من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الشوباشى"الوجه الآخر للمخطط

264330_106857159411638_6546247_n

الأعلامية والكاتبة الصحفية/فريدة الشوباشى

انطلقت فجأة التنظيرات والتعليقات الغربية ،خاصة الأوروبية،بصدد هجرة مواطنى الدول العربية،  المنكوبة بمخطط الشرق الأوسط الكبير،الى الضفة الأخرى من المتوسط ومن ثم استيقاظ هذه البلاد على «كابوس» تدفق الهاربين من ممارسات القهر والموت ،حرقا،أو ذبحا ،والتفجير والترويع التى برع فيها تنظيم داعش الإرهابى، والذى لم يكن يحلم أعداء الإسلام والمسلمين، فى أشد احلامهم تفاؤلا،بمثله فى تشويه صورة الدين الحنيف..والدليل ،أننا على مدى نحو 14 قرنا ،لم نشهد واحدا على مليون  من جرائم هذا التنظيم ولا «اكتشف؟ الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، هذا القدر من «وحشية الاسلام..!!!  إننى ممن يعتقدون بقوة، أن تنظيم داعش الذى نجح فى تخريب الأوطان وتشريد المواطنين وتهجيرهم، بأكثر ما استطاعت تحقيقه إسرائيل، ما زال «الورقة الرابحة فى نظر أعداء الأمة ومازال الرهان على قدرته فى تفتيت الوطن العربي.. فقد سمعنا ما صرح به مؤخرا رئيس الأركان الأمريكى الجنرال أوديرنو، من ضرورة تقسيم العراق، بين السنة والشيعة والاكراد، دون أدنى حياء أو اعتبار لسيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، كما تدعى واشنطن التى لا تتوانى عن التدخل فى كل صغيرة وكبيرة ،تدخلا يصب فى تدمير الدول التى ابتُليت بتدخلها.. واذا كانت آفة العرب هى عدم القراءة،كما سبق وقال الصهيونى العتيد موشى دايان، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تتحرك انطلاقا من هذه «القاعدة»، وإلا كيف دخلت هذه الدولة الى شرايين الأمة، لتمزيقها إربا إربا، بأدوات داخلية ،كانت الامبراطورية البريطانية تعدها منذ أواخر القرن التاسع عشر، استنادا الى مبدأ، فرق تسُد،والتقطت الخيط وريثتها فى الشر، الولايات المتحدة الأمريكية.. فكيف نسينا «الدستور العراقى الذى وضعه أمريكى يهودى الديانة ، عقب غزو بوش الابن بلاد الرافدين، وكتبت آنذاك أنبه لخطورة المؤامرة فى مقال بعنوان «دستور تقسيم العراق». وقد لجأ النص الدستورى الى حيلة فى غاية الخبث والبشاعة، حيث ارتدى ثوب العدالة، واعتبر أنه لا بد من «المحاصصة»، أى تقسيم الثروة العراقية، على «السنة والشيعة والاكراد» وفق نسبتهم العددية!!! فهل هناك جهر بمخطط التقسيم أوضح من هذا؟.. ولماذا سكتنا نحن العرب وبول بريمر «الحاكم الامريكى المدني» للعراق، يقرر حل الجيش العراقى، أى أنه هدم العمود الفقرى للدولة فباتت مهمة تقويضها تماما مهمة ممكنة.. وهو ما شاهدناه عاجزين، بل الأدهى أن استهداف الجيوش العربية أصبح هدفا صريحا لأمريكا وعملائها فشن هؤلاء  حملات مسعورة ضد الجيوش العربية،بما يفوق عداء اسرائيل لهذه الجيوش ،ويكفينا دليلا على ذلك، وصف القوات المسلحة العربية، بال «عسكر»، مع بقية مفردات القاموس البذيء الذى تفوق على مواسير الصرف الصحى ،وحتى قامت ثورة يونيو المجيدة، فأوقفت المخطط ، بل وأصابته بالشلل.. وقد كان متوقعا ان يحيل تنظيم داعش حياة الدول التى دخلها، بدعم وتسليح وخبث أمريكي،الى جحيم لا يطاق، وان ينجح المتاجرون بالإسلام من عملاء الأعداء، فى تقويض الدول العربية، وهو ما كان البيت الأبيض ينتظره بثقة، ولكنه لم يحسب حساب تحمُل جزء من ثمن التخريب ،وأعنى به الهجرة الى دول غربية.. ومن حقنا نحن المواطنين ان نتساءل عن نيات حكام الدول العربية ،الذين انخرطوا بهمة يُحسدون عليها وبحماس فريد فى «الاستراتيجية» الأمريكية ،ومحاولة التظاهر بتصديق أن واشنطن صادقة فى الحرب على داعش!! وكأن الدول العربية، وليس واشنطن، هى التى تسلح داعش وتمدها بالذخيرة ،وتدعى أنها تحتاج لأكثر  من عشرين عاما للانتصار على تنظيمات تستمد قوتها وجبروتها،منها هى بصفتها راعيتها الأكبر.. نحن بحاجة الى تسمية الأشياء بمسمياتها حتى نتبين الخيط الأبيض، الذى نريده، من الخيط الأسود الذى يحاول ان يشنقنا به تنظيم داعش الإرهابى.. صنيعة امريكا وحلفائها..

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد