من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

"وعلى الباغي تدور الدوائر يا أردوغان"

(149) الاعلامى خالد زين الدين

كتبت الاعلامية  والصحفية /هيام محى الدين

 
 

حين تتصور أي قوة عظمى أن هناك أمراً أو دولة أو حاكماً يهدد مصالحها وأهدافها في السيطرة التي تحفظ لها كيانها كقوة عظمى فإنها لا تتورع عن استخدام أحط الأساليب وأكثرها لا أخلاقية للتخلص مما يهدد نفوذها ؛ وهذا ينطبق على حادث فرنسا ومحاولة إنقلاب تركيا

فاﻹرهاب بات لعبة دولية خطيرة وبات الموضوع أكبر من داعش أو النصرة أوغيرها من التنظيمات اﻹرهابية نعتقد بأن هناك من يحاول أن يؤسس لمرحلة جديدة أو لفرض نظام عالمي جديد أو هناك من يحاول أن يبعث برسائل مفاداها بأن أي دولة تغرد خارج السرب أو بمعنى أكثر وضوحا..أي دولة تحاول أن تخرج عن التحالف الدولي الجديد بقيادة الولايات المتحدة اﻷمريكية وإيران وروسيا وحلفاؤهم سيسلط عليه مايسمى باﻹرهاب..فاﻹرهاب بات منظمة دولية أو جهاز إستخباراتي عالمي.

فهناك توترٌ لا تخطئه العين في العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا. وهذا التوتر غير مرتبط بالخلفية الأيديولوجية لأردوغان وحزبه، بقدر ما هو مرتبط باختلاف حسابات الطرفين الإقليمية وسياساتهما الخارجية. غير أنّ ذلك لا ينفي حاجة كلٍ من البلدين إلى الآخر

واليوم يكرر التاريخ نفسه ، فقد دمر الجيش المصري بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي المخطط الأمريكي لتفتيت المنطقة ونشر الفوضى والصراعات العرقية والدينية والمذهبية وتحويلها إلى دويلات لا قيمة لها ولا قوة تحت مسمى الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد فهل جاء الدور على تركيا لتتذوق من نفس الكأس الذى شربت منه دول المنطقة ؟ وهذا يؤكد على أن مصالح الكبار لا تعرف الأخلاق

وسواء نجحت حركة الجيش التركى ضد حكومة رجب طيب أردوغان أم فشلت ستبقى حقيقة واحدة وهى أن تركيا أصبحت على شفا حرب أهلية شرسة بين أبناء الشعب الواحد بسبب حالة الاستقطاب الحاد التى مارسها النظام التركى ضد المعارضين لسياساته، وتمثل دعوة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لأنصاره بالنزول إلى الشوارع للتصدى لحركة قوات الجيش بداية لانقسام حقيقى وحاد فى البلاد.

وهناك عقدة نفسية ترسبت في أعماق زعماء الأحزاب التركية – خاصة التي تدعى أن لها خليفة إسلامية – وهي عقدة من الجيش التركي نفسه والذي نصب نفسه حاميا وحارسا للعلمانية الأتاتوركية والتي وضع أسسها مصطفى كمال أتاتورك منذ عشرينيات القرن الماضي فحارب بعنف الأحزاب التي قامت على أساس ديني ونكل بزعمائها مثل نجم الدين أربكان [ أستاذ أردوغان وزعيمه السابق ] بل قام الجيش بأكثر من انقلاب عسكري في العقود الأربعة المنصرمة ضد حكومات اتهمها بالخروج على مبادئ أتاتورك العلمانية ؛ وقد قام أردوغان بمحاولات مضنية استخدم فيه كل حيل الطغيان والاستبداد في تقليم الأظافر السياسية للجيش التركي ، وقد أرعبه انحياز الجيش المصري للإرادة الشعبية وتدخله إلى جانب الشعب وتحقيق إرادته في إسقاط الإخوان ؛ ولما كانت المعارضة العلمانية لحكمه قد بدأت في الحشد ضده فخشى أن ما حدث في مصر سيكون نموذجاً وسابقة قد يحتذيها الجيش التركي حين تشتد المعارضة الشعبية لسياسته مما يضيف لدوافعه لهذه المغامرة البلهاء بالهجوم على مصر دافعا داخليا وشخصيا خلقته عقدة تاريخية بكراهية عميقة لكل الجيوش الوطنية وأولها جيش بلاده ، أما ادعاؤه الخلفية الدينية لحزبه فهو إدعاء يثير الضحك والسخرية فأي خلفية دينية هذه وحزبه يرتع في الفساد وسرقة المال العام ومعاداة مؤسسات الشرطة والقضاء وعلى رأسه المحكمة العليا وانتشار الدعارة واحتساء الخمر وضياع القيم الأخلاقية وضرب المتظاهرين والانتقام الرخيص من أحزاب المعارضة وتهميش الأكراد ؛ وكلها مما يخالف مبادئ وقيم الإسلام بل وكل أديان الأرض.

كما أضاع أحلام الشعب التركي الحلم تلو الآخر ؛ فلا عضوية للاتحاد الأوربي ؛ ولا دوراً إقليمياً رائداً ؛ ولا حليف يعتمد عليه للبقاء في الحكم ؛ ولا تأييد من السيد الأمريكي الذي لا تعنيه إلا مصالحة التي فشل أردوغان في تحقيقها ؛ وأعتقد أن السيد / رجب طيب أردوغان قد بدأ طريق الصعود إلى الهاوية

” وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ” صدق الله العظيم

                                                             هيام محى الدين

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد