من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الشعب الفلسطيني يطالبكم إنهاء الانقسام

تالبي

الكاتب المفكر والمحلل الساسي الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل نائب رئيس المركز القومي للبحوث العلمية عضو مؤسس في الاتحاد العام للمدربين العرب الأمين العام لاتحاد الشباب العربي – بفلسطين محاضر غير متفرغ بجامعة الأزهر- وجامعة غزة الموجهِ السياسي والوطني رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين- غز

الشعب الفلسطيني يطالبكم إنهاء الانقسام تسع سنوات عجاف مرت على نكبة الشعب الفلسطيني الثانية بعد النكبة الأولي عام 1948م؛ ولربما كانت نكبة الانقسام أشدّ وطأة من نكبة التهجير القسري لشعبنا من أرضه؛ وبالطبع إن هذا الانقسام البغيض بين شطري الوطن، قد فرق بين الأخِ واخاه والأخت وأخيها والزوجة والأم والأب والأبناء؛ بل أكادُ أُجزم بأن الانقسام الأسود قد أصاب كل بيت وأسرة فلسطينية في القلب وفي المقتل؛ أكثر من صواريخ الطائرات الصهيونية والتي دمرت مئات البيوت وقتلت مئات الشهداء،،، لكن تلك الصواريخ الاجرامية الارهابية من الاحتلال، لن ولم تسّطِع مطلقًا أن تجعل من شعب بأكملهِ يكره بعضهُ بعضًا ويقتل بعضنا بعضًا؛ فلقد أصاب الانقسام النسيج الاجتماعي الفلسطيني واستشري كالسرطان الخبيث في كل الجسد وأثقل كاهل هذا الجسد المتهالك والمُتعب أصلاً من سنوات الاحتلال المجرم النازي الذي لم يترك مجزرةٍ إلا ونفذها بنا. لذلك فإن إنهاء الانقسام البغيض ضرورة وطنية وخاصة الانقسام السياسي التي تعيشه الاراضي الفلسطينية؛ لكي نستطيع مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الشعب الفلسطيني وعلى رأسها تهويد القدس والذي بدأ الاحتلال تقسيمهُ زمانيًا ومكانيًا. وهنا نقول إن السماء لا تُمطر ذهبًا ولا فضة وما حكّ جلد غير ظفركّ ؛ لذلك فإن إنهاء الانقسام لن يتم طالما أننا نتكلم في الغُرف المغلقة وفي بعض اللقاءات الاعلامية؛ فإن الله لا يسمع من ساكت، ولا نريد أن نبقي كمن يرقص في غرفة مظلمة؛ لذلك يتوجب على الشعب كله وخاصة النخب المتميزة من الوجهاء والمخاتير وأساتذة الجامعات ومدراء ومديرات المدارس والطلاب والتجار والمهندسين والأطباء والمحامين الخ… بالعمل على الأرض لإنهاء الانقسام بالحراك، وعلينا أن لا نتخلى عن المقاومة بكافة اشكالها، مع استمرار النضال السياسي والدبلوماسي ومقاطعة الاحتلال وفضح جرائمه في كل المحافل الدولية، ولا يتحقق ذلك إلا بإنهاء الانقسام ووضع خطة استراتيجية تنقسم لخطط من أجل التحرير يتوافق عليها الجميع؛ ويتزامن ذلك مع تفعيل الاطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني ودمج حركتي حماس والجهاد فيها؛ وتوحيد القرار الوطني؛ لأن الشعب هو صاحب السلطة الفعلية والقرار بل الام التي انجبت كل التنظيمات؛ وعلى الجميع أن يتحد ليكون العمل مشترك؛ لأن الانقسام جعل الاحتلال يعيش في أفضل أيامهِ، والانقسام يخدم الاحتلال ويزيد من آلام الشعب لذلك علينا الحراك من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وتجسيدها على أرض الواقع من خلال تشكيل اللجان الفاعلة وتوحيد كل الجهود والخروج بخطة عمل مشتركة تقوم على قاعدة المصالحة الوطنية ولا غالب ولا مغلوب ومفهوم إخوة مهما صار، وترسيخ مفهوم التسامح والتصالح بين أفراد المجتمع الفلسطيني؛ وان تقوم خطة العمل على مراحل تكتيكية واستراتيجية وترتكز تلك الخطط على مناهج التفكير بشكل علمي عميق ودقيق وشفاف وموضوعي؛ وكل ما سبق يتطلب مزيدًا من الجهد والتحرك الفاعل من قبل النخب الشبابية والوجهاء والمخاتير والكتاب والصحفيين والأدباء ومنظمات المجتمع المحلي غير الحكومية، ولابد أن ينتهي هذا الملف الأسود من تاريخ نضال شعبنا الطويل وليعلم الجميع أن التاريخ سيسجل بصفحات مشرقة وناصعة وبراقة ووضاءة من يبدأ بالمصالحة ويتنازل لأخيه من أجل مصلحة الشعب، وبالعكس فإن التاريخ لن يرحم من يكرس الانقسام ويعمل على عدم إنهاؤه وسيكون ضممن الصفحات السوداء وعار على جبين كل من لم يسعي لأن ينتهي ذلك الشيطان المريدّ؛ وتأبي الرماح إذا اجتمعن تكسرًا، وغن تفرقن تكسرنّ أحادًا؛ في النهاية أقول ما قاله الله عز وجل:” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً” وقال سبحانهُ وتعالي: “وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد