من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

بانتظارها .. دوما

 بقلم : برهان زيدان

عندما لايطيق القلب انتظار , اتلفت حولي على كل الزوايا ,والمسطحات ,وللافق .

لااجد ماأبحث عنه ..عندما تتخلف عن موعدها .

سيدة صغيره ،بأمان كبيره ….لعمر بات لايطيق صبرا في حرق الساعات حلما باللقاء .

لكن اختلاف المواعيد ،وخلافها ،تباعد الأفكار ،الفرق بين الأمنيات ،التوجس ،الخوف ،الحلم الفرح ، واختلاف كل المفاهيم،كان سببا وجيها لانتظاري اليوم وحيدا دون من ياتي .

فرق المسافه ،تباعد الخطا ،والنبض ،واختلاف الرؤى …ولم أجد في ذلك كله سببا مقنعا لقلبي ،أو لعقلي ..ليكف بجرة قلم عن الهذيان بها ،أو ترقبها واستحضارها ،بالطرق الشرعية أو الغير شرعيه، رغبة بالاستمرار .

يوم كنا عاشقين او أكثر ..

كل شيء كان له معنى جديد  عن حقيقته ،ولكل قضية أبعاد جديده

ولكل مواجهة ذهول ما ،وللكلمات اكثر من طريقه ليبدا دون استئذان حديث طويل ،دون كلام .

يومها كان الحلم أكبر من مساحة لقائنا ، وأصغر من أن يقف عقبة في وجه وفاقنا ،ولكل الحوادث والتفاصيل والقضايا والترهات نصيب من ساعات كناها معا دون أن نتواجه .

ولكن قصص الحب كلها تنتهي عندما يشعر أحد العاشقين بالوحده .

أراها معي في كل الخطوات والنبضات والمواقف درعا خفيا بلون الطيف يقيني رصاص الحاسدين .

أراها كقصيدة حفظتها عن ظهر قلب لشاعر لم ينجب الأدب مثله من قبل ،كقصة أنا كاتبها ،وراويها ، وكل أبطالها ،وختامها .

كذكرى قديمة دامت لتصبح امتدادا لواقع ومستقبل ،عندما أقف حائرا في منتصف الوقت .

قبل أن تتحول لحادث كثير التفاصيل ،صعب علي استحضاره ،أو التفكير به ،فنهايته تشبه من حيث الشكل التسونامي ،أو زلزال هاييتي .

أستعرض لها شريط صور في ذهني، للقصة كلها ،فيغلب عليه اللون الرمادي ،ولايخلو من بقع متناثره للفرح  والتعلق ..مره خضراء ،ومرة صفراء ،وينتهي بان تصبح الشاشه كاملة سوداء ..كيوم افترقنا .

ككل الجيوش العتيده ،والجبال الشاهقه ..والبطولات ، كنت أتمادى في تصورها كقلعة قديمة من التاريخ .كحصن منيع

كقلعة آلموت ، ومن لايعرف تلك القلعة ،التي اعتلت أعلى القمم ،لايحدها من كل الجهات سوى الريح.

لم يتمكن هولاكو القائد الأرعن رغم كل جبروته وطغيانه بمئة الف جندي -ورغم سته أشهر من الحصار المطبق – لم يطأ بوابتها إلا على جثث جنوده .

كما كنت اتخيل كل المدن العصيه ، لم اتوقع سقوطها خلافا للحلم ،وذوت ،عند أول اختبار .

وسقطت ، كما سقطت بغداد يوما ، أمام فرق المشاة والقوات المجوقله ،بأقل مايتوقع أكثر المتشائمين .

ومن قال أنه لايمكن لمدينه أن تكون عشيقه .نعم سقطت بأقل من الخيال ، وهوى نصبها التذكاري في قلب العروبة كلها ، وراحت العرب تبكي عليها ،عندما ارتفع علم الغزاة على نصل سيفها .

وغدت قبلة الحزن لعشاقها ، بعد ان اصبح لسومر تسمية جديده .

هل تتشابه خدوش الأمم ، وأحزانها ،..بأحزان الأفرد ..وقت يصير الحزن لونا للمراحل ؟

لقد تعلمت منك أيتها الراحلة .ان سقوطك  عند أول المطبات ،لم يكن حدثا خارقا ، كالذي هدم جدراني حجرا فآخر .

ولاقلبا للمفاهيم والعهود ..فلربما كان بقاؤك يوما استثناءا  يشكر عليه التاريخ .

فلم أكن أعلم الحضارات الكبيره ..والأحلام الكبيره ..والمدن الكبيره ،آيلة يوما للسقوط .

وانه بسقوطها ..وسقوط رموزها ..ودمارها ..واستنشاق دخان حرائقها ..والبكاء على موتاها وقتلاها .

تصبح كل الأحلام الفرديه ..وسقوطها تحصيل حاصل ..وجزء لايتجزأ من سيرورة هذا التاريخ

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

‫3 تعليقات

الرد