550عاماً على تأسيس ممكلة الكازاخ تاراز… المدينة التاريخية تحتضن احتفالات ابداعية مبهرة مرحباً في تاراز، لافته بارزة تتنظر زوار هذه المدينة التاريخية الكازاخية، حيث من خلال نافذة الطائرة يمكن رؤية الجمال المُذهل والطبيعة الساحرة التي تُغطي المساحات الشاسعة،
لحظة سفري من العاصمة الاقتصادية لكازاخستان (ألماتي) في طريقي هذه المدينة للمشاركة في احتفالات الذكرى السنوية لمرور ٥٥٠ عاما على تأسيس مملكة الكازاخ.
استقبلتني مدينة تاراز بطقسٍ رائع وهدوء منطقع النظير وشعب ودود للغاية يبلغ عدده نحو مليون شخص. ولقد بدا كل شيء هنا جديدًا بالنسبة لي، وقررت بمجرد وضع أمتعتي في الغرفة البدأ في جولة ميدانية للمكان الذي استقطب كل الإعلاميين القادمين من أكثر من ٢٠ دولة لاستنشاق الهواء النقي العليل والسماء الصافية والمساحات الخضراء التي تكسو المكان.
منحتني مدينة تاراز للدقائق الأولى انطباع المدينة التاريخية ذات الرائحة الأصلية كما هي قرى بلاد الشام، حيث يوجد عدد كبير من السياح والمطاعم والمتاجر وما إلى ذلك. المدينة هنا مزدحمة للغاية وما فاجئني هو عدم وجود أشخاص منفردين فالجميع يمشي في رفقة آخرين أو مع أفراد أسرهم.
يوجد أشخاص من جميع الأعمار وبشكل خاص الكثير من الشباب والأطفال، ويرتدي الجميع ملابس احتفالية تقليدية جدًا تحمل رموز تاريخية مشهورة جدًا في تاريخ هذا المكان. منظر المدينة القديمة هو منظهر ساحر ….
يُمكنك الربط بين المكان والوقت في متاهات هذه المدينة القديمة – ففصول السنة تتداخل وبزيارتها تعبر إلى بوابة الأبدية والخلود. ينبغي عليك دراسة آثار الآثار التي لا مثيل لها في العالم.
منطقة جامبيل تستضيف الإحتفالات وصل رئيس الجمهورية الكازاخية نور سلطان نزارباييف الذي دشن الاحتفالات إلى منطقة جامبيل وقال في كلمته “كجزء من الرحلة من المقرر زيارة عدداً من المواقع وكذلك حضور حفل افتتاح النصب التذكاري للذكرى السنوية الخمسمائة والخمسين لـ خانات الكازاخ.”
وكشف الرئيس نزارباييف النقاب عن النصب التذكاري “كازاخ هانديجي” في مدينة تاراز إعلاناً ببدء الإحتفال بالذكرى الخمسمائة والخمسين لـ خانات الكازاخ. تاراز عاصمة منطقة جامبيل جنوب كازاخستان هي مكان الإعلان عن خانات الكازاخ عام 1465 من قبل السلاطين “كيري” و”جانيبك”. وقام الرئيس بزيارة محطة ركاب جديدة في المطار الدولي “أولي- أتا” في تاراز وشاهد عروض باليش العالمية”
التي قبلت التحدي في أقل من ستة أسابيع عرض حي فخم لتجربة التاريخ البصري والعاطفي لـ “الدولة الخالدة” وصولاً إلى الإنجاز البارز في وقت قصير جداً. وقد تم الإفتتاح الكبير للنصب التذكاري الخاص بالذكرى الخمسائة والخمسين لـ خانات الكازاخ، حيث يبلغ ارتفاع البناء 30 متراً ويقع في الجزء الغربي بالمدينة في مواجهة قصر الرياضات “حلبة تاراز”،
فيما يعكس التمثال الأهمية التاريخية لتكوين خانات الكازاخ تم مسحه من جميع الجوانب، ويقع النصب التذكاري على مساحة 3.5 هكتارا والتي تضم الساحة ومواقف السيارات. وبلغت تكلفة تصنيع وتركيب النصب التذكاري 350 مليون تنجي ما يعادل ١،٧ مليون دولار أمريكي وتكلفة التشجير وتنظيم موقف السيارات 177 مليون تنجي، ووفقاً لقسم السياسة الداخلية في أكيمات منطقة جامبيل يوم افتتاح النصب التذكاري سيتم وضع برجين ذهبيين بارتفاع ستة أمتار وفي الساحة أمام النصب التذكاري سيكون هناك 200 جندياً بالزي الرسمي مع الأعلام الوطنية لجمهورية كازاخستان ويحيط بهم ممثلين بأزياء من مختلف الحقب
– من ساكس القديمة إلى وقت خانات الكازاخ وتقدم أوركسترا الدولة السيمفونية الأكاديمية المصاحبة الموسيقية. كانت مجموعة المتخصصين الدوليين من عروض باليش العالمية قادرة على تنظيم عرض شارك فيه 5000 شخصية لعبها أفضل الممثلين والراقصين في الدولة، يتكون الطاقم الفني من 3600 فنان يدعمهم أكثر التكنولوجيات حداثة مثل “تطويق الفيديو” لجمع الجمهور في مشهد لا ينسى
و”صوت المشهد” وهي موسيقى تصويرية تم إنتاجها خصيصاً مليئة بالموسيقى الفريدة والقصائد وأغاني البوب الحديثة والألحان الشعبية. وهكذا تم بناء عمارة خلابة رائعة تتكون من دائرتين كبيرتين تمثلان السماء والأرض وفي الوسط الكتاب يروي تاريخ السهوب العظيمة حيث ترعرت كازاخستان الخالدة. يستحضر المشهد “يورتا”
الهائلة موطن البدو حيث تجمعوا لسرد القصص ونقل هويتهم كشعب، وإلى جانب الكتاب العظيم الإمتداد الهائل قادر على نقل المشهد بأكمله في النسر العظيم بأجنحته الممدودة وهو الرمز الوطني.
مع تشكيل الكازاخ ثلثي سكان كازاخستان يكون تركيز الذكرى على تكوين الخانات، ومع ذلك أشار نزارباييف أن تطوير كازاخستان حتى الآن يُعزى إلى صداقة أكثر من 130 عرقاً. وقال نزارباييف في كلمة ألقاها في حفل افتتاح النصب التذكاري “الإحتفال بالذكرى الخمسمائة والخمسين لخانات الكازاخ هو بجعل أجيالنا القادمة تفهم التاريخ وتعزز ثقافتنا.”
الأحداث في تاراز هي المرحلة النهائية في الأنشطة الإحتفالية بإحياء الذكرى الخمسمائة والخمسين لخانات الكازاخ حيث أن مناطق الدولة الأخرى الثلاثة عشر قد استضافت بالفعل عدداً من الأحداث منذ بداية هذا العام. في تاراز تم مشاهدة برامج مكثفة للإحتفال بما في ذلك حفل موسيقي لأساتذة الفن من جميع أنحاء البلاد وعرض أزياء المسرح التاريخي والأداء المسرحي.
الإحتفال هو فرصة لتعزيز التقدير الوطني والثقة لكازاخستان، ولابد من تأسيس هوية وطنية موحدة لإظهار الكرامة العرقية، إعلان الدولة هذا سيضيف كذلك الشرعية لتاريخ البلاد الذي لا جدال فيه” يقابل المسافرون على حدود منطقة جامبيل مع منطقة جنوب كازاخستان أكيم مدينة تاراز نورجان كالندر،
وبالإضافة إلى الموتوكروس عبر الشوارع الرئيسية في المركز الإقليمي سيشارك راكبي الدراجات في حدث الشباب (نحن – أطفال السهوب العظيمة) ويقوموا بزيارة رياضات الفروسية والمسابقة الدولية في “كوريس”
الروسية الكازاخية. على مدى يومين قام سكان وضيوف مدينة تاراز التاريخية بأفضل التجمعات إبداعاً من مختلف مناطق جامبيل، حيث اطلع الضيوف على العروض المسرحية والحفلات الموسيقية بمشاركة نجوم البوب الكازاخيين، وفي مختلف أنحاء مدينة تاراز سيكون اقيمت حفلات موسيقية لفنانين من ألماتي وكيزيلوردا ومناطق جنوب كازاخستان فيما تم تركيب المشاهد في الساحة المركزية “دوستيك” وملاعب “يولان” و”السلام والوئام”
وكذلك “بستان مايو”، بالإضافة إلى برنامج الحفل بمشاركة أفضل مجموعات الرقص والفرق والمغنيين والعازفين المنفردين لأنواع الفن الشعبي والبوب التي قدمت للجمهور فيديو عن تاريخ كازاخستان وتطورها الإقتصادي والإجتماعي. ووصل من منطقة ألماتي إلى تاراز 150 شخصاً ونفس العدد من جنوب كازاخستان وكيزيلوردا 50 ومئات الفنانين من مختلف مناطق جامبيل. وتم تخصيص جزء من الإحتفالات ليكون معرضاً للحرفيين، حيث يمكن مشاهدة منتجات ابداعية يدوية وزخارف مصنوعة من الخشب وحلي وصناعات خزفية وأدوات موسيقية ولوحات وملابس تقليدية. وقد شهد بيت ثقافة يسمى “يكيلاس دوكينولي” مؤتمر علمي- عملي “التاريخ. النساء. كازاخستان” في مدينة تاراز واعتبر الحدث معرضاً لأعمال الفنان مصطفى أنساجان “خانات الكازاخ: شخصيات عظيمة”. وقد قدم “هانكلدي أبجانوف” تقريراً عن موضوع “النساء في التاريخ ومصير الدولة الكازاخية” من قبل مدير معهد التاريخ وعلم الأعراق البشرية ويدعى يوليخانوف،
وعن دور النساء في الحياة السياسية لخانات الكازاخ يتحدث رئيس الجامعة التربوية لنساء دولة كازاخستان دكتورة دينار نوكيتافا وزميلها أستاذ الجامعة الوطنية الأوراسية ويسمى جوميليف ودكتور العلوم التاريخية ماسكات البيسبس يتحدث عن الأمهات الشهيرة والحاكمة في السلالة الكازاخية.
رئيس جمعية سيدات أعمال منطقة أتيراو ومرشح العلوم الجيولوجية- علم المعادن والأستاذ الأكاديمي نورلي أيتييف يقدم عرض عن النساء الشهيرة في منطقة غرب كازاخستان والعضو الشرفي في جميعة سيدات أعمال منطقة جامبيل ومرشح العلوم التاريخية جانينكن بيباتيروفا يتحدث عن إسهامات النساء في تطوير كازاخستان في الفترة السوفيتية، وسيقدم عضو مجلس إدارة جمعية سيدات الأعمال في ألماتي جاليا يوتبيكوفا مجموعة قصائد مخصصة للمشاهد التاريخية في تاراز،
ومن بين ضيوف المؤتمر نرى نائب أكيم إركانات مانجوف وعضو اللجنة الوطنية لشئون النساء والأسرة والسياسة الديموغرافية روشان سارسمباييفا. “الكازاخ”
– أحد الأعمال الأولى المخصصة لفترة تشكيل الشعب الكازاخستاني وهو أضخم ما تم من عروض مسرح الدراما الكازاخية الإقليمية، وبالإضافة إلى ممثلي المسرح سيشارك في العرض أيضاً طلاب قسم المسرح بكلية الثقافة والفنون جامعة ولاية تاراز ام اتش. وقدم ممثلي مسرح الدراما الكازاخية الإقليمية مشاهد ضخمة من حياة خانات الكازاخ،
وقد جاءت فكرة خلق هذا العرض للمؤلفين المسرحيين كاليهان يسكاك وشاهيماردين كوساينوف وجسدها فنان جمهورية كازاخستان المبجل المخرج إرسايين تولوباي ومصمم الإنتاج راحات سابراليفا. خلال المسرحية غاص الجمهور في مملكة الحكام العظام المليئة بالصراعات العسكرية والمنافسات والمؤامرات والصراعات التي وقعت على عاتقهم. سيتحمل كل واحد منهم عبأ ثقيل لتحقيق الغرض
– وحدة واستقلال شعبه. ويقدم هذا العمل المبدع حلول مثيرة للجمهور والرؤية الحديثة لتاريخ الشعب الكازاخستاني، فيما أظهر العرض الأول اذا ما كان المخرج والممثلين قادرين على مفاجأة الجمهور المتطور الحديث. وخلال الإحتفالات بالذكري تم افتتاح الحديقة الأثرية “تاراز القديمة”،
ولأول مرة يتم عرض الآثار التي وجدت أثناء العمل الأثري في منطقة المجمع الثقافي والتاريخي وتم التعرف عليها من خلال مرشد مدرب، وهنا يمكنك مقابلة الأثريين الذين يعملون في الموقع ومعرفة المزيد عن الآثار التي تم العثور عليها.
