من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

قراءة في العلاقات التركية الإسرائيلية

10643354_710805389019318_2026494084_n

بقلم : أحمد يونس شاهين

مدير مكتب-فلسطن

شهدت الفترة الماضية توتر في العلاقة بين تركيا وإسرائيل منذ عام 2010 بعد حادثة السفينة مرمرة والتي كانت قادمة إلى غزة لتقديم المساعدات الإنسانية متحدية الحصار المفروض عليها والتي جوبهت بهجوم من قوات الاحتلال الإسرائيلي مما أدى إلى مقتل عشرة أتراك وإصابة نحو خمسين آخرين، مما أدى إلى تدهور في العلاقات التركية الإسرائيلية طالبت تركيا حينئذ باعتذار إسرائيلي عن هذه الحادثة.

رغم قناعتي بأن العلاقات لم تتأثر كثيراً وما هي إلا خديعة بصرية بدليل أن التعاون التجاري لم ينقطع وبقي في أحسن أحواله. قبل أيام تناولت الكثير من المواقع الإخبارية خبر قرب عودة العلاقات التركية الإسرائيلية إلى طبيعتها بعد مفاوضات حثيثة بين الطرفين،

السؤال هنا ما هي الأسباب التي دفعت كلاً من تركيا وإسرائيل للدخول في مفاوضات معمقة قد تنتج عنها في نهاية المطاف عودة العلاقات بينهما إلى ما كانت عليه وربما بأفضل مما كانت عليه قبل حادثة مرمرة؟؟ متغيرات كثيرة دفعت كلا الجهتين نحو السعي لتحسين العلاقة بينهما،

فبعد تدهور العلاقة بين تركيا وروسيا على أثر إسقاط الطائرة الروسية وفرض الأخيرة عقوبات اقتصادية على تركيا ومخاطبتها بلهجة شديدة دفعت تركيا لأن تعيد نسج العلاقة من جديد مع إسرائيل لاسيما أن تركيا كانت تستورد الغاز الروسي وبالتالي سيكون الغاز الإسرائيلي بديلاً، وبالمقابل فلإسرائيل مطالب تتعلق بالشق الأمني وهذا ما اعتادت عليه في كل مفاوضاتها مع أي دولة وتحديداً مع الفلسطينيين، فكل منهما له ثمار سيقطفها من اتفاق عودة العلاقات والتطبيع بينهما لاسيما أن هناك مصالح مشتركة في ما يدور في المنطقة من أحداث وخاصة ما تشهده سوريا حيث كلاهما يطمح بالإطاحة بالنظام السوري

مع إبقاء حالة الفوضى الخلاقة التي يشهدها هذا البلد العربي، وهذا ما صرح به أردوغان حين قال التقارب التركي الإسرائيلي سيعجل من إسقاط الرئيس السوري. كما أن العزلة الدولية التي تعيشها تركيا كانت دافع لأن تعيد العلاقة مع إسرائيل لسابق عهدها، ولكن السؤال هنا على الصعيد التركي لماذا نشط حراك المحادثات في هذه الفترة بعد أن شهد جموداً قبل الانتخابات التركية؟ فالإجابة واضحة وهي أن أردوغان لا يريد أن تؤثر عودة العلاقات على مستقبله السياسي إلى حين اجتياز الانتخابات وهذا ما نجح به حيث كانت النتيجة فوزه بالانتخابات وكان للقطيعة التركية الإسرائيلية دور في ذلك.

أما الحكومة الإسرائيلية ستستفيد من عودة العلاقات من عدة جوانب منها سن قانون في البرلمان التركي يلغي كافة الدعاوى القضائية ضد جنود وضباط إسرائيليين شاركوا في مهاجمة السفينة مرمرة ويُمنع تقديم دعاوى في المستقبل، ويكون الاعتذار الإسرائيلي كفيلاً لأن يغلق الطريق أمام هذا الأمر. العلاقات التركية الإسرائيلية في المرحلة المقبلة وما ستشهده من تحسن سيقضى في نهاية الأمر إلى درجة التطبيع سيكون له أثر سلبي على الفلسطينيين لاسيما على حركة حماس التي تربطها علاقات قوية مع أردوغان بعد أن اشترطت إسرائيل بطرد القيادي في حماس صالح العارور من الأراضي التركية،

واستغناء تركيا عن شرطها برفع الحصار عن غزة مقابل عودة العلاقات مع إسرائيل تماشياً مع مصلحتها، لكن ربما يكون لعودة العلاقات التركية الإسرائيلية دور في انجاز صفقات بين حركة حماس وإسرائيل خصوصاً فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى وتحقيق بعض من شروط حركة حماس إبان حرب عام 2014 والتي لم يتحقق منها شيء بالمستوى المطلوب وعدم قيام حركة حماس بالتصعيد العسكري ضد إسرائيل، وبالتعريج إلى الدور التركي في المنطقة فإننا نلاحظ هذه الفترة انضمام تركيا إلى التحالف الإسلامي ضد الإرهاب الذي سعت إلى تشكيله المملكة السعودية ويعود هذا إلى مدى التعاون المشترك بين تركيا والسعودية وبعض دول الخليج العربي فيما يخص سوريا

حيث العامل والهدف المشتركين ونقاط الالتقاء المتمثلة بإسقاط النظام السوري هذا على الصعيد السوري، ونلاحظ أيضاً أن تركيا زادت من حجم تدخلاتها في شؤون الوطن العربي حيث موقفها من عزل الرئيس السابق محمد مرسي ووصفها ذلك بالانقلاب الدموي مما زاد من حجم التوتر في العلاقات المصرية التركية. يبقى السؤال هنا ما الذي تريده تركيا في هذه المنطقة؟

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد