روبابكيا6……بقلم /الاعلامية/سلسبيل المصرى

بقلم /الاعلامية/سلسبيل المصرى

مدير مكتب -أسيوط

أننا دائما ما نتخلص من أشيائنا القديمة ونعتبرها غير مرغوب فيها ونبيعها لمشتري الروبابكيا . فهل جربنا أن نشتري نحن من هذا البائع .ماذا نشتري؟

نشتري كل مره نراه فيها قطعه من ما ابتعناه نحن له أو غيرنا . لو سمحت يا بائع الروبابكيا أريني ما يحويه صندوقك .الله هذه صورة

فيها أبي  وهو عائد من عمله ومعه مجموعه من الكتب والمجلات والصحف اليومية ومجرد دخوله من باب المنزل نسأله عن مجلات ميكي وسمير فيجاوبنا أبي؟ بعد الغذاء، لعلمه أننا سوف نختفي من أمامه بمجرد حصولنا عليهم وميعاد الغذاء وتجميعنا عليه شيء مقدس ، بعد الغذاء يجلس أبي علي السرير ويقرءا الصحف بصوت مرتفع لان أمي كانت تجلس ونحن معها نسمع ونتناقش في كل ما هو مكتوب في الصحف ..ومن هنا كان بيتنا كالمنتدى الثقافي طول الوقت وكان في بيتنا مكتبه جميله فيها كتب من كل التخصصات سياسة واقتصاد وفلسفه وكتب دين وفقه  وأدب روايات عالميه وشعر .وكان لكل منا مكتبه خاصة به لوحده فيها  ما يجمعه هو وما يشتريه من كتب ومجلات  له هو وحده ،ومن هنا تعودنا علي قيمه رائعة أسمها المعرفة نعم المعرفة التي تسبق الحب فقد عرفنا الله فأحببناه وعرفنا أبوينا فأحببناهم وصله أرحامنا فقمنا بوصلها ثم عرفنا الحب ألأكبر حب الأرض والوطن نعم علمنا أبي قيمه الوطن كان دائم الحديث عن قيمه بلده وأرضة كانت رحلته في الغربة عن محافظته طويلة  ، وفي الصورة مشهد رائع لأبي أعطانا فيه أروع الدروس بدون كلام ،عندما اختار الرجوع إلي قريته استبدل أبي الفيلا التي كنا نعيش فيها في مدن الإصلاح الزراعي بمنزل ريفي في قريته وسط أهله وكان أسعد الناس باختياره وكنا كذلك مثله برغم ما عانيناه من اختلاف المكان ،ظل أبي يحدثنا عن قيمه الوطن وانه المكان دائما ما يكون هو الصانع الأول لشخصيتك وتكوينك وقيمك فدائما احترم وحب وقدر مكانك وكيف سيتم ذلك ألا بالمعرفة.فعندما اعرف افهم ثم أثق في فهمي ومعرفتي فأحب وهذا هو الحب الأعظم ، يا بائع الروبابكيا .أعطيك عمري مقابل هذه ألصوره .فهي أجمل الدروس التي تعلمتها في عمري  بل هي كل عمري