من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

تمكين الشباب حلم لايعرف طريقة للواقع ….بقلم / احمد حسني

13511460_1193211407390967_1069169839_n

 كتب /أحمد حسنى

يرى كلا منا ما يراه الاخر ولكن بمنظوره هو، وعندما يتوحد منظورك مع الاخر فهذا ليس دليلا على التوافق الادراكى، ولكن على محدوديتة ، وهنا من المستحيل ان يكون لك منظور مختلف فتتشابه الرؤى ، وحينما نتشابه فى الرؤى فسيكون لدينا عجز فى ايجاد رؤيه جديدة، وعندما لا يكون لدينا رؤيه جديده سنحيا فى حيز الرؤية القديمه، وهنا سينطبق علينا مقولة ما اشبه اليوم بالبارحه. فاليوم كالامس والغد فلا جديد ولا تطوير ولا يمكن احراز اى شكل من اشكال التقدم او حتى اى صوره من صور الاختلاف ( فالاختلاف هو نعمه حباها الله لنا لكى لا يقتلنا سلاح الملل والتشابه والرتابه ) فخلقنا الله مختلفين فى الشكل، وان كان هناك تقارب شكلى فلا بد من وجود اختلاف فكرى، وان تفاوتت درجات الاختلاف، ولكن لا بد من وجود اختلاف لاحداث تغيير، ليس على المستوى الشخصى بل على جميع المستويات وفى مختلف الجوانب.ويصدمنى تساؤلات البعض عن كيف يتم تمكين الشباب سياسيا وتقليده للمناصب القيادية بالدوله وهو عديم الخبره خصوصا ممن يربط الخبره بالعمر؟ بدلا من ان يتسأل كيف يمكن العمل و التنقيب وتكرير تلك الطاقات الشابه الواعده لتثقل بالخبره!! فالخبره كالطاقة المتجددة لا تفنى ولكن تستحدث من عدم. فمن يربط الخبره بالعمر يرى ان من يعمل فى اى مجال لديه خبره تراكمت نتيجة مرور السنوات، وكلما زاد العمر زاد عمق هذه الخبرة، وهنا يشعر صاحب تلك الخبرة المتراكمة كأنه يمتلك ثروة تسبب له صوره من صور الصراع الداخلى بين تضادين : (1- اما التشبث بالخبره التى يمتلكها واحتفاظه بجميع مفاتيح اللعبه ليكون هناك حاجه دائمه له، ولا يمكن لاحد زحزحته عن موقعه وتهديد عرش بقائه، وان كان هناك مجرد تفكير فى مثل هذا الامر ينهار الكيان الذى ينتمى اليه فيكون الاستغناء عن هؤلاء بمثابة بداية انهيار كيان قائم، ويصبح لديه سلاح نافذ لا يمكن لاحد التشكك فى قدرته على اصابة الهدف، فيبذل كل ما آوتى من قوه لمنع ايجاد قيادات الصف الثانى. 2- او ان ينقل خبرته لجيل جديد ليثقل بتلك الخبره ويبنى عليها، وهم الفئه المهتمه بصناعة قيادات الصف الثانى والثالث ………….. الخ.) وهنا يكون التساؤل هل من المطلوب ان يبدأ الاخر من حيث انتهيت انت؟ ام يبدء الاخر من حيث بدءت ويتعلم ما تعلمته وعندما يكون فى مثل عمرك يصبح فى نفس ثقلك؟، وهنا تكون معضلة الفكر الاستاتيكى الجامد ، الذى يحتكر مفاتيح القياده فيعمل على التشبث بعدم التفريط فيها، حتى لا يفقد ما يظن انها قيمته، دون ان يعلم انه بنشر معرفته ونقل خبرته للأخر لكى يبنى عليها انه بذلك يحافظ على ما قام بصنعه، وان احتكاره للمنصب نتيجة احتكارة للخبره يعد من احد الادوات الفاعله لتدمير مجتمع بأثره، بل ويعد جريمه لابد ان يعاقب عليها القانون، حيث انه يقوم بإغتيال طموحات وتطلعات الشباب فيقتلها عمد مع سبق الاصرار. فالفكر الثابت الذى لا يتطور ينعكس على المجتمع بأكمله فنصبح فى مجتمع رتيب، فمادمت تفكر باننى لابد ان أمر بجميع المراحل التى مررت بها فهذا معناه اننى سأصل فقط للنتيجه التى وصلت لها ولا يكون هناك اى جديد. فلنمكن الشباب تمكين حقيقى، فخبرتك لن تفنى على الاطلاق ولكن خبرتى تبنى من العدم فمن حق جيل الشباب ان يأخذ فرصه حقيقيه لبناء خبراته الذاتيه.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد