من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الثعبان الأسود الذي أربك دول الاستكبار والتهم "داعش"

12910351_1765885300314089_1492431079_n

كتبت الاعلاميةوالصحفية/نورالماجد

مدير مكتب_العراق

*الشيخ حسين الخشيمي
في نيسان عام 2003 يستفيق العالم على سقوط أشهر تماثيل “صدام” في ساحة الفردوس ببغداد. تبع هذا الحدث خروج الملايين من شيعة العراق في ممارسة باتت لأغلب وسائل الإعلام العالمية فيها شيء من الذهول والغرابة، وذلك لأداء مراسيم زيارة الأربعين متوجهين إلى كربلاء مشياً على الأقدام.
ولأن العراق كان يمر –وقتها- في مرحلة تأسيس لنظام جديد يشكل “الشيعة” فيه الغالبية؛ راح المراقبون ووسائل الإعلام يصورون للرأي العام وللشارع أن لمسيرة الأربعين المليونية هذه بعد سياسي مرتبط بتشكيل الحكم في العراق الجديد ما بعد سقوط نظامه الديكتاتوري، ولعل كل هذا وأسباب أخرى كانت سبباً بأن تصف الولايات الأمريكية المتحدة زوار الإمام الحسين عليه السلام في الأربعين بـ “الثعبان الأسود” بما يحمله من صور الخطورة والمخاوف من هذه الشعيرة السنوية التي سوف يؤديها الشيعة دون أدنى شك.
*لماذا وصفت أمريكا زوار الأربعين بـ “الثعبان الأسود”!
وبالرجوع إلى الوصف الحقيقي للثعبان الأسود لا المجازي الذي استخدمته الولايات الأمريكية المتحدة بحق الشيعة؛ نجد أن الخبراء أشاروا إلى أن “الثعبان الأسود” يعد من أخطر أنواع الثعابين على الإطلاق التي تهاجم الإنسان، وبإمكانها القضاء على حياته في دقائق قليلة بعد أن تصاب عضلات قلبه بالشلل جراء مفعول السم القاتل، لذا فأن هذه التسمية التي اشتهرت على لسان وسائل الإعلام وخطباء المنبر الحسيني كانت ناتجة عن خوف وتصور خطورة زوار الأربعين والشيعة بشكل عام تلك الفترة، رغم إنها –أي التسمية- كانت لا تخلوا من “الخبث” لاسيما واتضح بعد ذلك إن زوار الأربعين في كل عام هم الأكثر عرضة للمخاطر والقتل خصوصاً بعد انتشار التنظيمات الإرهابية التي تحمل افكاراً وفتاوى تكفر فيها الشيعة.
في الـ 10 من حزيران/يونيو 2014 تمكن تنظيم “داعش” الإرهابي التكفيري من السيطرة على واحدة من أهم محافظات العراق وهي “الموصل” وبررت الحكومة حينها تلك النكسة بـ “تخاذل” بعض القيادات الأمنية الكبيرة هناك، و خيانات أدت إلى انهزام الجيش العراقي من تلك المناطق ودخول تنظيم “داعش” من سوريا والسيطرة على الموصل ومناطق أخرى من شمال العراق.
*هل يرون في الحشد الشعبي ثعباناً آخر؟!
وسط هزائم متكررة كان سببها ضعف الجهاز الأمني في العراق وتراجعه أمام “داعش” جاءت فتوى المرجعية العليا في النجف الأشرف بالجهاد الكفائي والإعلان عن تشكيل “الحشد الشعبي” والذي زامن أيام ولادة الإمام المهدي، عجل الله تعالى فرجه، في النصف من شعبان، لتتعالى أصوات الشيعة في العراق مطالبة بتطهير كافة الأراضي العراقية من دنس داعش، السنية منها قبل الشيعية المنتشرة في شمال العراق، وكانت للمسيرات المليونية أيضا في ذلك الوقت الأثر الكبير في نفوس المقاتلين الذين سطروا أروع الملاحم في “جرف النصر” و “آمرلي” وبعدها مدن محافظة صلاح الدين شمال العراق.
*تأثر مقاتلي الحشد الشعبي بالقضية الحسينية
ويرى مراقبون أن هناك جملة من المؤشرات الإيجابية التي أسهمت في تعزيز ورفع الروح الجهادية لمقاتلي الحشد الشعبي منها تأثرهم بقضية الإمام الحسين عليه السلام لا سيما وأن التنظيمات التكفيرية التي حاربته تعد اليوم الامتداد الحقيقي لقتلة الإمام الحسين ورواد النهج الأموي الحافل بالدم والقتل، فكل مقاتل من مقاتلي الحشد الشعبي صار يسعى للالتحاق بموكب أصحاب الحسين عليه السلام.
وبالعودة إلى وصف “الشيعة” بـ “الثعبان الأسود” فأن شيعة العراق الذين يساندهم اليوم ملايين من مسلمي وشيعة العالم لا يمكن حصرهم في “تعبان أسود” واحد، وإنما هناك العديد من الثعابين السوداء تسير بخطى ثابتة نحو القضاء على الإرهاب والفساد والظلم.

الشيخ حسين الخشيمي
E-mail: alkhchimi@gmail. com
Facebook: www.facebook.com/hussein.alkhchimi
Twitter: https://twitter.com/Alkhchimi
WhatsApp & Viber: + 964 7700049135

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد