“فتح واحدة موحدة خلف الرئيس وما جرى في غزة من بضع عشرات ” الاقتباس من القواسمي الناطق باسم حركة فتح ,سياسة خداع الناس والكذب بهدف التظليل باتت مهمة شاقة في عصر تكنولوجيا المعلومات ولم تعد الحكومات تحتكر وسائل الإعلام سيد قواسمة في ظل انتشار ما بات يعرف حديثا “صحافة المواطن أو الصحفي المواطن ” لذلك نهيب بكم أن تكون روايتكم أكثر حبكة ومنطقية كي يصدقها الناس والعالم المراقب كي تحافظوا على جزء من شرف الخصومة أمام الآخرين ,فان الآلاف الذين خرجوا في ساحة الجندي المجهول لم يكونوا يرتدون ” طاقية الإخفاء ” وهم كوادر وقواعد حركة فتح شئت أم أبيت نعلم أنهم أثاروا رعبك وغضب المتنفذين في اللجنة المركزية ممن يحاولون بكل السبل إنكار الواقع وإبقاء الحال الذي يخدم مصالحهم وأطماعهم وأهوائهم الشخصية على حاله لذلك عليك البحث عم روايات جديدة ومصطلحات أخرى لإنكار واقع موجود قد يقبلها الناس.
ثلاث أيام متتالية من البيانات والتعميمات من اجل إفشال التجمع وعشرات الشخصيات والتابعين والوكلاء الأمنيين يمارسون الترهيب والتهديد الصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومئات الاتصالات على كوادر الحركة وقواعدها لمنعهم من المشاركة في الحشد الجماهيري ورغم كل هذا الترويع إلا أن المئات من كوادر فتح والسلطة ومن الصف الأول والرتب السامية خرجوا مع الآلاف من قواعد فتح شباب نساء وشيوخ بمسيرة ” غضب وحب ” منادين بوحدة الحركة والكف عن سياسة التفرد والالتزام بنظام فتح الداخلي ودعم مبادرة الرباعية العربية فلم تنجح رسائل التخويف التي مورست ضدهم ويأتي الأخ القواسمي يقول بعض عشرات وفتح موحدة وغيره يقول لا تمثل فتح فإذا لم تصلكم الصور ابحثوا عنها فقد أصبحت متوفرة ” هي الآن في يد الوكلاء الأمنيين لممارسة هوايتهم بمعاقبة الناس في أرزاقهم ” علما بان هؤلاء من وصفوا بأنهم لا يمثلون فتح هم من استجار بهم أعوانكم لإنقاذهم في الانتخابات بعد عجزهم عن الوصول للناس والقواعد التي لا يمثلونها .
مسيرة حملت العشرات من الشعارات والملصقات و اليافطات المحترمة والهتافات التي تدعو لوحدة فتح والتأكيد على شرعيتها وسيادتها وريادتها في تمثيل المشروع الوطني ,اختزلها بعض ضعاف النفوس في هفوة لأحد الشباب الغاضبين قد رأوا فعله ولم يروا الظلم الواقع عليه هو والمئات من زملاءه الأمر الذي دفعه لفعل ما فعل فماذا كنتم تتوقعون من الناس الذين مارستم تجاههم كل هذا التعالي والظلم والتجاهل ماذا كنتم تتوقعون من المرضى الذين يتوسلونكم من اجل علاج من العمال الذين يئنون من الجوع من العاطلين عن العمل من المحرومين من حقوقهم من الموظفين ومن كوادر التنظيم الذين أقصاهم من لا تاريخ له ولا مكان, من أبناء فتح الذين يرون أبناء التنظيمات الأخرى في مؤسسات الحركة ومكاتبها الحركية لان مسئول لا يرى في غزة إلا سلة تجميع أصوات انتخابية له ,من المناضلين الذين لا يسمعون إلا الهزيل ولا يشاهدون إلا الانبطاح هل كنتم تتوقعون أن يرمونكم بالورد أو يهتفون عاش القائد المفدى نموت ويحيى الزعيم ,كان الأجدر أن تسمع آذانكم التي أصابها الصمم هذه الأصوات الهادرة والحفاظ عليها كذخيرة للحركة ولكن انتم لا ترغبون .
لا داعي فتح أبواب المزايدة على وطنية الناس وتوزيع شهادات الانتماء عليهم فلا اعلم من هو الوطني الذي استفزه المشاركة في جنازة قاتل شعبنا ورافعي شعارات الهوان التي أصبحت نقطة سوداء على جبين كل فتحاوي ويفاخر بها أمام وسائل الإعلام ليل نهار والتي تسببت بخسارة فتح جماهيرها و حولت مناضلي فتح لوكلاء للاحتلال أمام شعبنا أم أولائك الذين يدافعون عن التنسيق الأمني المقدس والمشاركة المشئومة ,فقد كان الأجدر بالرئيس الخروج للشعب والاعتذار عن المشاركة بدل المكابرة والمدافعة عنها بعبارات مستفزة ومضحكة صورتها على أنها غزوة ,و أولائك الذين يوزعون شهادات الانتماء لم نسمع لهم صوتا عندما حرقت صور الرئيس و ديست بالنعال وتسابق الشباب الذين يتهمون بأنهم ليسوا من فتح للدفاع عن كرامة الحركة والتصدي للفعل الذي اعتبروه مشين في حينه .
لا يوجد انقسام في حركة فتح هذه العبارة التي تمترس ولازال يتمرتس خلفها كل المتضررين من وحدة حال فتح ,ظن البعض بأنه بعد استبعاد صوت الرفض في الحركة سيتمكن من الاستفراد بفتح والتمكن من امتطائها وخطفها وتحويلها من حركة تحرر لشركة خاصة تخدم وجوده ومصالحه الشخصية فكان تجريد عضو اللجنة المركزية دحلان من لقبه في الحركة بعد بث السم بينه وبين الرئيس عباس ورغم صمت الأول وابتعاده عن الأنظار إلا أن مقاومة الخطف استمر مع مزيد من الرفض وازداد تعالي الأصوات للجرائم التي ترتكب بحق الحركة وباسمها فتشكلت التهمة المرعبة ” دحلاني ” وأصبح يصادر صوت الناس وقرارهم تحت هذه التهمة الخطيرة إلا أن الأمر لم ينجح في منع ازدياد حالة الرفض فتم اختراع تهمة جديدة أطلق عليها اسم ” التجنح ” وعلى آثرها تم فصل وقطع رواتب العشرات من قيادات فتح وكوادرها لكن الأمر لم ينجح في إخماد صوت الناس وتكميم أفواههم بل تعالت نبرة الخطاب وتم المجاهرة بالمظالم والمطالبة بالحقوق وبرنامج واضح لفتح ,الأمر الذي اوجد تكتل كبير صامت داخل جسد الحركة رافض لهذه الممارسات خرج منه نخبة رائدة عبرت عن طموح وآمال الغالبية من أبناء الحركة التف حولها الآلاف من قواعد فتح وأبناء شعبنا فيما عرف بعد ذلك ” بتيار دحلان ” وبعد فشل كل محاولات إقصاء هذه النخبة بتفصيل مؤتمرات فتح وانتخابات مؤسساتها وما أثبته هذا التيار من قوة وتواجد وسط صفوف الفتحاويين رغم كل ما مورس تجاههم من تهديد وفصل وإقصاء وقطع رواتب ,حاول البعض اختصار أزمة فتح في شخص محمد دحلان “المدعوم من دولة عربية مدته بالمال” لتثبيت وجوده ومورست بحقه الموبقات وكل أساليب الدعاية المشروعة وغير المشروعة ,إلا أن هذا الخيار أيضا فشل بعد التفاف الآلاف حول دحلان من الذين رأوا فيه الأمل في مقاومة حالة التفرد واختطاف فتح لصالح نفر داخلها وفي ظل وجود هذه الجثث العاجزة التي تمثل غزة والمخيمات في الوطن والشتات لكن القواعد رأت أنها لا تمثل إلا نفسها ,ونجح دحلان في تعظيم نفوذه شعبيا الأمر الذي اكسبه احترام الإقليم وبات يحظى بدعم القوى العربية الحية بل وجزء لا يستهان به من العالم رغم انه لا يحمل صفة رسمية في السلطة أو فتح وخروج الآلاف من أبناء القطاع في ساحة الجندي المجهول تؤكد فشل محاولات اختصار الخلاف والاختلاف بشخص دحلان بل هو اختلاف برامج ومنهج .
محاولة أخرى يائسة وفاشلة يحاول المرعوبين ترويجها أملا في التملص بحجتها من وزر أفعالهم بحق فتح وهي ربط التيار الرافض لممارساتهم بأمثلة خرجت عن إجماع الحركة ونظامها الداخلي وأعلنت الانشقاق ببرنامج وأهداف واسم مختلف “كجماعة فتح الانتفاضة “التي مارست الانشقاق قولا وفعلا وصل لحد الاغتيالات والاشتباكات المسلحة ,إلا أن هذا التيار رغم كل الممارسات التي هدفت لدفعه إعلان الانشقاق أصر على إعلانه المتكرر تمسكه بحركة فتح والاحتكام لنظامها الداخلي وأكد على نضاله الهادئ من اجل التغيير من خلال مؤسسات الحركة بشكل ديمقراطي بعيدا عن التفرد والتفصيل مطالبا دوما بالاحتكام النزيه لقواعد فتح ,وأصر على إثبات وجوده من خلال مؤتمرات الحركة رغم حالة الإقصاء الواضح لكوادره التي وصلت لحد الشطب بالتعالي على النظام وتجاوزه بقرارات جائرة وتدخل سافر وسافل من أجهزة امن السلطة وقيادات متنفذة في السلطة وفتح ورغم ذلك نجح في حسم العشرات من المؤسسات والأقاليم والمكاتب الحركية لصالحه وكذلك فعل في انتخابات البلديات التي أجريت في الضفة الغربية بمعزل عن غزة منزلا هزيمة بأعضاء لجنة مركزية في عقر دارهم حائزا على ثقة الجماهير والمواطنين ,لكن : عندما كان القرار يتعلق بوجود حركة فتح وهيبتها وكرامتها في قرار إجراء الانتخابات البلدية الأخيرة كان انحيازهم لفتح واضح وصريح عندما أعلنوا تمسكهم بوحدة فتح والتعالي عن الجراح والهوى الشخصي وطالبوا كل مناصريهم وكوادرهم الالتحام وحماية فتح والعمل من اجل نجاحها في إعلان هز المشاعر أطلقه الأخ سمير المشهراوي وأكده الأخ محمد دحلان وترجمه كوادرهم على الأرض التزام حديدي رغم التفاهات التي مارسها بعض الموتورين حتى في هذه اللحظات الحرجة …فمن هو المنشق
فهل من رأي حرق الصورة وأشعل قلوب الآلاف من أبناء فتح ببثه السموم والحقد ظنا منه انه تصيد الفرصة المناسبة للانقضاض بعد هفوة مارسها احد الشباب الغاضبين أو هتاف نفس فيه عن الظلم الذي يعيشه لم يرى عشرات رسائل المحبة والإخوة والحرص على وحدة الحركة التي أرسلها المتظاهرين وقادتهم بدءا من دحلان وصولا لأصغر شبل فيهم بالتأكيد لا رغبة لديهم لرؤيتها لأنها تتعارض مع وجودهم ومصالحهم .