بقلم الباحثة و الشاعرة و الناقدة منى بعزاوي بالتنسيق مع المهندس و المبدع عبد الحميد التواتي عنوان الحوار: الفن الشعبي روح التراث و عين التجدد و التواصل
1-من هي سماح جلول؟ فنانة أصيلة مدينة قفصة، من مواليد 1976 قضت سنوات في التكوين الفني و الشعبي، و دأبت منذ نعومة اظافرها في الصعود للمسارح مع ثلة من الفنانين على غرار عبد القادر مقداد و الأستاذ سامي التليلي و المبدع فوزي حسين، و كان أول من اكتشف مواهبها الفنية المتعددة الفنان المسرحي صالح ميلاد و هو الذي وضعها على طريق الفن الشعبي لتميزها في هذا اللون. ملقبة بنجمة الجنوب الأولى، شاركت في عديد المهرجانات أهمها مهرجان بنان بالمنستير و عدة مهرجانات بقفصة مسقط رأسها، إضافة إلى مهرجان صلقطة بالمهدية و مهرجان المرقوم بقابس و مهرجان مطماطة و غيرها، و هي متحصلة على عديد الجوائز. و كانت من أهم خطواتها الفنية الصاعدة مشاركتها في جينيريك فيلم سينمائي ببرشلونة صحبة الفنان القدير لطفي بوشناق و تحديدا بجزيرة ستقس، و قد أنتجت مختلف الانتاجات مع أفريكا كاسات و نوفيكا و روتانا سنة 2003. 2-بمن تأثرت في تجربتك الفنية؟ حقيقة تأثرت بالعديد من الفنانين أبرزهم إسماعيل الحطاب و الهادي حبوبة و الفنانة فاطمة بوساحة، كنت أرى فيهم الحيوية الفنية و الحضور الركحي المتميز و خاصة تفاعلهم المباشر مع الجمهور، فتلك العفوية الفنية هي التي تدغدغ الحس و الروح و الفكر و الجسد معا، إضافة إلى أنني كنت مولعة بتلك المواويل التي تدق عروق الروح و الجسد، فتؤثث المكان والزمان. 3-كيف ترين تواجد المرأة في الحياة الإعلامية و الفنية؟ من وجهة نظري أرى تهميشا قاتلا للعنصر النسائي و الرجالي في الجنوب التونسي على حد سواء، و هذا التهميش قد طال عديد المبدعين، و للأمانة كنت في فترات ماضية ضيفة عديد الاعلاميين و الاعلاميات على غرار علاء الشابي في برنامجه الخطوة الأولى و الاعلامية هالة الركبي في برنامج شمس الأحد و الفضل في ذلك يعود لوالدي فرحات بن سعيد جلولي الذي كان مدير أعمالي في تلك الفترة و ترك المشعل اليوم لزوجي سمير عبد المؤمن، ورغم مسؤولياتي المتعددة كفنانة و امرأة و أم سلكت درب الفن و أنا واثقة من كل خطوة أخطوها لاعتبار أن الفن طريقة صعب و الوصول إلى القمة يتطلب الظهور اعلاميا. 4-ماذا يعني الفن بالنسبة لك: هل هو حضارة ممتدة أو روح متجددة؟ حقيقة الفن هو كل شيء بالنسبة لي، و كل شيء تشمل التراث و الحضارة و الأدب و الثقافة و التجدد، و كنت منذ سن التاسعة من عمري أحمل المصدح على الركح و أتواصل مع الجمهور، فلا أستطيع العيش دونه لأنه منبع وجودي و نبع التواجد المستمر مع الآخر، و اعتبر أن الفن هو أن تراقص الآخرين بكل عفوية و تلقائية تامة، لتعيش نشوة الروح المتحررة. 5-ماهي باكورة انتاجك الأول و هل مازالت تعيش في ذاكرتك إلى اليوم؟ خطوتي الفنية الأولى الأولى كانت بأغنية في التراث التونسي بعنوان” عين الشراد” التي تحاكي عين الغزال، ذاك الغزال المسكون في جمال المرأة العربية، و قد اخترت في توجهي الأول التعريف بتراث الجنوب لما يحتويه من تفنن و جمالية في الكلمة و الصدى، و الحمد الله كان لهذه الأغنية صدى كبيرا ممتدا إلى اليوم. 6-هل يمكن اعتبار سماح جلول ذات مرجعية حضارية أم مرجعيات متعددة؟ أنا اليوم و غدا ابنة الحضارة العربية، و منطلقي سيتواصل مع تراث أجدادي و تاريخ بلادي، فأنا أعشق الحضارة و أعشق التجدد معا، لأنني ملزمة بأداء أذواق الجمهور العربي، و الفنان عموما مطالب بتلبية كل الأذواق في الوتريات و الطربيات و الفن الشعبي و ذاك ما يجعل من الفنان متميزا و حاضرا في الذاكرة الشعبية و الفنية عموما. 7- ما هو طموحك الفني؟ لا أطمح للكثير، فقط أريد أن أعرّف بنفسي لأهل الشمال التونسي، و من حقي كتونسية أن أتواجد في مختلف المهرجانات الكبرى من أجل التعريف بإنتاجاتي المختلفة، و هذا الطموح أعتبره حقا مشروعا طالما أن مصدح الفن لا يستقل عني، يعيش معي و أتعايش معه في كل الأزمنة و الأمكنة. 8- مع من تعاملت من كبار الشعراء و الملحنين؟ تعاملت مع عدة شعراء و ملحنين أبرزهم الملحن و الشاعر مصطفى الدلاجي و الشاعر القدير الصحبي شعير و الشاعر رضا بن يحيا و الملحن و الشاعر عبد الحكيم الجليد و العربي الهمامي و غيرهم، و حقيقة أعتبرها تجربة متميزة و متنوعة ساهمت في ظهوري و بروزي على الساحة و لهم الفضل في ذلك من خلال توجيهي و ارشادي للمضي قدما و البحث عن الأفضل. 9- كم لك من ألبوم في السوق و هل لك تجربة في الغناء الثنائي؟ لي تقريبا 12 ألبوما اليوم موزعة بين الشعبي و التراث و الطربيات، ومختلف هذه الأغاني وجدت صداها خاصة في الجنوب التونسي بحكم تواجدي هناك، و تحتوي هذه الألبومات على انتاجات خاصة على غرار أغنية ” كذاب” و ” يا ويلي من الغربة” و ” لسمر يا لسمر” و “ما أحلى القريب” و ” على خويا حمة”، و في التجربة الثنائية كان لي تعاملا مع مصطفى الدلاجي في أغنية ” الغيم مروق على الجبال الكاف” و أغنية مع الفنان جمال الصحبي في أغنية وطنية عن الشهيد شكري بلعيد في انتظار أعمال جديدة ستكتشفونها قريبا إن شاء الله. 10-عمّ تبحث سماح جلول في الأغنية؟ أبحث عن كل ما يرضي الجمهور اليوم و غدا حسب أذواقهم الفنية وحسب ميولاتهم، فالأغنية لا بد أن تكون خاضعة للواقع المعيش ومتعايشة مع أوضاع الشباب و التحولات، لأن الجمهور متجدد و أنا مثله متجددة روحا و فكرا و فنا، لذلك لا أقبل إلا بما يرضيه في الكلمة و اللحن و الحضور. 11- ماذا ينتظر منك جمهورك قريبا إن شاء الله؟ أنا بصدد انتاج أغاني جديدة ستكون في السوق التونسية قريبا، و هي في اللون الشعبي الأصيل مع بعض الأغاني الصوفية ( الحضرة) و ستكون من انتاجي الخاص، و إن شاء الله قريبا نصدر ألبوما جامعا بين ثلاثي الفن في الجنوب: رشيد القفصي و جمال الصحبي و سماح جلول. هذا التعامل هو الأول في تاريخه سيكون تحت إشراف المهندس و المبدع عبد الحميد التواتي الذي ساعدنا كثيرا في مسيرتنا الفنية و على عكس غيره لم يطلب مقابلا لذلك، لاعتباره يؤمن بمعاني الفن و دلالاته العميقة و الطاهرة. و في انتظار مشاركتي في فرجة البلوط في المستقبل القريب…