تراها تُعجبكَ، وتَغيبُ فتأمنُها على نفسِها ومالكَ، والدابةُ تكونُ وطيئةً فتُلحقُكَ بأصحابكَ، والدارُ تكونُ واسعةً كثيرةَ المرافقِ، ومن الشقاوةِ المرأةُ تراها فتسُوؤكَ، وتحملُ لِسانَها عليكَ،

وإن غبتَ عنها لم تأمنْها على نفسهَا ومالكَ، والدابةُ تكون قطوفا، فإن ضربتَها أتعبتكَ، وإن تركتَها لم تُلحِقكَ بأصحابكَ، والدارُ تكونُ ضيقةً قليلةَ المرافقِ الاوقات السعيدة هي الي في النهاية بتخلينا وقت الشدة نقول لنفسنا ” شوفنا ايّام حلوه” التحدي  الحقيقي اننا  نخلق ذكريات سعيدة كتيره في كل يوم .. و في اَي وقت ..

اننا نستشعر التفاصيل الصغيرة و نحولها  لحدث يستحق التذكر  .. اننا نملي قلوبنا  و عقولنا بأحداث بسيطة متراكمة و نترجمها لأحداث ذات اهميه تستحق ان تكون ذكري سعيدة ..

اننا  نحول شرب فنجان قهوتنا اليومي لحدث حلو بمجرد  ان احنا استشعرنا جمال و كمال لحظه فنجان القهوة مع شعاع شمس علي وشنا .. نحس كأنه اتخلق عشان يجي علي وشنا .. او ان اللحظة دي تحديدًا هبه ربنا لينا  .. اننا نحول   خروجه عاديه لحدث مختلف و استثنائي بأغنيه حلوه طالعه من القلب  ..

ان احنا  نخلي حوار بسيط  مع ولادنا في طريقهم للمدرسة فيه حاجه حلوه تستحق ان تذكر .. اننا نحول يوم عادي و رتيب الي يوم مختلف بحركة بسيطة  .. و يبقي فجأة يوم مختلف يستحق ان يذكر ..

احنا فعليا لا نستطيع ان نتحكم في الماضي.. و لا محو ذكرياتنا الحزينة .. لكن دائماً و ابدا نستطيع ان نملي مخزون جديد من الذكريات السعيدة لعلها تملي الكوب و تفيض .. فعلي الأقل نتخلص من الذكريات المؤلمة البسيطة الي ما لهاش قيمه

 او اهميه  و تفضل دايما الذكريات المهمة الي شكلتنا .. الي كسرتنا و جبرتنا  الي خلتنا احنا موجوده و مترسبة و معانا و في النهاية السعادة الحقيقية في الشعور بالشكر و الامتنان لكل ذكري حلوه  و الرضا و اليقين في  كل ذكري حزينة وكأن الحب اصبح مرض يتسلل من قلوبنا الي باقي الجسد، وكأن حياتنا توقفت منذ الإصابة بهذا المرض اللعين .

كم منا حياته انقلبت راسا علي عقب ،كم منا لم يعد يتذوق طعم النوم، كم منا سهر الليالي يشكي همه لنفسه ويعاتبها ويحاسبها، علي فعله القلب بهم .

كم ذهبنا الي طبيب يعالج اوجعانا فمنا من ذهب لطبيب لأنه يشتكي من وجع في مقدمه راْسه ،ومنا من ذهب ليشتكي بألم في معدته، ومنا من يشتكي بتدهور حالته الصحية مع هبوط في الدورة الدموية ونقص في معادن الجسد

 هل اثار الحب تظهر على وجوهنا واجسادنا ؟! يا اللهي  كيف وجع في القلب اصبح يؤثر علي باقي أعضاء الجسد ، كيف نظره واحده كانت بداية هذا الالم  لماذا اصبح الحب ؟؟ بداية لشقاء قلوبنا ، مع اننا نعلم ان الحب أجمل ما يصيب القلب ، ولكننا أصبحنا نستغل أنفسنا ومن معني تحت مسمي الحب ، كنا صغارا نجلس امام التلفاز ونشاهد قصص الحب وكانت بمخايلتنا ان النهايات دائما سعيدة ، ولكن للأسف كبرنا وجعلنا النهايات حزينة.

هذا ترك حبيبته من اجل نقص في المال، وهذه تركت حبيبها من اجل ذلك الثري ، فانا اعلم ان هذا الكلام ليس بجديد ولكن ماذا بعد!  الي متي سنظل نعيش مع هذا الداء  نسال أنفسنا هل حقا أصبت بداء الحب هل حقا حياتنا أصبحت بلا لون نتيجة تلك الإصابة .  رسالتي هنا اننا نتمرد علي قلوبنا نتمرد علي عقولنا نتمرد علي نظراتنا ، حتي لا يتمرد القلب علينا .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله