من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

بناء ملكات الطفل

بناء ملكات الطفل
بناء ملكات الطفل
بناء ملكات الطفل

بناء ملكات الطفل

لا أحد يختلف في ان سعادة الإنسان ونجاحه في الدنيا والآخرة هما في سلامة طباعه الخلقية والنفسية ، وكذلك شقاؤه وتألمه وتعاسته في الدنيا والآخرة مرهونة في انحراف طباعه الخلقية والنفسية ، وللأسف نجد ان موضوع سلامة الطباع وانحرافها لا تحظى الا بجزء يسير من الاهتمام الذي يوليه الآباء لسلامة أولادهم الصحية والغذائية ، فكما انّ البدن يتأثر من أمراض نقص التغذية ويسبب للمريض شعوراً بالتعاسة والشقاء بسبب الألم الذي ينتابه ليل نهار، كذلك فإن آلام الروح والنقص أشد وطأة وأكثر ألماً لصاحبها ، والإنسان العاقل الواعي يعي هذه الحقيقة ، أضف إلى ذلك نسبة صعوبة علاج الأمراض النفسية مقارنة بعلاج الأمراض البدنية والمصحات النفسية تشهد على ذلك.

لذا يجب على الأب أو المربي الالتفات إلى هذا الجانب من حياة الطفل ، والمجاهدة الحريصة على أن تكون طباع هذا الإنسان الصغير سليمة وصحيحة ، ووفقاً للمبادئ الإسلامية بحيث تكون طباعه السليمة ملكات خلقية يتمتع بها هذا الطفل وابتعاده عن الطباع المنحرفة والأخلاق الذميمة ملكة أيضاً يسعد بها طوال حياته ، والملكة كما يعرفها بعض العلماء: “الخلق عبارة عن ملكة للنفس ، مقبضة لصدور الأفعال بسهولة من دون احتياج إلى فكر أو رؤية ، والملكة كيفية نفسانية بطيئة الزوال” ولك نفس في بدء الخلقة خالية من الملكات بأسرها ، وانما تتحقق كل ملكة بتكرر الأفاعيل والآثار الخاصة به كالتربية والتلقين والمشاهدة إلى غير ذلك من وسائل التأثير.

وكذلك الأحوال النفسية إذا تضاعفت قوتها صارت ملكات راسخة ، فالنفوس الإنسانية في أوائل الفطرة كصحائف خالية من النقوش والصور تقبل كل خلق بسهولة ، وإذا استحكمت فيها الأخلاق تفقد قبولها لأضدادها ، ولذلك سهل تعليم الأطفال وتأديبهم ، أو يتعذر تعليم الرجال البالغين وردهم عن الصفات الحاصلة لهم لاستحكامها ورسوخها ، ثمّ لا خلاف في انّ هذه الملكات وأفعالها اللازمة لها ان كانت فاضلة موجبة للالتذاذ والبهجة مرافقة للملائكة والاخيار، وان كانت رديئة كانت مقتضية للألم والعذاب ، ومصاحبة للشياطين والأشرار.

انّك أيها الأب إذا حرصت على مراقبة خلق طفلك فإنّك قد شاركت في مهمة الأنبياء إذ يقول الرسول (ص):

إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وهل هناك شرف أعظم من هذا..؟؟

واعلم أن أي إنسان مهما عظم شأنه وتعالى علماً أو عملاً فإنّه غير جدير باحترام المجتمع، وبعيد عن الله إذا كان منحرفاً في طباعه الخلقية.

(.. وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ…)

فاحرص أيها المربي على أن تكون قد شاركت في المهمة التي بعث الله من أجلها خاتم رسله محمد (ص) وقد يسأل سائل: ما هي الصفات والأخلاقيات الفاضلة التي تريد جعلها ملكات لدى أطفالنا..؟؟

إنّ السؤال لا يجب أن يكون بهذه الصورة وانما يجب ان تقول : ان كل الصفات الفاضلة مطلوبة ، ولا غنى عن واحد منها ، وكل أضدادها مرفوضة لا يقبل واحد منها.

فالسخاء والرفق واللين والشجاعة والعفو والحياء والتواضع والخوف من الله ، والعزة والوقار والعدالة وحب الآخرين والفة والصدق والأخلاق الفاضلة كلها أمور مطلوبة يجب الاهتمام بترسيخها في نفس الطفل.

أمّا الجُبن والعنف والخوف وكثرة الهزل والكذب والخيانة والغيبة والنميمة والحسد وإيذاء الآخرين والشتم والاستهزاء بالآخرين والنفاق.. إلى غير ذلك من الصفات والأخلاق الذميمة كلها صفات يجب الاهتمام بحماية الطفل من اكتسابها من أي جهة يمكن أن تؤثر به من داخل البيت أو من خارجه دون علم والديه كالأطفال الآخرين أو المدرسة أو المجتمع.. إلخ

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد