من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

جمال الصحبي : التراث بطاقة تعريف وطنية و هوية فنية.

سليمة

بقلم الشاعرة و الباحثة و الاعلاميةو الناقدة/ منى بعزاوي

بالتنسيق مع السيد : عبد الحميد التواتي

مكتب-الجزائر

: جمال الصحبي : التراث بطاقة تعريف وطنية و هوية فنية.

1-من هو جمال الصحبي؟

جمال الصحبي فنان تونسي أصيل منطقة المتلوي من الحوض المنجمي، من مواليد 1977، موظف بشركة فسفاط قفصة، يهيم دائما بين ثنايا الكلم و التراث، و يبحث عن متنفس وجودي داخل محيطه، لا يعترف إلا بالعمل و الإنتاج من أجل إثبات هويته الفنية في ربوع الجنوب التونسي و خارجه لأنّ الفنان هو صدى الفن و اللحن والكلمات و الأحاسيس.

2-متى كانت بداياتك الفنية؟

بداياتي كانت سنة 1995 بإنتاج خاص لأغنيتين هما ” ليلى يا ليلى” و”وحشتك يا لميمة” الأولى من كلمات الأستاذ محمد العربي سلطان والثانية من أصل التراث بالجنوب التونسي لاعتبار أن التراث بالنسبة لي بطاقة تعريف وطنية و هوية فنية.

3-كم أغنية في رصيدك اليوم من التراث؟

لي تقريبا 15 عشر أغنية في التراث، فأنا فنان لا اتناسى جذوري التاريخيّة و الحضاريّة أين ترعرعت و تعلمت معاني الفن و الأدب، فالتراث هو أداة تواصل بيني و بين أصولي التي أعتز بها و منذ الصغر كنت رحّالا متجوّلا في ربوع الجنوب التونسي بين منطقة المظيلة والرديف و أم العرايس و هي مناطق زاخرة بالتراث، الأمر الذي جعلني أهيم في ثناياهم دون قيود أو حدود.

4-بمن تأثرت في تجربتك الفنية خاصة و أن إنتاجك زاخر و ممتد بين التراث و الفن الشعبي؟

تأثرت أولا بالفنان الشعبي التونسي إسماعيل الحطاب الذي وضعني على سكك الفن الأصيل و علمني معاني الصعود بالتزام و ثبات كما انفتحت على أغاني عبد الله المناعي الجزائري و تأثرت به أيما تأثر منذ سن الثمان سنوات لاعتباره كان يسكن منطقة قفصة و يشتغل بشركة الفسفاط هناك خلال فترة السبعينات و الثمانينات، و كنت أتردد في صغري رفقة والدتي لبعض حفلاته و مهرجاناته، الأمر الذي جعله يسكن ذاكرتي و يراقصها بين الفن و الحضارة.

5-ماذا يعني لك الفن.

الفن كلمة ممتدة في عروق الجسد و الفكر و الخيال و الواقع، يعني لي الكثير فهو ذاك الحب المتواصل و تلك الحياة المنشودة و ذاك الأمل المزروع في الأفق، أعيش به و أتعايش معه في كل اللحظات و دون حدود، فهو الدم و الشريان و هو المعنى و الزمان.

6-متى كان أول إنتاج لك و هل كان له تأثير على أهل الجنوب؟

في رصيدي سبع اسطوانات و هي موجودة في السوق، و كان أول انتاج لي سنة 1995 احتوى على أغان تراثية في مداها الممتد و كان لها صدى ورواجا كبيرا في الأوساط الداخلية و الخارجية لأنها كان منفتحة على مواضيع عاطفية شاملة لقصص ذكرها التاريخ.

7-ماهي أقرب أغنية إلى نفسك؟

تعد أغنية ” انسي هذي السيرة يا سميرة” الأغنية الأقرب إلى ذاتي وواقعي لاعتبارها قصة من صميم الواقع في تاريخ الفن في منطقة المتلوي، فهي تحاكي العاطفة و تلامس كل ذات عاشقة لمدى صدقها الروحي و الجسدي و الفكري، هذه الأغنية من كلمات و ألحان الأستاذ محمد العربي سلطان. عبّر عنها صاحبها بطريقته الخاصّة و عبرت عنها بأسلوبي الفني، لأنني تبنيت هذه التجربة الصادقة التي دغدغت أحاسيسي وراقصت وجداني لذلك صاحبت مشواري الفني و لازمت ظلي. 8-ماذا تعني لك المتلوي؟

المتلوي بالنسبة لي هي العين و الحياة الممتدة في الوجود، ترعرعت فيها وعشقت في عيونها الفن و التراث و الأصالة و الحضارة و ينابيع الثقافة و الألحان، و كنت قد أصبت بالمرض في فترات تهميشها لسنوات و ذلك لمدى عشقي لها فهي همزة الوصل بيني و بين الأرض. و أتذكر أنني غادرت برنامج تلفزي لرفض الإعلامية ” هالة الركبي” التعريف بانتمائي لها و ذلك في برنامجها ” أحلى الناس” فأنا كفنان أرفض التعالي عن جذوري و أصولي من أجل البروز و الشهرة.

9-أين الفنان جمال الصحبي في الوسط الإعلامي؟

حقيقة و للأسف أعيش التهميش و لم أحظى بفرص اعلامية تعرّف بي كفنان تونسي له انتاجه الفني في مختلف الألوان و ربما السبب يعود إلى بعد المسافات و احتكار التلفزة التونسيّة لوجوه معينة و كأنّ الإبداع لا يتجاوزهم. و حقيقة تلك هي المأساة الكبرى.

10-هل لك أغاني في التراث الجزائري؟

نعم لي بعض الأغاني في التراث الجزائري من ذلك أغنية تراثية بعنوان”قصة جنزية” تحاكي جمال المرأة الجزائرية بصفة خاصة و المرأة العربية بصفة عامة، لاعتبار أن المرأة هي أساس الجمال و الحياة و هي روح كل أغنية. و بالنسبة لي أرى أن المرأة تتعدى الوصف و الخيال أحيانا لأنّها البسمة و الدمعة و الحضن و الأمل في الآن ذاته.

11- هل لك مشاركات في مهرجانات دولية؟

شاركت في عديد المهرجانات في الداخل و الخارج أبرزها على المستوى المحلي مهرجان صلقطة بقصور الساف و مهرجان سيدي مخلوف بالكاف و مهرجان بو مخلوف بمدنين، أمّا على مستوى المغرب العربي، فقد شاركت في مهرجان التمور في الجزائر العاصمة و مهرجان غريان الدولي بطرابلس سنة 2004 و2006 و للعلم أمي أصيلة طرابلس.

12 هل كان لأمك دورافي انفتاحك على التراث الليبي؟

حقيقة لأمي الفضل في النجاح و الانفتاح و كنت قد استلهمت من عيونها و أصولها أغنية” قليل هنايا” في التراث الليبي و قد سجلتها في ألبومي سنة 2004 و انفتاحي لم يشمل القطر الليبي فقط بل انفتحت أيضا على التراث الجزائري و المغربي.

13-مع من تعاملت من الشعراء و الملحنين في تونس و خارجها؟

في الخارج لم أحظى بتعامل فني ربما في المستقبل، أمّا في تونس فقد تعاملت مع ثلة كبيرة من الشعراء على غرار الحبيب لسود و الصحبي شعير و مصطفى الدلاجي و محمد عمار شعابنية و المولدي الشعباني ورضا القاسمي والمرحوم رضا بن محرز و غيرهم و بالنسبة للملحنين تعاملت مع الملحن عماد الغيلوفي و جمال اليحياوي.

14-ماذا عن تعاملك مع الفنانة ناجحة جمال؟

في الحقيقة تعاملي معها كان في إطار انتاج جديد على الساحة الفنية لأغنية تراثية بعنوان ” عويشة” و كنت قد تعاملت معها في السابق في أغنية ” يا ناس مريم” و للأمانة فإن صوت المرأة قد أضاف لي رونقا فنيا متميزا في تجربتي.

15– هل لك انتاجات جديدة ينتظرها جمهورك؟

نعم أنا الآن بصدد اصدار اسطوانة جديدة ستكون في السوق أواخر سنة 2015، تحتوي على عشر أغان موزعة بين التراث و الفن الشعبي وأتمنى أن تجد حظها في الوسط الإعلامي و ينال إعجاب جمهوري.

16- ليس للفنان كلمة ختام باعتباره جسر تواصل بين الذوات، فهل لك رسالة تريد توجيهها لمن يتابعك؟

حقيقة أريد توجيه كلمة شكر لكم على هذا الحوار الممتع و أوجه رسالة للقنوات التلفزيونية و الإذاعية بضرورة الالتفات لمبدعي الجنوب التونسي من أجل التعرّف على الطاقات الشابة و غيرها و من خلالكم أوجه كلمة شكر للمهندس و المبدع عبد الحميد التواتي و إلى كل من ساند الفنان جمال الصحبي على الصعود و البروز من الداخل و الخارج. مع تحياتي و تقديري

 
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد