من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

حوار مع الفنان رشيد القفصي :الفن و التفنن أستمرارية للذات و الذوات

 

ممم

بقلم الباحثة و الشاعرة و الناقدة منى بعزاوي
بالتنسيق مع المهندس و المبدع عبد الحميد التواتي

مكتب_تونس


1- رشيد القفصي كيف تقدم نفسك لمن لا يعرفك؟
فنان شعبي أصيل مدينة قفصة، من مواليد 1964 قضى سنوات في التكوين الفني والشعبي، و دأب منذ نعومة أظافره في الصعود خطوة بخطوة، حقق ذاته من خلال اتصاله بالترات و بالحضارة و بالأرض، فكانت تجربته فنية متنوعة و منفتحة على مختلف الألوان، شارك في عديد المهرجانات الكبرى في تونس، خطى خطواته بثبات فاختار الكلمة المناسبة الممتدة في الزمان و المكان، وما فتئ في تجربته يبحث عن التفنن لإرضاء جمهوره الذي يعتبره أساس النجاح و التواصل و الرقي، و هو من الفنانين الذين استمروا في الحياة الفنية و انفتحوا على تجارب ثنائية منذ الثمانينات، فكانت رحلته حافلة بالتراث و بالأناشيد، موزعة بين القصص و الأساطير، و بين الواقع و المتخيل.
2-بمن تأثرت في تجربتك الفنية؟
حقيقة تأثرت بالعديد من الوجوه الفنية في الطربيات على غرار أم كلثوم التي كانت متصلة بروحي الفنية إلى أبعد الحدود، و قد تعلمت منها أسس الطرب و الحضور، و يمكن القول إن رحلتي انطلقت من واقعي المعيش في إطار ارتباطها بالتراث الشعبي الثري الذي ميز مسقط رأسي و بقي يراقص الذاكرة الشعبية، لذلك كنت دائما أبحث عن ذاك التراث الذي يعود بي إلى سلف العهد و الماضي، فالفنان ما راقص الماضي و الحاضر و صنع مستقبلا فنيا مرتبطا بجمالية المكان و الزمان و الذات .
3-هل ظلمك الإعلام التونسي في مسيرتك الفنية؟
من وجهة نظري أرى تهميشا قاتلا للفاعل الإبداعي في الجنوب التونسي عموما رغم انفتاحه على ألوان فنية حديثة و معاصرة و رغم هجرته إلى الشرق و بحثه عن التميز و الانفتاح الفني و الحضاري لألوان فنية مختلفة، و أنا شخصيا لم أبحث يوما عن الإعلام و الإعلام لم يبحث عني في ظل رحلتي الثرية و المتنوعة، و لعل هذا التهميش قد طال عديد الفنانين في الجنوب التونسي، و نأمل أن نجد حظوظنا في المستقبل و أن تنفتح أبواب التواصل مع الجمهور بطرق مختلفة، فالفنان هو همزة وصل بينه وبين الجمهور، و بينه و بين الفن، و بطبيعة الحال الفن لابد أن يصل الجمهور و يمس من أحاسيسه أينما تواجد و هنا يكون دور الإعلام ضروريا في إيصال الرسالة الفنية و تحقيق أبعادها على وقع السامع.

4-ما هي أهم أسس الفن الشعبي: الكلمة أم اللحن أم الجمهور أو ثلاثتهم معا؟
حقيقة الفن يختار نفسه بنفسه، و يؤسس أسسه وفق ما يقتضيه الواقع و الخيال معا، و يبقى الجهور هو الحاكم و المتحكم في صيرورة هذا الفن لأنه المتذوق الأول لمسامعه، فالأذن تعشق قبل العين أحيانا، فهي التي ترن جرس وقعها على الروح و على الجسد و على المكان، و أعتبر شخصيا أن الفن لا تكتمل بؤرته دون تواجد ثلاثتهم معا: الكلمة و اللحن و الجمهور من أجل إرضاء الفن ذاته و إرضاء الجمهور و من ثمة الذات. فالأغنية التي ترضي جمهوري هي بالضرورة ترضيني.
5-ماهي الأغنية الأم التي تعيش في ذاكرتك إلى اليوم و لماذا؟
بالنسبة لي كل الأغنيات قريبة إلى ذاتي لأنني أسعى دائما إلى البحث عن التفنن في الكلمة التي تقترب من تجاربي الذا
تية و تتعايش مع الزمان والمكان أو بالأحرى اللحظة الحسية و الروحية التي لا تفارق خيالي الفني من ذلك أن التراث يعيش أبدا في مخيلتي و ذاكرتي الشعبية، و من خلاله أستقي روح التعابير و الأساطير و الحكايات، فأعيش حاضري بالماضي المألوف و لكن بتفنن متميز عن بعض الرؤى، و ذلك بهدف أن أقدم رسالة فنية جميلة تحاكي الآخر في لحظات تواجده..

6-هل يمكن اعتبار رشيد القفصي همزة وصل بين موطنه والتراث الحضاري؟
مما لا شك فيه أن رشيد القفصي همزة وصل بين موطنه و تراثه الممتد عبر عصور و حضارات متعاقبة، فالفنان هو ذاك الباحث عن الأصل في العمق الفني و المتصل بعاداته و تقاليده اللامتناهية في الحياة، فأن أكون فنانا شعبيا يستوجب مني بالضرورة أن أكون وفيا لذاك الموطن الذي ترعرت فيه منذ الصغر، و يستوجب مني الأمر كذلك أن أتعايش مع أقاصيص لازمت الذاكرة الشعبية إلى اليوم على غرار أغنية” من يوم فراقك يا شامة” ، وهي قصة عاطفية تعرف بعادات و تقاليد محيطي الذي أعيش فيه و تلخص أبعاده الثقافية و الحضارية.
7- لو تحدثنا عن طموحاتك الفنية في المستقبل؟
لا أطمح للكثير، فقط أريد أن أعرّف بنفسي لأهل الشمال التونسي، و من حقي كتونسي أن أتواجد في مختلف المهرجانات الكبرى من أجل التعريف بإنتاجاتي المختلفة، و أن أبرز طاقاتي الفنية من خلال فضاءات إعلامية إذاعية و تلفزية، و أطمح أيضا إلى مزيد الاهتمام بالمبدع و الفنان في الجنوب التونسي و دعمه ماديا و معنويا من أجل تحقيق رسالته الفنية والتعريف بإبداعاته و لم لا أن تنفتح أمامه شركات الإنتاج في الداخل والخارج فتتبنى إنتاجاته و تحقق غاياته و أهدافه .
8- مع من تعاملت من كبار الشعراء و الملحنين؟
تعاملت مع عدة شعراء و ملحنين أبرزهم المرحوم رضا بن محرز ومصطفى الدلاجي و توفيق بن ابراهيم و عادل الرداحي، و الحقيقة قدموا لي الإضافة في تجربتي الفنية و ساهموا بدورهم في تأسيس فن متميز على جميع الأصعدة، لأن الفنان وحده لا يؤدي الوظيفة الإبداعية دون كلمات الشاعر و دون ألحان الملحن، فكل شيء مرتبط ببعضه داخل علاقة منسجمة بعضها ببعض.
9- كم لك من ألبوم في السوق و هل لك تجربة في الغناء الثنائي؟
لي العديد من الأشرطة و الألبومات في السوق، كلها تقريبا في اللون الشعبي، من بينها ثلاث أغنيات ثنائية تعاملت فيها مع الفنانة رشيدة الصفاقسية و الفنانة سماح جلول و الفنانة منيرة بن ابراهيم، و كنت على يقين بأهمية العنصر النسائي في أداء بعض أغاني التراث، فالصدى الفني في مختلف الأغنيات تستوجب ضرورة حضور المرأة الفنانة ذات الصوت المنغمس في الحنين و الشوق، فالثنائية في الفن تصنع التأثير الروحي في الآخر و تعكس خلجات فنية لامحدودة.
10- رشيد كفنان أين تجد ذاتك: هل في الفن أم في التفنن؟
أجد نفسي في الفن و التفنن معا، فبالنسبة لي لا يستقل الفن عن التفنن لأنني لطالما أبحث عن الكلمة التي تمس الجمهور في ابعد مداها و منتهاها و أنا شخصيا لا أؤدي الأغنية على الركح فقط، بل أنفتح على ذاتي لأكون فنانا في البيت و داخل الفضاءات الضيقة أيضا، لاعتبار أن الفنان الناجح هو ذاك المتلون حسب الزمان و المكان و حسب اللحظات التي يعيش معها و يتعايش بداخلها.
11- ماذا ينتظر منك جمهورك قريبا إن شاء الله؟
في الحقيقة بعد ثورة 14 جانفي، مازلت أترقب كلمات ترضي مسمعي وترضي طموحاتي في المستقبل، منذ تلك الفترة لم أسجل أعمال جديدة، لأنني أؤمن بمعنى الكلمة و دلالات وقعها على الذات و الروح، فأنا ببساطة لا أبحث عن ما هو مستهلك في السوق، بل أبحث عن التميز و التوق نحو ما هو أفضل و ما هو واقعي معيش من أجل إنارة طريق الإبداع بهدف التحرر من التقوقع على الأشياء المألوفة.
12-هل لك كلمة ختام؟
في البداية أشكركم على الحوار القيم، و أشكر كل من ساهم في إنجاح مسيرتي الفنية و دعمها، و أوجه تحية تقدير إلى جمهوري الذي يتواصل معي أينما تواجدت فهو الأصل في الفن، و أقدم تحية خاصة إلى السيد عبد الحميد التواتي الذي ما انفك يسهر على التعريف بمبدعي الجنوب التونسي، لما رآه من تهميش و تقصير إعلامي و أتمنى من الفنانين أن يحاولوا تأدية رسالة نزيهة و شريفة في الفن التونسي لاعتباره بطاقة تعريف وطنية و هوية إنسانية قبل كل شيء.
للتواصل معي مباشرة إليكم رابط صفحتي الرسمية
https://web.facebook.com/rchid.elgafsi?ref=ts&fref=ts

ممممممم

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد