من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

قراءة في خطاب الرئيس محمود عباس

 

10314740_490204327746093_7674296985422815786_n

بقلم الكاتب : أحمد يونس شاهين

مدير مكتب -فلسطين

بعد طول انتظار في حالة من الترقب لخطاب السيد الرئيس محمود عباس وبعد موجة التكهنات بما سيأتي في هذا الخطاب بعد أن وُصف بالقنبلة السياسية التي سيلقيها في أروقة الأمم المتحدة جاءت نقطة الصفر وحان موعد الخطاب ليعتلى الرئيس أبو مازن منصة الأمم المتحدة ويبدأ بإلقاء التحية ويخوض في الخطاب في لحظة صمت من الجميع ومراقبة الشعب الفلسطيني لما سيقوله الرئيس، ووسط التصفيق الذي حظي به الرئيس خلال خطابه وهو يلقي بالكرة في ملعب المجتمع الدولي، دليلاً على أهمية هذا الخطاب وصدقه في سرد مفرداته التي فصل فيها ما يعانيه الشعب الفلسطيني من معاناة نجمت عن استمرار الاحتلال في ممارساته الهمجية ضد هذا الشعب الأعزل الذي يعيش تحت وطأة أطول احتلال في التاريخ حتى هذه اللحظة، خطاب حمل بين السطور إشارات ورسالات موجهة إلى العالم بأسره لأن يقف عند مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية وهي رسالة إلى أمريكا التي تجاهل رئيسها أوباما القضية الفلسطينية في خطابه مسبقاً في الأمم المتحدة وهذا دليل على الفشل الأمريكي في عملية السلام في المنطقة ، كما أن الخطاب لم يستثني فيه الرئيس الدور الأوروبي واعتراف معظم دول أوروبا بالدولة الفلسطينية والمقاطعة الأوروبية لمنتجات المستوطنات، مفاصل هامة تضمنها الخطاب ومنها توجيه اللوم والعتب للأمم المتحدة ومدى تقصيرها تجاه الشعب الفلسطيني وتباطؤ بل عدم جديتها في إنهاء الاحتلال والتعامل مع الشعب الفلسطيني كشعب محتل في إشارة إلى أن الدور الأممي الذي لا يجب أن يتوقف فقط عند تقديم المساعدات الحياتية فقط بل يجب أن يأخذ دوره في إنهاء الاحتلال وأن لا تبقي أقدم قضية مطروحة منذ عقود ملقاة على موائد بل على أرفف الأمم المتحدة وقد حان الوقت للالتفات لها بكل جدية واهتمام، أما بما يخص المفاوضات وتأكيد الرئيس أبو مازن على أنها لم تعد تجدِ نفعاً فهي رسالة أيضاً إلى دولة الاحتلال بأن لا مفاوضات ثنائية بعد اليوم وإنما يجب أن تكون تحت مظلة دولية ولمدة محددة وبشروط مسبقة أهمها الإفراج عن الأسرى ووقف الاستيطان ووقف الاعتداءات على الحرم القدسي الشريف إن لم يربطها الرئيس بحديثه عن المفاوضات وإنما كانت آنفة الذكر في خطابه، وأهم ما جاء في الخطاب الرئاسي أن الجانب الفلسطيني لا يمكنه الاستمرار بالالتزام بالاتفاقات الموقعة مع الإسرائيليين وأن فلسطين دولة تعيش تحت الاحتلال وعلى إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها كسلطة احتلال ولو تابعنا ردود الأفعال الإسرائيلية على هذا الخطاب لشاهدنا مدى التأثير لهذه القنبلة وصداها في الأوساط السياسية الإسرائيلية ونلاحظ حالة الغضب الإسرائيلي على ألسنة قادتهم. إن خطاب الرئيس أبو مازن اليوم يؤكد فيه استمراره على السير قدماً باتجاه تكريس الدولة الفلسطينية رغم استمرار الاحتلال، وهنا يأتي الدور الفلسطيني لأن يكون داعماً لخطوات الرئيس نحو السير في هذا الاتجاه دون التقليل من أهمية الخطاب في الوقت الذي أشعل حالة من الغضب لدي دولة الاحتلال، فاليوم يرفع العلم الفلسطيني خفاقاُ فوق مباني الأمم المتحدة، هذا العلم الذي نزفت من اجله الدماء، وضحى الشعب الفلسطيني بآلاف الشهداء ليعلو مرفرفاً في عنان السماء.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد