من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

امسك لسانك – جزء 1 –

النميمة خلف ظهرك

امسك لسانك

بقلم وصال أحمد شحود

رغم صغر اللسان كجزء وعضلة صغيرة الحجم في جسم الانسان، إلا أنه له الكثير والكثير من التأثير سواء على الفرد نفسه، أو على محيطه، أو على المجتمع ككل .

وفي مقالي هذا امسك لسانك أود أن أذكر بالعديد من القصص التي نتجت عن عدم مسك اللسان، العديد من الحروب البشرية الطائلة كان سببها الكلام، مجازر وقتل وجرائم شرف وتشويه سمعة وخراب بيوت وتفكك أسروي واقفال محلات وحبس متهمون زوراً وفي بعض الأحيان أدى الكلام الى الجنون .

انما امساك اللسان ماهو إلا دليل رجاحة عقل، وقوة ايمان، وقدرة على ضبط النفس، وتوظيفها في الخير بدل الشر، وكبح جماح سوء النية، وبالتالي التعود على ضبط وبرمجة النفس إلا للخير، والمواقف التي تعزز العمل الايجابي، وتعلم الانسان وتنقله لمرحلة الرقي والأخلاق التي يجب أن يتمتع بها كإنسان له الصفات الانسانية الحقة.

ماقد ينتج عن عدم امساك اللسان كثير جداً فكيف تفعل هذه العضلة الصغيرة كل هذا ؟

أولاً في الخوض في الباطل

حيث يقول الناس ويتكلمون في الأعراض والمعاصي، كالكلام على النساء، والقذف المعلن والمستتر، والفسق والخرافات التي تؤدي الى خربان البيوت، وتأليف القصص الغير حقيقية والتي تشوه سمعة أي انسان.

ثانياً الكلام فيما لايعنيك

حيث يتصف بعض الأشخاص بالفضول باختلاف أنواعه، مما يجعلهم يخوضون في خصوصيات لا علاقة لهم بها أصلا، وهذا بالتالي يؤدي الى اللغط والكلام المضر بغيرك، فاشغال وقتك الناتج عن فراغك ليس من شأن الآخرين وليس على حساب راحتهم واستقلاليتهم.

ثالثاً السب واللعن وقول الشتائم والكلام البذيء

فالغضب قد يؤدي الى قول الكلمات البذيئة، والتي بدورها إن خرجت لن تعود، وستكون جرحت من ناله هذا الغضب، وجعلته يتخذ موقفاً ضمنياً قد يؤدي به الى عداوة طويلة الأمد، وقد تمتد لتطال الأولاد وأجيال قادمة، وكلها صفات مكتسبة ومن السهل توريثها للأولاد.

رابعاً السخرية واطلاق الألقاب والاستهزاء

الكثير من ضعفاء النفوس يلجؤون للسخرية من الآخرين، وما هو الا موقف دفاعي لتغطية ضعفهم النفسي، ولكن السخرية ماهي إلا استهانة بالغير وتحقير لهم، ولفت النظر الى عيوبهم، والاستهزاء بالآخرين أياً كان شأنهم ماهو إلا من كفر الانسان وقلة عقله.

خامساً التكلف الزائد والرياء

فالمزايدة في التقرب من الآخرين وقول مالايتصفون به، بل والمبالغة فيه، والمزايدة، وكثرة الكلام الذي لايعني أحداً ماهو إلا تكلف مقيت قد ينقلب الى ذم بدل المدح المبالغ فيه، ومحاولة اظهار الفصاحة والبراعه في الكلام لهو أمر مقيت ومكروه

سادساً النفاق في حالات الخصومة

حيث يلجأ البعض في حال خصوماتهم مع الآخرين الى ابتداع الحكايا والقصص وقول مالايمت الى الصحة بصلة بهدف تشويه سمعة خصمهم والحط من شأنه وتعزيز تبرير خصومتهم له.

سابعاً الكذب والمزاح

الكذب من أخطر الصفات التي ترافق الانسان والتي تجعل الآخرين لا يصدقون أيا من أقواله كما يوقع صاحبه في الخطيئة الكبرى، كذلك المزاح الذي إن زاد عن حده يقل من الهيبة، وقد يؤذي مشاعر الغير بقصد أو بدون قصد.

ثامناً الغيبة والنميمة وافشاء السر

فالحسد وكره الناس والاعجاب الزائد بالنفس والفراغ وافساد الروابط وقطع صلة الرحم بل والعلاقات الانسانية عامة، والتهاون بحقوق الآخرين، كل هذه الصفات من الأسباب التي تؤدي الى الغيبة والنميمة وافشاء السر.

الحقيقة هناك أوجه كثيرة من وجوه عدم امساك اللسان، وذكرها بالتفصيل قد يتطلب كتابة بحث متكامل،

ولكن مايجدر القول به هو أن المؤمن لايصوم فقط عن الطعام، بل يجب ان يصوم عن كل الصفات التي ذكرتها سابقا وصياما دائما لكي يرضي ربه ويرتقي بأخلاقه، ويسلك طريق الحق والصواب في الدنيا

ولمقال امسك لسانك بقية في جزء آخر فالموضوع أكبر من أن يمر باختصار.

ولكن في عجالة وخلاصة سريعة أقول : أخي الانسان اتق ربك واحترم نفسك وامسك لسانك.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد