لابد للانسان من أصدقاء يؤنسون وحدته، ويشاركونه في كل خطوات حياته، ويكونون له العون والسند الذي يستندون عليه إذا ماجار الزمان عليهم، أو قابلتهم في الحياة أي نوع من أنواع المشاكل سواء أكانت شخصية أو على الصعيد الأسري أو الاجتماعي، فالصديق وقت الضيق كما يقال.
اذاً فإن كيفية اختيار الأصدقاء أمر في غاية الأهمية، ويجب الحرص على الانتقاء بدقة وحذر وبكثير من الوعي.
فالصديق كما من الممكن أن يكون الأخ، والأب، والناصح المحب ، والمرشد القويم، والانسان الأمين، ولكنه من الممكن أيضاً أن يكون الفاسد الذي يؤثر على مسلك الشخص سلبياً، ويمثل الخطر الأكبر في حياته من حيث لايحتسب .
الكثير من الشباب انساقوا وراء الغواية التي كان مصدرها أصدقاؤهم، وانجروا في المعاصي والرذيلة، وارتكاب الحماقات، وبالتالي السقوط في هاوية انعدام الأخلاق التي قد تؤدي الى الهلاك، وهنا قيل عدو عاقل خير من صديق جاهل.
لابد من التروي في تقريب أي شخص لعمق حياتنا، ومن هنا تكمن أهمية كيفية اختيار الأصدقاء، وقبل أن نقرر أنه هذا هو الشخص الأمثل ليكون الوجه الآخرالمتمم لنا من المهم أن نعرفه حق المعرفة، ونكون على ثقة تامة أنه أهل لثقتنا.
لابد أن نعلم أطفالنا اختيار أصدقاؤهم بدقة وحذر، ونرشدهم الى أهمية الصديق الذي سيرافق كل تطوراتهم ونموهم صحياً ونفسياً واجتماعياً، يجب أن نعلمهم أن المقولة ( قل لي من تعاشر أقول لك من أنت ) هي مقولة صحيحة فعلاً، وعليهم تذكرها قبل اتخاذ أي صديق.
الصديق هومن يحفظ السر ويتصف بالمرونة وتلبية الحاجة أياً كان نوعها على قدر المستطاع طبعاً، والصديق هومن يتحمل صديقه في غضبه وفرحه وألمه، ويعاضده ويسانده ويرشده الى الصواب.
اختار صديقك أيها القاريء العزيز بناءً على صفاتك الشخصية، اختار من يكملك ويشابهك في كثير من أسلوب تفكيرك ومنهجك ويكون لك معه قواسم مشتركة، اختار من تراه مناسباً وترتاح لرؤياه، ومن كان المقرب الى قلبك من الوهلة الأولى بناءً على احساسك، فقلما الاحساس يخطيء، لأن الاحساس هو البوابة التي تفتحها للشخص،وهي الاذن بالدخول إلى قلبك.
أحياناً كثيرة تجد أن البعض لديهم الكثير والكثير من المعارف والأصدقاء، عشرات بل مئات، ولكن ليسوا بأصدقاء، فشتان مابين الصداقة والمعرفة، أو الزمالة المفروضة بحكم عمل أو مدرسة أو جامعة، أو ربما جيران أو أقارب أو زملاء الأصدقاء، وكل هؤلاء لايصنفون ضمن قائمة الأصدقاء الحقيقية.
وأخيراً دعونا نتسائل ، ماهو وضع الصداقة في العصر الحالي ؟ عصر التكنولوجيا والانترنت والفيسبوك والوتس اب وجميع وسائل التواصل الحديثة ؟
هل بقيت الصداقة بنفس المرتبة ؟ أم تراجعت لتصبح أرقاماً ؟
