من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

من أجمل ما قرأت بقلم : تاج عبيدو

رواية العمر لحظة

للكاتب يوسف السباعي

تركت نعمت العمل في الجريدة التي كان زوجها رئيساً للتحرير وبعد محاولات كثيرة أن تكون هي.. ذاتها – خارج إطار منصب زوجها ولكن من حولها لم يتركوها و شأنها مطلقين حولها إشاعات كثيرة خاصة وان زوجها زير نساء

عملت في المشفى العسكري والتقت بالنقيب محمود ذو الصوت الشرس و القلب الأبيض , ثم قررت الذهاب إلى الجبهة لتلتقي بالجنود وكانت تبحث عنه بين الوجوه

وعندما التقته فرحت بصمت كما فرحه بها لكنه عبر عن فرحه بها وخوفه عليها من هذا الموقع الخطير و عبر لها فيما بعد عن حبه الشديد لها.

التقت بالجنود في الموقع : صلاح المعيل الوحيد لأسرته نظرا لان الوالد كان سجينا بتهمة تعاطي المخدرات وبعد انقضاء حكمه لم يرضى أحد بالعمل لديه أو معه نظرا لسجنه فما كان هم صلاح سوى أن يؤمن لوالده كشك صغيرا ليؤمن لإخوته لقمة العيش الكريم وما همه الخطر المحدق به :

لقد باتت مشاكلنا جزء منا نحملها على أكتافنا دون أن نشعر وان كان يحلو لنا أحيانا أن نحملها للغير لنستريح من عنائها ..

لحظة عبد العزيز الذي ترك في جوف حبيبته سعدية جنيناً رفضت الإجهاض الذي طالبها بإجرائه قبل التحاقه بالجبهة نظرا لعدم شرعيته لكنها رفضت لان الجنين منه و هي فخورة به . وكم أحس عبد العزيز بالندم بعد ذلك ووجد نفسه جباناً وحاولت نعمت أن تخفف عنه: الذين يواجهون الموت في كل لحظة لا يمكن أن يكونوا جبناء فأجاب: هذه شجاعة مفروضة علينا .. نحن لا نرى الموت في كل لحظة نحن لا نتنفسه ولا نمضغه وإنما نراه فجأة في أشلاء أحباءنا. هناك مع سعدية فقد تمنيت لو كنت شجاعاً

وغادرت نعمت الجبهة واعدة من التقت بهم أن تلتقي بأهلهم و تساعد هؤلاء الجنود , وغادرت محمود حبها الوحيد لكن آثرت عنه الابتعاد ليعود لزوجته وابنته , ويكفيه ما يعاني من ضيق. لكن محمود لم يضق بالقتال ولم يضق بأي شيء سواها, وأحس بها أجمل ما في حياته , يريدها جزءاً منه مهما قالوا الناس عنها وعنه. لكن نعمت تريده بعيداً.. تريده مجرد نموذج

رواية العمر لحظة للكاتب المبدع يوسف السباعي رواية رائعة بفكرتها وأسلوبها والحس الإنساني الذي يلف كافة أبطالها .. تدعك في حيرتك , أتتعاطف مع الجنود وما يواجهونه؟ أم مع ذويهم ومعاناتهم؟

أتتعاطف مع محمود الجندي المقدام والمحب لنعمت والزوج المظلوم مع زوجته والخلاف الدائم بينهما؟ أم مع نعمت ذات الشخصية المنفردة والقلب الطيب والتي أحبت محمود بصمت لكنها تركته لعائلته؟

تغلق الرواية وأنت في حيرة .. ولكن مؤكد انك ستحبها رواية تستحق ليس فقط القراءة .. وإنما الدراسة

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد