من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

أهم الرسائل للرئيس السيسى أمام الجمعية العامة فى الدورة ال70

 تقرير /خالد زين الدين

يوافق العام الحالى مرور 70 عاما على اقرار ميثاق الأمم المتحدة، حيث بدأت الدورة السبعون منذ أيام قليلة، ويشارك فيها الملوك والرؤساء ووفود رفيعة المستوي، وبعد هذه الأعوام من صياغة الميثاق تغيرت الخريطة العالمية، وبرزت قوى جديدة؛ كألمانيا واليابان والهند والبرازيل، وقوى إقليمية؛ مثل مصر وجنوب إفريقيا، وهو ما يطرح مفهوم الجيل الثالث للأمم المتحدة وضرورة التكيف مع تغيرات المسرح الدولي.

وتأتى المشاركة المصرية فى اجتماعات الجمعية العامة هذا العام ــ وهى الحضور الثانى للرئيس عبد الفتاح السيسى ــ لتؤكد دور مصر على المسرح الدولى وتحركات الدبلوماسية المصرية فى تنويع علاقات مصر الدولية . «الأهرام» استطلعت رأى عدد من الدبلوماسيين والخبراء حول أبرز القضايا المنتظر أن تطرحها مصر، وكذلك المطروحة بصفة عامة على الدورة السبعين للأمم المتحدة.

الطرح المصرى

يقول السفير عادل الصفتى وكيل أول وزارة الخارجية وعضو وفد مصر الدائم الأسبق بالأمم المتحدة بنيويورك إن حضور الرئيس عبد الفتاح السيسى العام الماضى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ69 بنيويورك كان بمثابة تقديم له وتعارف فى الأمم المتحدة، وكان هناك حب استطلاع من جانب الدول للتعرف على مصر وقيادتها الجديدة، فممثل مصر الجديد الرئيس السيسى كان يهم العالم أن يتعرف عليه.

وفى أول حضور دولى له حيّا الرئيس السيسى المصريين مرتين من على منبر الأمم المتحدة، مما ترك انطباعا دوليا مهما. ويكشف السفير الصفتى أن مشاركة الرئيس هذه المرة خلال الدورة الجديدة السبعين لن تكون كالعام الماضي، حيث أن مصر سوف تطرح ملفات مهمة إقليميا ودوليا، ويهم العالم أن يتعرف على وجهه النظر المصرية حيال هذه الملفات.

ويوضح أنه من المنتظر أن يتم طرح ملف نزع السلاح وإنشاء منطقة خاليه من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط، حيث إن مصر تثير باستمرار هذا الموضوع. كما أن هناك مبادرة مصرية معروضة على الأمم المتحدة من أوائل التسعينيات من القرن الماضى بإنشاء منطقة خالية من السلاح النووى والدمار الشامل فى الشرق الأوسط. وهناك ملف من المطلوب أن يتم طرحه هو الإرهاب، والذى كان قد تم تناوله فى العام الماضي، ولكن العام الحالى سيكون الطرح بشكل متعمق لتوحيد الرؤى حول الإرهاب الذى يمثل مشكلة، ومن الضرورى اتفاق العالم على كيفية مواجهته، فمن المعلوم أن هناك دولا تتحدث عن مكافحة الإرهاب بينما هى التى تموله.

ويضيف السفير الصفتى أنه من المنتظر أن يتم طرح العديد من الملفات الإقليمية، ومنها الأوضاع فى ليبيا وسوريا واليمن، خلال اللقاءات الثنائية، حتى إذا لم يتم التحدث فيها بالتفصيل خلال كلمة مصر فى خطاب الرئيس أمام الجمعية العامة.

وحول الرسالة التى ستقدمها مصر للعالم خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة يقول: إن مصر مؤهلة حاليا لتقوم بالدور الذى كانت تقوم به الهند فى أواخر الأربعينات والخمسينات عندما كانت تمثل الضمير النقى للعالم ومن الممكن الآن أن تكون لمصر رسالة مجردة للعالم حول الملفات العالمية. 

ليست منظمة سياسية فقط

وبصفته عضوا أسبق فى وفد مصر الدائم بالأمم المتحدة يوضح السفير الصفتى انه من المعروف أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تراجع كل خمس سنوات جدول أعمالها، إذ من المعروف أن الدورة الجديدة للجمعية تبدأ يوم الثلاثاء الثالث من شهر سبتمبر فى كل عام، وتكون الدورة السابقة مفتوحة حتى قبل ليلة بداية الدورة الجديدة.

وخلال الدورة السبعين ستتم مراجعة أعمال الجمعية العامة عن الخمس سنوات الماضية، سواء النجاحات أو الإخفاقات، مشيرا إلى أن كثيرين ينظرون للأمم المتحدة على أنها منظمة سياسية فقط، بينما فى الواقع ــ بالإضافة للجانب السياسى ــ هناك الاقتصادى والثقافى ونزع السلاح وموضوعات أخرى متنوعة. ومن المهم أن نوضح أنها لعبت دورا مهما سياسيا. وقد تطور ميثاق الأمم المتحدة مع وصوله لعامه السبعين خلال الدورة الحالية؛ فهناك منظومة قضائية تشرف عليها محكمة العدل الدولية، واقتصادية يشرف عليها المجلس الاقتصادى والاجتماعى وكذلك الوكالات المتخصصة.

وكشف السفير عن أنه عند إنشاء الأمم المتحدة كانت هناك 4 دول إفريقية فقط مستقلة، هى مصر وليبيريا وجنوب إفريقيا وإثيوبيا، واليوم هناك 54 دولة مستقلة فى إفريقيا، ولا شك فى أنه كان للمنظمة الدولية دور فى استقلال هذه الدول، كما ساهمت الأمم المتحدة فى إنهاء نظام الوصاية من دول على أخرى كما كانت لها نجاحات متعددة فى مجالات حفظ السلام ومنها فى مصر فى بعض الفترات وخاصة بعد 1973.

ويشير إلى أن من الموضوعات التى لا يعلمها الكثيرون أن مصر كادت أن تكون عضوا دائما فى مجلس الأمن عام 1945 حيث كان الاتفاق فى الأعمال التحضيرية للأمم المتحدة أن الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن سيمثلون قارات، لكن كانت هناك معضلة فى من يمثل أفريقيا من الدول الأربع، وكان هناك رأى أن تكون مصر هى ممثلة إفريقيا لولا تدخل فرنسا التى قالت إن بريطانيا موجودة فى مصر، وبالتالى سيكون لها صوتان فى مجلس الأمن وحلت فرنسا محل مصر.

مصر ودورها 

السفير سيد قاسم المصرى مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات الدولية الأسبق، الذى كان عضوا فى وفد مصر بالأمم المتحدة، يؤكد أن الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها السبعين تنعقد فى ظروف غير مسبوقة يمر بها العالم العربي، وقد جد عليها ــ بالإضافة للأزمة العراقية والسورية واليمنية والليبية وأزمة اللاجئين ــ اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصي. ويطالب قاسم بضرورة أن تضع مصر ذلك على قمة أولوياتها. ويشير إلى أن مصر هى رئيسة الدورة الحاليّة لمنظمة المؤتمر الاسلامي، ولهذا يقترح أن يدعو الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن بخصوص الأقصي، بما يؤكد دور ومكانة مصر، موضحا أن مصر يمكن أن توجه رسالة سلام وتعايش وتعاون من خلال رئاستها لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وأن تدعو لثورة دينية، وتطالب بمراجعة التراث الإسلامى وتنقيته، حيث أن التراث الحقيقى يدعو للتعاون وقبول الاختلاف.

ويشير إلى أن القضية الليبية ستحتل جانبا من الاهتمام خلال أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، خاصة ونحن على أبواب انهاء اتفاق الصخيرات بين برلمان طبرق وطرابلس، حيث انكمشت الخلافات، معتقدا أن ذلك يحتاج لدعم الامم المتحدة والجمعية العامة. ومن  المنتظر ان يقدم المبعوث الأممى تقريره فى بداية الدورة، كما ان الملف السورى بدأ فى التحرك وسط اتصالات أمريكيه وروسية، ويرى أن هناك الآن شبه قبول للواقع بشأن الأزمة السورية الانتقالية، وفى الجمعية العامة سيأخذ الملف السورى اهتماما أكثر برجماتية.. ويقول إن القضية الفلسطينية هى الأولى على جدول أعمال الامم المتحدة منذ إنشائها.

ويكشف عن انه إذا دخلت مصر مجلس الأمن فلابد ان يتم وضع خطة للموضوعات الواجبة الإثارة، وعلى رأسها موضوع إحياء إصلاح مجلس الأمن كما أن من المهم نظر قضية توسيع مجلس الأمن، ولابد من معالجة موضوع ديمقراطية العمل داخل المجلس الأمن نظرا لان المجلس يعمل بطريقة غير عادلة وغير متوازنة وفيها تمييز للدول الكبري.. ولابد من تحديد الموضوعات التى يستخدم فيها حق الفيتو، وهناك مجال لمصر ان تتحرك داخل افريقيا فى تنشيط هذا الملف.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد