من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

مصر"سياحة الزمان والمكان 3" بقلم الدكتورة راندا العدوى

 

12189860_705883439545797_961983766048622458_n

كتبت_الأعلامية والصحفية -د.راندا العدوى

مدير مكتبنا ومندوبنا بوزارة السياحة

أكدت في نهاية حديثي السابق علي أننا إذا أردنا البحث عن وسائل ترويجية وتنشيطية للسياحة في مصر فلابد أن نلقي الضوء عن السلبيات التي تعد عامل الهدم الأول لمصدر مهم من مصادر الدخل القومي المصري والذي يبلغ أكثر من 11% من الإجمالي واعتقد أن هذه السلبيات تهدر كل مساعي التنشيط والترويج وتبعدنا عن تحقيق حلم عودة السياحة في بلدنا إلي سابق عهدها ،لذلك سيكون محور حديثي “اليوم “عن أهم السلبيات التي أوصلت القطاع السياحي المصري العريق إلي الوضع الحالي . سلبيات السياحة في مصر ليست ترويجية فقط ،فهناك أسباب كثيرة ومتعددة من أولها العلاقة بين “السائح والمتعاملين معه “سواء ” مرشد سياحي أو بائع في بازار أو متجر أو سائق أو مدير فندق “هذه العلاقة تحتاج مراجعة شاملة ووضع آليات رقابة صارمة علي أفراد المنظومة الذين يتعاملون مباشرة مع السائح لأنهم ابرز عوامل الهدم والبناء السياحي ،فعندما يتعرض هذا السائح إلي عملية “غش أو نصب أو ابتزاز أو تعامل غير لائق” سينقل صورة سيئة عن “مصر “اكبر من أن تمحي أو تصحح بالتنشيط أو الترويج ،فنعلم جمعيا أن اغلب المتعاملين في المجال السياحي يستغلون هؤلاء السائحين ماديا بشكل مبالغ فيه ولا تخضع تلك المعاملات لقواعد أو رقابة بالأخص البائع المتجول الذي يسوق بضاعة رديئة بأسعار خيالة ،وهذا الأمر يشارك فيهم اغلب المسؤولين عن السياحة في مصر لعدم وضع إستراتيجية للتعامل مع السائح من خلال ضوابط قانونية ورقابية . ثانيا انعدام الرؤية التنشيطية من خلال عدم وجود برنامج تسويقي تنافسي مع الدول التي تعتمد علي السياحة والتي قد يتخذها السائح بديل عن مصر ،فهناك دول في أوربا استغلت الظروف التي تمر بها مصر عقب الثورة طرحت برامج سياحية مغرية ،استطاعت من خلالها جذب ألاف السائحين ومع ذلك لم ينتبه المسؤولين في “مصر “إلي هذا الأمر ولم يبذل أي فرد من إفراد المنظومة السياحة مجهود لطرح برامج سياحية تناسب وتنافس البرامج الموجود في أوربا ،وتركيا خير مثال علي ذلك حتى أصبح اغلب المصريون يرون أن تكلفة زيارتها اقل بكثير من شرم الشيخ . ثالثا .من السلبيات الموجود في القطاع السياحي عزل أهالي المناطق السياحية عن مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة فأهل اغلب المناطق الأثرية فقراء ومهمشين وهو ما يدفعهم إلي استغلال السائح ومحاولة الحصول علي أمواله من دون وجه حق ،ومع ذلك هناك تجارب تخوضها بعض الدول السياحية في أوربا من خلال وضع إستراتيجية سياحية “داعمة للفقراء ” وهو ما يخلق نماء وازدهار سريع في السياحة في تلك البلدان ،فعندنا نشارك المواطنين في الحركة السياحية يعود بالنفع علي المواطن الذي يستمتع بكل الخدمات السياحية وبعدها يأتي السائح ليستفيد من تلك الخدمات و نصل في النهاية إلي الهدف وهو الربح المباشر للمواطن الفقير وارتفاع مستوي معيشته من السياحة . رابعا :التهويل الإعلامي عن وضع “مصر ” الأمني وهو أمر مبالغ فيه من الإعلام الدولي الذي يؤثر في السائح الغربي والعربي علي حد السواء في الوقت الذي يساهم فيه الإعلام المصري من خلال تناول بعض القضايا الجنائية من منظور “التشويق والإثارة “لجذب اكبر عدد من المتابعين بهدف التربح المالي دون النظر إلي مصلحة الوطن ،وهو أمر يضر المجتمع كله ويؤثر علي محور يتجاوز 10% من محاور اقتصاد “مصر ” ،لان السائح الغربي او الغربي يطالع هذه المنابر الإعلامية العالمية والمصرية فيأخذ صورة غير حقيقة عن وضع “مصر “الأمني وهناك دلائل علي التسويق الإعلامي السلبي ،وكنت شاهدة عيان عليها حينما اتصل بي صديقة من احد الدول العربية يرغب في زيارة “القاهرة “بهدف قضاء الأجازة الصيفية ، واستفسر مني عن الوضع الأمني في “مصر “ما نشاهد في “الميديا “وهل هناك انفلات امني وإرهاب كما نطالع الأخبار ؟ وعندما جاءت إلي مصر أدركت حجم الأكاذيب والتهويل عن الوضع في “مصر ” ومخالف تمام لما يبث في وسائل الإعلام المحلية والعالمية . وفي النهاية أقول أن السلبيات التي تحدثت عن بعضها وأجملتها واختصرت فيها لضيق المساحة ووقت القارئ الكريم ، يمكن أن تحل من خلال عودة ترتيب البيت السياحي المصري من الداخل ولتكن البداية مع وضع ضوابط صارمة واليات للتعامل بين “السائح والمتعاملين معه “بداية من استقباله في المطار ونهاية بمغادرة البلاد ،مع وضع رؤية تسويقية تنافسية مع الدول الأوربية الجاذبة للسياحة في العالم ،وان تكون سياحتنا “داعمة للفقراء” من خلال تطوير المناطق المحيطة بالآثار وخلق مشروعات تنموية لأهلها ،وأخيرا تطوير الإعلام المصري ووضع ميثاق شرف إعلامي يلتزم بها الجميع ويعاقب كل من يخرج عن النص فمصر جميلها بشعبها المضياف وتستحق أن تكون في وضع سياحي أفضل .

 

 
 
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد