من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الأسري الأبطال في سجون الاحتلال ومعركة الأمعاء الخاوية محمد ومحمود البلبول ومالك القاضي"

14054257_297937677231573_3233793108732723690_n

الكاتب الصحفي والمفكر العربي والإسلامي
الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل
دكتوراه الفلسفة في مناهج وطرائق التدريس
الأستاذ والمحاضر الجامعي غير المتفرغ بفلسطين
مدير المركز القومي للبحوث العلمية – غزة
بريد الكاتب الالكتروني: dr.jamalnahel@gmail.com

يخوض الأسري الأبطال في سجون الاحتلال معركة الأمعاء الخاوية ضد سياسة الاعتقال الاداري وهي تعني الاعتقال بدون أي تهمة! مع تمديد الاعتقال في كل مرة تنتهي فترة الاعتقال دون الافراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون العدو الصهيوني وبدون سبب بل للاشتباه الأمني بهم أو الانتقام من كل ما هو فلسطيني من قبل الاحتلال، مع عدم وجود تاريخ محدد لإطلاق سراحهم. ومنذ ما يربو علي الشهرين يخوض الأسير البطل مالك القاضي، والشقيقين البطلين محمد ومحمود البلبول، اضرابًا مفتوحًا عن الطعان احتجاجاً علي اعتقالهم الاداري الانتقامي بدون وجه حق وبدون أي سبب؛

إنهم أبناء حركة فتح، ويعملون في السلطة الفلسطينية أحدهما في التوجيه السياسي، والأخر طبيب أسنان، إنهم أبناء الشهيد البطل أحمد البلبول قائد كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح والذي اغتالته قوات المستعربين من الصهاينة وطالت رصاصاتهم الشهيد من بُعد امتار قليلة، بعد مطارته من قبل الاحتلال لسنوات طويلة و استشهد برفقته أربعة أخرين؛ والشهيد أحمد البلبول والد الشقيقين الأسيرين المضربين عن الطعام، وقد التحق بحركة فتح واعتقل في نهاية السبعينيات وكذلك مع بداية الثمانينيات وكان من مؤسسي لجان الشبيبة في بيت لحم، واعتقل عدة مرات ومكث لسنوات في سجون الاحتلال، حتي تم اغتياله .

ولقد قام الاحتلال في شهر رمضان الماضي باعتقال أخت الشقيقان محمد ومحمود، وهي نوران البلبول وهي لم تتجاوز الخمسة عشر عامًا انتقامًا من والدهم الشهيد وبدون أي تهمة وأمضت نوران أربعة شهور في المعتقل عند المحتل الفاشي، وكانت الاستعدادات من إخوتها وأمها زوجة الشهيد علي قدمٍ وساق لاستقبال نوران وهي خارجة من المعتقل؛ ولكن الاحتلال المجرم نغص عليهم فرحتهم فقام باعتقال الشقيقان لنوران وقال لأمهم سنجعلهم في السجن فترات طويلة دون أي تهمة انتقامًا من والدهم الشهيد البطل أحمد؛

علي إثر ذلك وبعد اعتقال الأخوين محمد ومحمود البلبول قررا أن يخوضوا اضراباً مفتوحًا عن الطعام حتي نيلهم حريتهم؛ وهما من سكان مدينة بيت لحم، بالضفة الغربية المحتلة؛ ومنذ مطلع يوليو/تموز الماضي، يخوضون إضراباً متواصلاً عن الطعام وحتي اليوم رفضاً لاعتقالهما الإداري بدون تهمة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حتى باتت حياتهما عرضة للخطر الشديد، وبدا الأسير محمد يفقد بصره، ويخوض معهم الإضراب عن الطعام الأسير البطل مالك القاضي لنيل حريته بعد تمديد اعتقاله الاداري بدون أي سبب أو تهمة من هذا العدو المتغطرس المجرم الشيطاني؛

ومنذُ اعتقل الأخوين محمد ومحمود البلبول ليلة التاسع من يونيو/حزيران الماضي، و تحويلهما للاعتقال الإداري مباشرة دون التحقيق معهما، كما وسبق ذلك اعتقال شقيقتهما نوران (16 عاما) على حاجز إسرائيلي شمال بيت لحم، وقد أُفرج عنها بعد ثلاثة أشهر. ويتعرض الأسير البطل محمد البلبول يفقد البصر بشكل مؤقت، مع محاولات إسرائيلية لتغذيته قسرًا.

ما يقوم به الاحتلال يتعارض مع أدني حقوق الانسان ومع القوانين والاتفاقيات الدولية ورفضت محكمة الاحتلال الافراج عن الأسري المضربين عن الطعام بسبب تدهور حالتهم الصحية إلى درجة خطيرة، وذلك بعد رفض الاحتلال التماساً سابقاً ضد اعتقالهما إداريا؛

وللعلم أن الأسير البطل محمد يعمل طبيب أسنان ويبلغ من العمر (25 عامًا) ويتعرض حالياً بسبب اضرابه عن الطعام طلباً لحريته، لحالات إغماء شديدة ويعاني من ضعف القدرة على الحركة بالإضافة إلى إصابته بطفح جلدي، كما يواجه خطر تعطل الكبد والكلى؛

وأما شقيقه الأصغر محمود (23 عاما) الذي سبقه بالإضراب عن الطعام في الأول من يوليو/تموز الماضي- فيعمل ضابطاً في السلطة الوطنية الفلسطينية في هيئة التوجيه السياسي الفلسطينية، ويكمل دراساته العليا الماجستير في برنامج الدراسات الإسرائيلية بجامعة القدس، وقد نقل إلى مستشفى من المعتقل بعد تدهور وضعه الصحي وقد فقد قرابة ثلاثين كيلوغراما من وزنه، ويتعرض أيضا لحالات إغماء، وهم صامدون وقاموا بالإضراب عن الطعام كسلاح وحيد لإنهاء اعتقالهما دون تهمة، ولمواجهة تهديد صهيوني بتجديده سنوات طويلة ومنذ أسابيع، يقيد الشقيقان من أيديهما وأقدامهما إلى سريريهما في غرف العناية المكثفة، وأصبحت حياتهم معرضة للخطر الشديد بعد ما يقارب شهرين من الاضراب عن الطعام وأصبح محمود مهدد بالإصابة بالشلل ويتعرضون للضرب المبرح في المستشفى.

إن الأسري الأبطال الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية والكرامة والعز، ضد الفاشين النازيين الجدد الصهاينة يتطلب منا جميعًا مساندتهم بكل قوة والاحتجاج وابراز قضيتهم في كل المحافل المحلية والدولية، ويجب رفع جرائم الاحتلال في محكمة الجنايات الدولية، نقول للاحتلال حبستم جسم البطل ما حبستم الروح، روحهُم بحجم الجبل تحمل عنا الجروح، الحرية كل الحرية لأسرانا البواسل.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد