لقد دخلنا في عصر التكنولوجيا الحديثة والانترنت وغيرها , ومن المستحيل مراقبة أبناؤكم ووضع حواجز لهم الا بالعقل والحكمة والدراية , وعلى الأهل أن يعرفوا أن انجاب طفل وتربيته تربية صالحة ليس بالأمر السهل وهو مسؤولية كبيرة , فعلى من يختار تحمل هذه المسؤولية أن يكون أهلا لها .
على الوالد الفاضل أن يأخذ من ابنه صديقا له منذ نعومة أظفاره فلا يعلمه أن الرجولة والأبوة هي في الأوامر والصراخ , انما هي في التقرب من الابن وتوعيته بطريقة غير مباشرة فلا يحس الابن أنه يتلقى أوامر أو ارشادات , بل هي ملازمة صداقة وحمل عبء ومشاركة في الحياة .
كما على الام استيعاب ابنتها فلا تنهر وتزجر ولا تمتعض من سلوك ابنتها , ولا تفرض عليها سلوك ما الا بمعرفة ودراية .
وبالتالي ليست الفتاة تربية أم فقط والولد تربية أب , بل يشترك الوالدان بحمل المسؤولية كاملة لتربية كلا الطرفين .
أما عن الصداقة فاتركوا أبناؤكم يعيشون قسطا من الحرية ولكن بوجودكم , وكونوا مأمن أسرارهم واسألوهم عن أصدقائهم , وفيما لو تكلم أحدهم أية مكالمة فلا تنصتوا انصات التحري بل كونوا أصدقاء لأولادكم , ولتكن المساحة المتروكة لهم كافية ليعبروا فيها عن سلوكهم الحر ولكن كونوا معهم , فان كان ابنكم طفلا كونوا أطفالا مثله , وان كان في سن الشباب فعيشوا معه المرحلة ولا تتضايقوا فيما لو أخطأ أحدهم , لأنكم يوما ما كنتم في مثل سنهم وقد تكونوا أخطأتم بمثل هذه الأخطاء , فالتمسوا العذر لهم ولا تطلبوا منهم الكثير مما يفوق طاقة احتمالهم وذلك لكي يطيعونكم دائما .
وعلى الابناء شباب وشابات العصر ومستقبل العائلة أن يتخذوا من الوالدين أصدقاء فهم ليسوا اعداء لكم , وهم أولا وأخيرا يحبون مصلحتكم فحاولوا التقرب منهم قدر المستطاع .