من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

المجتمع والمعوق بقلم: وصال أحمد شحود

المجتمع والمعوق

 

المجتمع والمعوق
المجتمع والمعوق

في زاويتنا هذه سنتطرق للحوار حول أحد المواضيع الحساسة في كيفية تعامل المجتمع للمعوق وتحديداً المعوق حركياً هذا التعامل الذي يبدأ بالأسرة وينتهي بالوطن ومن خلاله تبنى أسس عميقة في شخصيته وبالتالي كيف ينظر المعوق إلى نفسه وكيف يتقبل إعاقته ومتى يكف عن الإحساس بالخجل من أمر لا يد له فيه

كل هذه أسئلة غاية في الأهمية ودراستها أو تسليط الضوء عليها مهمة تستحق العناء والإقدام وخير من يمثلها هو من أحس بهذه القضايا وكان على تماس مباشر معها 0
في حال ولادة طفل معوق أو حدثت إعاقة نتيجة مرض ألم به أو ربما حادث فأن الآسرة تبدأ بعيش مأساة زمنية طويلة الأمد وتبدأ التراجيديا من الألم والشفقة والبكاء الدائم والعبوس والقلق الملازم  للأفراد وخاصة الآم التي لها الدور الأكبر في تقبل الامر وفرضه كواقع على بقية أفراد الأسرة إن مجرد واقع المعوق يهدد بقلق دائم له ولذويه والبحث عن حل جذري وهو على الأغلب وهمي هو من المسائل التي تفاقم المشكلة كالاعتقاد بشفاء كامل على يد أطباء غاية في القدرة فأن لم تنجح فأماكن العبادة الوهمية كالمزارات وتقديم النذور والحج أو البحث عن أفاضل في الدين وشيوخ لكتابة الأحاجي لاعتقادهم بأن هناك من كرّس أحد شياطين الأرض لإقامة هذا البلاء ويوغل بعضهم في المغالاة عن البحث في الأسباب .
فيصرحون علناً أنها ربما عقاباً إلهياً لروح عاصية ارتكبت إثماً ما في زمن ما .
هذا جزء من كل ويطول البحث في الآراء والمعتقدات ولكننا نلاحظ في زمن بات يتحدث بلغة الكمبيوتر والإنترنت أن كل هذا هراء وبالتالي هو لبنات وضعت لتهديم شخصية المعوق الذي هو فرد من هذه الأسرة شاءوا ذلك أم أبو.
على الأسرة أن تتقبل الأمر كواقع حدث وانتهى ومن المؤكد أن البحث عن علاج يحسن وضع المعوق أمر لابد منه ولكن علينا ألا نجعله هماً كبيراً ومحور لحديث دائم بين أفرادها وعلى الأم التي هي عماد البيت ضبط أعصابها والقناعة بأمر الله والواقع ومعاملة الطفل المعوق معاملة الند لأخوته حتى تخصيص محبة قد تكون مبطنة بالشفقة ودعوة أخوته للرأفة به لأنه مريض هذا أمر مغلوط يجب الإنتباه له والاقتصار على  معاملته كفرد عادي يحب ويعاقب ويخطئ وتجب تربيته فقط مع مراعاة حساسيته التي قد تكون مفرطة تجاه الأشياء كأي طفل آخر سليم جسدياً يتمتع بحساسية عالية .
يبدأ دور الأم الواعية للحدث والممتصة له بإسقاط وعيها على طفلها المعوق الذي لا يعرف ما حدث له وما يحدث ولما هو لا يتحرك لما لا يستطيع القفز واللعب مثل بقية الأطفال ولم ربما لا يستطيع الذهاب للمدرسة مثلهم وإن ذهب فيجب أن يكون مرافقاً بأشخاص ويبدأ هذا الطفل بالشعور بالاختلاف وبالإحباط وبالألم الدفين الذي ستتسم به شخصيته إن لم يجد من يعي هذه القضايا إن الأم الصالحة هي التي يبرز دورها في الكف عن الحزن والألم له وتدريب الأب والأخوة على تقبل واقع أكيد وشرحه على أنه أمر يحصل كثيراً وقد حدث عندنا وهو أمر عادي.

وصال أحمد شحود

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

تعليقين

  1. Fouad Moheb

    ازور اليابان (بحكم عملي) مرة كل شهرين منذ ان كنت في العشرين من عمري (كان ذلك سنة 1985) انبهرت بهذا الشعب المشهور عنه الادب الجم واتقان العمل والمهارة….والجمال…كل شيئ يجب ان يكون جميل…متقن…فريد…جديد….
    اليابان تعتبر الدولة رقم واحد في الاهتمام بالمعاقين (اكرر كرهي لهذه الكلمة واصر علي انهم ذوي القدرات الخاصة) ومن ضمن خدمات الدولة وبالذات للمكفوفين….جميع الارصفة والشوارع محددة بعلامات صفراء بارزة يستدل عليها بالقدم او بالعصا…
    جميع العملات الورقية بها علامات بارزة يمكن للكفيف التعرف عليها باللمس….
    اي مصعد في اي بناية الازرار بطريقة برايل….
    كل الارصفة بها اماكن لصعود الكرسي المتحرك لها….
    اماكن السيارات في ساحات الانظار المخصصة للمعاقين لها قدسية وليس فقط احترام….
    ما اريد قوله ان عندما تحترم الدولة تلك الفئة الهامة فالمجتمع يحترمهم ويتعامل معهم المجتمع علي انهم افراد عاديين لهم حقوق وعليهم واجبات ولاينظرون لهم تلك النظرة القاتلة في مجتمعاتنا العاطفية…
    يجب ان نبدأ….ومن الان….
    اسف للاطالة… (:

الرد