كنت قد ذكرت في المقال امسك لسانك جزء1 الطرق التي يستخدم فيها الضعفاء وسطحيو التفكير لسانهم في الإساءة للغير، والآن في هذا الجزء سوف أتطرق إلى قوة تأثيراللسان ايجابياً حينما ينطق بالحق والصدق والخير، بهدف نشر الخير والارشاد للفعل الانساني الحق.
فعندما نقول امسك لسانك فهذا لايعني الصمت الدائم، أو الابتعاد عن البشر، والاكتفاء بالعزلة لتجنب الوقوع بالغلط، على العكس تماماً.
امسك لسانك نقصد بها فقط وجه لسانك نحوالحق والصدق وقول الكلمة الطيبة.
فهل تعرفون قرائي الأعزاء ماذا تفعل الكلمة الطيبة في النفس البشرية؟
إنها تفعل فعل السحر في توجيه شكل العلاقات والسلوكيات الانسانية، وتقع موقع البلسم الشافي لكل جرح أو ألم انساني حصل، فالكلمة الطيبة صدقة ابتداء من كلمة صباح الخير مروراً بالابتسامة، إلى قول تصبحون على خير.
نرى أحبائنا وأهلنا أومعارفنا في ضيق نفسي، وهنا من الخير لهذه العضلة الصغيرة( أي اللسان ) توظيفها في رتق وترميم ما أصابه العطب لدى هؤلاء الأشخاص الذين يحتاجون لنا.
تشجيع الناس على تجاوز محنتهم، والصبر على ما قد يكون أصابهم، أوتذكيرهم بأن لكل ضيق وعسر، فرج ويسر مؤكد، وأن الحياة جميلة، ويجب أن نعيشها بقناعة وحب وصبر على ماقد نواجه.
قال تعالى في كتابه العزيز : ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا
في السماء ﴾ .
امسك لسانك إلا عن قول الكلمة الطيبة عزيزي القاريء فهي دليل شخصيتك، وعنوان صفاتك، فشتان بين أن يقال عنك الصادق الحليم، أوالانفعالي السفيه، واعلم أن شكل وجهك سيتغير بمجرد أن عودت نفسك على السماحة وقول الحق والصدق والكلمة الطيبة.
أخيك حين يحزن يحتاج لحنان كلمتك، وصديقك حين يقع في مصيبة يحتاج لكلمة طيبة منك تقويه، وجارك حين تمر به يحتاج لكلمة طيبة ليشعر بتبدل مشاعره للأفضل، والمراجع الذي له عمل أو ورق في أية جهة حكومية يحتاج لكلمة طيبة في الرد عليه ليستطيع تحمل العبء، والطفل يحتاج لكلمة طيبة لنعلمه الأخلاق، والكبير في السن يحتاج لكلمة طيبة ليشعر باهتمامك ويحتمل حياته البليدة.
الكثير جداً مما يقال في هذا الصياغ عزيزي القاريء، ولكن مهم جداً أن تعرف أن كلمتك الطيبة هي طابعك الذي سيعرفك الناس من خلاله، وامسك لسانك تعني قل جميل القول فقط ولا تقارب غليظه.
