من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم
Breaking News

د. شادية خليل تكتب : صرخة طفلة .. ذبحوك أبى !!!

فااات - Copy

رجعت من مدرستى ، أحمل حقيبتى فوق ظهرى ، سمعت صراخ أمى ، وبكاء إخوتى وعائلتى ، أسرعت مُهرولة إلى أن وصلت إلى أمى ، يبدو الاضطراب والخوف على وجهى ، ارتعشت يداى وجسدى من صراخهم وبكاءهم. قلت لأمى فى اضطراب ورجف شديد: ماذا حدث أمى؟ لماذا تبكين وتصرخين؟ قالت لى أمى ودموعها لا تستطيع السيطرة عليها: قد قُتل أباك يا هند. قُتل من كان لنا سنداً ونصيراً. فسألت أمى بلهفة: كيف هذا يا أمى ؟ أن أبى مسافر للدولة المجاورة لنا ، ليتسع رزقه ورزقنا ويأتينا بالمال الوفير. قالت الأم فى شجب ونواح عميق: ليته ما سافر ابنتى. لقد عاد إلينا مفصول الرأس عن الجسد. نظرت لأمى فى ذهول !!! تحجرت دموعى فى عيناى تذكرت أبى حين كان يلهو معى ومع أخوتى فى الحديقة تذكرت ضحكاته ولمساته فى أرجاء حجرتنا تذكرته فى الشتاء حين كان يدخل على سريرى وأنا نائمة ليُسدل الغطاء على جسدى لحمايتى من برد الشتاء. تذكرته حين كنت أمرض ؛ فيجرى بى على أقرب طبيب. تذكرته عندما كان يساندنى ويؤازنى فى مذاكرتى. تذكرته حين سافر ودموعه فى عينيه تزرف لفراقنا. أدركت الآن أن دموعه كانت دموع الوداع التى لا أراها مرة أخرى. تذكرتك أبى فى كل موقع وموضع أنت فيه. والآن حان وقت الصراخ والنداء عليك أبى فينك أبى !!! يا من كنت انظر إليه ليكتمل الأنس فى دنيا الظلام المدمس فينك أبى فى هذا الظلام الكاحل فينك أبى من دنيا الأمواج المتلاطمة ذبحوك أبى !!! وأصبحنا بدونك بلا أمل وبلا آمان فينك يا من كنت درعنا الواقى من غدر الزمان والأيام فى وقت الشدة تُظلل بجناحيك علينا وتحمينا ذبحوك أبى !!! ذبحتك عصابة داعش المجرمة ذبحوك أبى !!! لكنهم لن يستطيعوا أن يذبحوا فينا ذكرى رحيلك وبثأرك أبى نحن آخذين ولو مر أبى بدل السنة سنين. د. شادية خليل كاتبة صحفية وإعلامية مصرية shadia3030@gmail.com

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد