من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم
Breaking News

المنافقين والمنافقات والأفاكين والأفاكات

1916085_121615824880327_5888716577512084177_n

الكاتب الصحفي والمفكر العربي والإسلامي الأستاذ الجامعي غير المتفرغ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل

مدير مكتب فلسطين

 لقد أصبحنا نعيش في وقت غريب عجيب كّثُر فيه النفاق والمنافقين والكذب والكذابين وفي مقالتي تِلك سأتكلم بصراحة؛ فلم يعد قلبي ولا قلمي ولا نظري يحتمل ما نري كل يوم من ويلات ومأسي؛ لأن مرض أفة النفاق لم تُصيب بلادنا فلسطين فقط!! بل أصاب طائفة ليست قليلة من العرب والمسلمين، وصدق الله العظيم القائل في محكم التنزيل في القرآن الكريم:” إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار”؛ ويقول أمير المؤمنين على بن ابي طالب رضي الله عنه لا خير في وُدِ إمرئٍ مُتملقٍ، حلو اللسانِ وقلبهُ يلتهب؛ يلقاك يحلف بأنهُ بك واثقٌ، وإدا تواري عنك فهو العقرب، يُعطيك من طرف اللسانِ حلاوةً، ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ. لقد أصاب النفاق شرائح المجتمع المختلفة؛ فنري اليوم النفاق السياسي، ونفاقًا وطنيًا، ونفاقًا اجتماعيًا ومجتمعيًا، وسياسيًا، وفصائليًا، وتنظيميًا، ونفاق الأخلاء، والأقرباء؛ وبانّ خطر الأفاكين والمنافقين المتسلقين على جراح الجرحى، والراقصين فوق دماء الشهداء، وأهات الفقراء والأتقياء الأنقياء؛ وصار الدجالين بثوب الايمان تارةً وتوب الوطنية تارةً أخري أشد خطرًا وأنكي جُرحًا وإيلامًا من المحتلين؛ ذلك لأنهم يبطنون عكس ما يُظهرون ويقولون بأفواههم ما لا يفعلون؛ وقلوبهم مملوءةً سوادًا كقطع الليل المظلم ومما لا شك فيه أن العصر الحديث اتخذ البعض فيه كمية أكبر من النفاق كي يرضى الناس وهذا شيء مُحزن؛ لآن النفاق هو زيف أخلاقي، مثلما تفعل النقود المزيفة ذات القيمة المؤقتة بالنسبة للنقود القانونية ذات القيمة الدائمة، يا أهل النفاق الخداعُ دّيْدنكُم وغرسكم فهو قبيحاً مشوهاً، فلا تلوموني بل لوموا أنفسكم.. لوموا الأصل ولا تلوموا المرآة، أيها المنافقون !! هذه قصتكم، الكذب والرياء والتملُق في الحديث علامة أكيدة على النفاق؛ فإذا كان قانون الفيزياء يقول: إنّ الضغط يولد الانفجار، فقانون الاجتماع يقول: إنّ الضغط يولد النفاق الاجتماعي؛ فالمنافق الحقيقي هو الذي لا يُدرَك خداعة؛ والمنافق يُظهر خلاف ما يبطن ويتربص بالشرفاء والعُلماء والكادحين والمناضلين والمجاهدين الحقيقين والكيد لهم والحقد عليهم ومحاولة تهميشهم، ومن صفات المنافقين الحسد والحقد والغرور بالدنيا ، وزينتها والجري ورائها جري الوحوش فلا يشبع ولا يقنع؛ فإذا قارنا بين الصفات الحسية والمعنوية للمنافقين نجد ان أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم قد اجملت تلك الصفات فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: _ آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذل وإذا وعد اخلف وإذا اؤتمن خان _ وزاد في رواية مسلم وإذا صام وصلى وادعى انه مسلم وفي حديث للنبي صلى الله عليه وسلم أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يتركها: اذا حدث كذب وإذا اؤتمن خان واذا و اذا عاهد غدر واذا خاصم فجّر- وللنفاق نوعان: عملي واعتقادي… اما العملي هو الذي لا يخرج صاحبه من الملة أي من عمله لا يكفر أو يشرك بالله وهو الذي يعمله الشخص من حيث لا يدري مثال ذلك أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمر بعدم التعرض لعمه العباس فغضب أبو حذيفة قائلا كيف يقتل والده ولا يقتل العباس فقال عمر بن الخطاب دعني يا رسول الله اقتص عنقه فإنه قد نافق… هنا نجد أن عمل أبو حذيفة يعد من النفاق لكنه لم يكن يدري حينما قال ذلك فهنا لا يخرج من المله؛ أما النفاق الاعتقادي فهو الذي يخالط العقيدة وتكون فيه العلانية مخالفة للسرية – ومن بعض أسباب النفاق: ينافق الانسان لطبيعة جبل عليها ولإرضاء غرور في نفسه واشباع لذة يفتقدها؛ وقد ينافق الانسان لأنه يؤمن بشيء يرى وجوب ستره كالإيمان بنظرية فاسدة او بالرغبة في سيطرة او ملك او غير ذلك ,ينافق الانسان وهو لا يؤمن بأي شيء من حق او خلق ولذلك فهو ينافق على الدوام في كل ما يعرض له من أمور في المدينة المنورة بدأ النفاق يتضح جليا بعد غزوة بدر حيث كان المنافقين قبل ذلك على الشرك ولما رأوا الاسلام قد انتصر دخلوا في الاسلام وكانوا ثلاثمائة رجل وسبعون امرأة وكان رأسهم عبدالله بن أبي وكان سيولى على المدينة ملكًا لكن الاسلام وصل الى المدينة قبل أن ينصب مما جعله يعلن الاسلام نفاقًا. وكان النفاق في العهد المدني في كل ما تحت يد النبي صلى الله عليه وسلم الا المهاجرين فليس فيهم منافقين لانهم ليسوا مكرهين على الخروج أصلا فلماذا الخروج اذا كانوا منافقين؟؟ ومن صفات المنافقين اليوم يظهرون خلاف ما يبطنون والخداع والغرور بالنفس، والاثم وذو الوجهين والحقد والضغينة وسفاهة الرأي وفساد العقيدة والردّة وتثبيط الهِمم واشاعة الفشل وإشعال الفتن والاضطراب في العقيدة والخيانة والرغبة عن حكم الله ورسوله مظاهرة _مصانعة_ وموالاة ومتابعة أعداء الله عز وجل والانشغال بالدنيا وشهواتها عدم الصبر على الفتن والنكبات الافساد في الارض ومفارقة الجماعة وإحداث الفتن في صفوف المسلمين -القدح والقدف في اعراض المُحصنات الغافلات، والجبن, الكذب والانانية الكبر والظلم والبخل وتقطيع الارحام والغرور والاماني, النميمة واتباع الهوى هذه بعض شعب المنافقين؛ ونرى تلك الصفات قد انتشرت انتشار النار في الهشيم في الحفلات والمناسبات الدينية والوطنية ونري الابتسامات والقبلات بين بعض الناس ويضحكون لبعضهم البعض ويبتسمون ومنهم قلوبهم كالصريم ووجوههم كالحة، وابتسامتهم صفراء حاقدة؛ وترانا نعيش في زمانٍ وسّدِّ الأمر لغير أهله وفشي الجهل والجُهلاء وتبوؤا مناصب عليا، وأُهين العلُم وال
علماء وتراجعت القيم والمبادئ والأخلاق، وانحسرت الفضيلة والتقوي؛ ويتكلم كثيرًا من الرويبضة في أمر العامة؛ وتري من يخطب في الناس على منبر رسول الله ويحلل القتل ويحلل ويحرم على هواهُ، وتري من يصلي وكأنهُ لا يصلي!! وتري الحفاة، والعراة يتطاولون في المناصب والأموال ويُقدمُون على الشرفاء ويلبسون ثوب الوطنية أو ثوب التدين كذبًا وبهتانًا وزورًا؛ والحديث الشريف يوضح ذلك؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نحن آخر الأمم وأول من يحاسب، يقال أين الأمة الأمية ونبيها؟ فنحن الآخرون الأولون، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله تبارك وتعالى للقارئ ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي صلى الله عليه وسلم قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله تبارك وتعالى له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذاك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة له كذبت ويقول الله بل إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقال له في ماذا قتلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذاك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة؛ علينا أن نعيد حساباتنا ونتقي الله عز وجل فيما بقي من عمرنا وننزل الناس منازلهم فلن يكون لنا نصر ولا تمكين في الأرض ما لم نطبق منهج الله القويم والتمسك بالقرآن الكريم وبسنة النبي وتطبيقها عمليًا على أرض الواقع وذلك لنحقق العدل بيننا ويكفينا ظلم الاحتلال لنا؛ نسأل الله عز وجل أن يطهر قلوبنا من النفاق والرياء ويزرع الحب في الله بيننا ويحسن ختامنا وأن يولي أمورنا خيارنا، وأن يبعد عنا شرارنا وأن يحرر أسرانا الأبطال، والمسجد الأقصى المبارك من الاحتلال.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد