من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

حوار مع الفنان: حسان المستوري بقلم الشاعرة و الباحثة و الاعلامية و الناقدة : منى بعزاوي

مممم

كتبت الأعلامية والشاعرة/منى بعزاوى

مكتب_تونس

 بالتنسيق مع السيد : عبد الحميد التواتي عنوان المقال: الفن تعبير عن الزمن المفقود و انتظار المنشود حسان المستوري فنان أصيل منطقة دقاش من ولاية توزر، ملقب بحسن حسن، و هو اسمه الفني المشهور في الجنوب التونسي، ترعرع في وسط عائلة فنية و موسيقية، انطلق مشواره الفني منذ طفولته وتحديدا خلال فترة دراسته الابتدائية، والبداية كانت في نوادي الكورال و النوادي الثقافية بدور الثقافة والمراكز العمومية، تحصل على عديد الجوائز المحترمة وشارك في عديد المهرجانات الداخلية على غرار مهرجان شهر التراث ومهرجان المدينة بتوزر،

أسس منذ فترة فرقة موسيقية متكونة من ثمانية عناصر موسيقية في مختلف الاختصاصات، و قد دأب على مشوراه الفني صحبة أخيه التوأم مجدي المستوري،

أنتج ألبومين في اللونين الطربي والشعبي التونسي، كل ألبوم يحتوي على ست أغاني.

بدأت رحلته الفنيّة باللون الطربي و أدى مختلف الألوان في عديد المناسبات، لم يسعى في حياته إلى الشهرة بقدر ما سعى إلى التميز والبحث عن الإبداع والكلمة الذوقية التي تهز السامع و المتذوق للفن الراقي،

و رغم صغر سنه لم يهمل عاداته و تقاليده الموروثة في منطقة الجنوب وخاصة موروث دقاش المنفتح على البداوة و البيئة الحضارية.

السؤال الأول: بمن تأثرت في تجربتك الفنية من عمالقة الفن العربي؟

تأثرت بأغاني “حسن الأسمر ” والأستاذ ” أحمد عدوية ” هذا في اللون الشرقي و هو الطابع الذي أردت أن أتميز به،

أمّا في اللون الشعبي التونسي فقد تأثرت بأغاني ” قاسم كافي ” و تأثري الكبير كان بواقعي المعيش و بمحيطي الحضاري و الثقافي الذي ينبع منه روح الفن الشعبي الأصيل، لذلك لم أجد صعوبة في التغني بواقعي و بلهجتي التونسية و كلي يقين أن اللون الشعبي ممتزج بمختلف الحضارات و الثقافات العربية الإسلامية و هو ما صنع لي التميز في هذا اللون و التفرّد في دربي الفني. السؤال الثاني: ما الفن بالنسبة لك،

هل هو تعبير عن الزمن المفقود أم بحث عن عشق منشود؟

الفن بنسبه لي هو تعبير عن الزمن المفقود وهذي أجمل عباره لأن ما نراه ونسمعه في هذا الزمن لا نستطيع أن نصنفه أو نقر بأبعاده الفنية لأن الفن الصادق و المتميز لا بد أن يحتذى بالكلمة الراقية و الموسيقى المتفننة و إذا بدت لنا عشوائية فقد الفن مصداقيته و جماليته و رقيه، لذلك أجد نفسي حريصا على اتباع الكلمة و الموسيقى و الحرف الجميل كي يراقص الذات الإنسانية بكل متعة و استمتاع.

السؤال الثالث : ما هي أول أغنية ساهمت في صعودك على البساط الفني و هل هي من انتاجك الشخصي أم انتاج أحد الفنانين غيرك؟

أول أغنية كانت أغنية /الأسامي/ لذكرى محمد في مهرجان الوسط المدرسي الذي اكتشف موهبتي على مصعد المعهد الثانوي،

ومن هناك بدأت دربي و شعرت بتحرر أنفاسي من أجل معانقة الفن الجميل في ذاك الزمن الجميل و بدأت رحلتي بالطربيات و بالفن المسكون بروح العبق الأصيل، فأحيانا أراقص واقعي و أحيانا أراقص خيالي.

السؤال الخامس: عرفت منطقة دقاش بالتراث و الفن و الأدب و الشعر إلا انها لم تجد حظا وافرا من الاهتمام الإعلامي. برأيك ما هي الأسباب؟

دقاش زاخر بالمبدعين و الشعراء و الكتاب و الفنانين و لكن لم تجد حظا وافرا من الاهتمام الاعلامي والأسباب كثيرة لعل أهمها عدم توفر الامكانيات خاصة و أن الموقع الجغرافي في الجنوب وخاصة بلاد الجريد يعاني من أزمة اعلامية على جميع المستويات،

لذلك من الصعب على الفنان الشاب أن يسلك طريقه و يحقق نجاحه دون عثرات، و لهذه الأسباب يجد الفنان نفسه مجبرا على الخضوع لواقعه و يطمح إلى فرصة اعلامية بالعاصمة أين يتمركز الإعلام التونسي.

السؤال الخامس: هل تؤيد فكرة أن الفن الشعبي تعبير عن الواقع المرير الذي يعيشه المرء في بلاده و المعبر عن نوع من الغربة و الاغتراب و الألم و الوحدة؟

الفن الشعبي يختلف من بلد لي بلد، و بالنسبة لي الأغنية الشعبية وهي غالباً ما تكون باللهجة العامية، تنتشر بسرعة ويتناقلها المستمع بسهولة وكلما كانت الأغنية بسيطة وسهلة الأداء أقبل المستمع على ترديدها باعتبار أن الأغاني الشعبية هي المدينة الصحراء و هي طبيعة الريف بأجوائه الاحتفالية وعلاقاته الاجتماعية التي تحكمها عادات وتقاليد. وتعكس الأغنية الشعبية صورة حيّة لأشكال الحياة وهمومها،

وتعبر عن مدى امتزاج الوجدان الجماعي بالفن الشعبي ،حيث لا تقتصر على موضوع الغربة و الحزن و الهموم فقط، بل تعبر عن الأفراح وأغاني الطفولة و الختان و الأغاني الدينية.

السؤال السادس: أكيد لكل فنان مرجعيات ثقافية و حضارية ،فبمن تأثر الفنان حسان المستوري؟

مما لا شك فيه أن لكل فنان مرجعيات ثقافية و فنية و حضارية، وبالنسبة لي تأثرت بالثقافة التركية و بفنها العميق الذي يراقص الذات أينما تواجدت، و للتاريخ الموسيقى التركية كان لها الصدى الواسع في العالم أجمع، و كانت هي بادرة الصوت و اللحن و الغناء و التفنن باعتبارها نموذجا للإبداع المطلق على جميع المستويات من حيث اتصالها بالروح و ببعث النشوة في الفكر و الجسد و الوجدان.

السؤال السابع: أصدرت مؤخرا ألبوم في الفن الشعبي. فهل هو نتاج تجربة ذاتية أم تجربة اجتماعية واقعية؟

لكل فنان تجارب ذاتية و اجتماعية تحيط بواقعه المعيش و تراقص ذكرياته و قد اخترت اللون الشعبي التونسي في هذا الألبوم كبداية للتعريف بتجربتي الفنية في الأسواق و التعريف بقضايا المجتمع التونسي وخاصة الجنوب مسقط رأسي لذلك كنت أرى في موطني بداية الرحلة ومنطلق النفس الفني لأنني لا أقف عند شخصيتي بقدر ما أقف عند هويتي.

السؤال الثامن: لو تذكر لنا بعض الأغاني في هذا الألبوم؟

تناولت في هذا الألبوم عديد الأغاني الممتزجة بالتراث و الواقع اليوم أبرزهم أغنية ” ملا جو كبير” و هي أغنية تطرح ثقافة توزر العريقة وتفتح باب التواصل مع الآخر من أجل اكتشاف نبع الحضارة و الأصالة إضافة إلى أغنية ” يا زينة” و هي أغنية تحمل بصمات أمي الحبيبة التي أرى في عيونها وطني و أنفاسي الفنية و أرى من خلالها عشق كل أم عربية مسلمة،

و قد شمل الألبوم أغنية في التراث الليبي بعنوان” حبيبي تجرح فيا” و قد اخترت هذه الأغنية لمدى اقترابها من تجاربي الذاتية ومن تجارب المجموعة المحيطة بي،

و هي من الأغاني التي يحبذها جمهوري الحبيب في السهرات و المناسبات و المهرجانات

السؤال التاسع: مع من تعاملت مع الشعراء و الملحنين في تونس وخارجها؟

حقيقة تعاملت مع ثلة كبيرة من الشعراء و الملحنين على غرار توفيق بلخوجة و رضا بن يحيا و حبيب زاوي و مازلت سوف أتعامل معهم في عدة أعمال أخرى و اعتبر تجربتي الفنية إلى حد الان متميزة بمساعدة هؤلاء النخبة الذين يسهرون بدورهم على نشر الرقي الفني و الموسيقي في مختلف المناطق الداخلية و الخارجية . السؤال الأخير: ليس للفنان كلمة أخيرة باعتباره امتداد للماضي و الحاضر و المستقبل، لذلك ما الكلمة التي توجهها لجمهورك الذي ينتظرك هذه الصائفة و ما جديدك في المستقبل القريب؟

أشكركم على هذا الحوار الممتع، و في الختام أوجه تحية لكل من شجعني على مواصلة دربي الفني و اشعاعه داخليا و خارجيا، و كل الحب لجمهوري العزيز أينما تواجد و أعده بالجديد هذه الصائفة إن شاء الله،

و لكم مني كل التقدير و الاحترام

مم

ممم

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد