من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

ترى هل سينجح مخطط خارطة " الشرق الأوسط الجديد ؟

14875393_646725622154203_2117174610_n

كتبت الاعلامية والصحفية /نورا الشناوى

يتوالى الحديث منذ العقد الأخير من القرن الماضي عن مشروع خارطة لشرق أوسطي جديد تتحكم في رسمها قوى دولية وإقليمية، لها مصالح مباشرة في المنطقة، متجاهلة أصوات الشعوب وحقائق التاريخ والجغرافيا. وطبقا لتحليلات العديد من المحللين العرب والغربيين فإن هدف هذا المشروع الذي تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقه بمساعدة دول غربية وإسرائيل منذ سنوات، هو تقسيم منطقة الشرق الأوسط أو إعادة تشكيلها ، طبقا لخطة محددة، لإجهاض أي مشروع لقيام وحدة بين دولها العربية. واعتقد كثيرون في العالم العربي أن زمن وضع الخرائط مسبقة الإعداد قد ولى عندما اندلعت ثورات الربيع العربي ابتداء من نهاية عام 2010 في تونس. وبدا لهم أن تلك الثورات الشعبية خطوة أولى على طريق قيام وحدة عربية تمتد من المحيط إلى الخليج. غير أن تلك الثورات اتخذت منحى مغايرا للطموحات الديمقراطية لشعوبها، وتحولت الى حروب أهلية وطائفية تحصد الأرواح في كل من ليبيا واليمن وسوريا يضاف إليها العراق الغارق في أزماته المتتالية منذ الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003. وأضحى التقسيم الخطر الأكبر الذي يتربص بهذه الدول مع استيطان مقاتلي تنظيمي “القاعدة” وداعش ” أجزاء من أراضيها. الآن وقد وصلت دول العالم العربي إلى ما وصلت إليه من تقسيم وتشرذم وعجز عن أخذ زمام المبادرة بيدها، بدأ البعض يرى، وإن بطريقة غير مباشرة، أن عناصر خطة تقسيم العالم العربي، طبقا لخارطة الشرق الأوسط الجديد، اكتملت وأن مرحلة التنفيذ على أرض الواقع مسألة وقت فقط. مديرا جهازي الاستخبارات الفرنسي والأميركي أدليا بتصريحات يوم الثلاثاء 27 أكتوبر 2015 تصب في هذا الاتجاه. ففي مؤتمر حول الاستخبارات نظمته جامعة جورج واشنطن، في العاصمة الأميركية، قال مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه “إن الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة… سوريا مقسمة والنظام لا يسيطر إلا على ثلث مساحة البلاد… وتنظيم “داعش” يسيطر على المنطقة الوسطى… الأمر نفسه ينطبق على العراق…لا أعتقد أن هناك إمكانية للعودة إلى الوضع السابق”. وأعرب باجوليه عن “ثقته” في أن “المنطقة ستستقر مجددا في المستقبل لكنها ستكون مختلفة عن تلك التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية”. وزكى هذه النظرة نظيره الأمريكي جون برينان الذي قال: “عندما أنظر إلى الدمار في سوريا وليبيا والعراق واليمن يصعب علي أن اتخيل وجود حكومات مركزية في هذه الدول قادرة على ممارسة سيطرة أو سلطة على الحدود التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية…. الحل العسكري مستحيل في أي من هذه الدول”. يجري هذا فيما تواجه الدول العربية في الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ما تعتبره تحديا ايرانيا في كل من اليمن والبحرين بدعم طهران للشيعة في البلدين. وفيما يبدو أن التطورات الميدانية في الدول الأربع المشتعلة خرجت عن نطاق سيطرة الجامعة العربية منذ سنوات تبقى الدول العظمى دوليا والكبرى إقليميا الماسكة بخيوط مستقبل الشرق الأوسط.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد