من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

هل القيادة و السيطرة المتشددة على الموظفين تزيد من إنتاجيتهم

بقلم : مها شرف

هل القيادة و السيطرة المتشددة على الموظفين تزيد من إنتاجيتهم أم تشعرهم بالملل؟ ما رأيك؟

مستوى التزام الموظفين في أداء أعمالهم يحدد الأسلوب الإداري المتبع معهم.

فالعلاقة بين المدير وموظفيه علاقة تكاملية وأسلوب المدير في تعامله مع موظفيه أحد العناصر الرئيسية التي تضمن أداء الأعمال الموكلة إليهم بفعالية. فالمدير يوجه الموظفين لتنفيذ متطلبات العمل وفق توجه معين. فالبعض منهم ينهج أسلوب الحزم في قراراته وله مبرراته في ذلك, والبعض الآخر ينحى أسلوب التسلط لفرض قراراته وقناعاته.

من العوامل التي تؤثر على أسلوب المدير في التعامل مع موظفيه لضمان إنجاز الأعمال بفعالية والآثار المترتبة على ذلك.

في البداية هناك عوامل كثيرة تؤثر على أسلوب المدير في إدارة مرؤوسيه ففي ظل مستويات أداء العاملين الذين يشرف عليهم مطالب بتحقيق أهداف المنظمة لذلك نرى أن المدير يقع بين المطرقة والسندان.. مطرقة تدني مستوى الأداء لدى العاملين وسندان محاولته تحقيق أهداف المنظمة، هذا إذا تجاوزنا موضوع الحالة المزاجية عند الجميع لا سيما المدير فتراه يأتي إلى مكان العمل وهو غير مستعد لتقبل أخطاء المجموعة ويالتالي تؤثر تلك الحالة سلباً على أدائه وعلى طريقة أسلوب التوجيه الذي يتبعه مع موظفيه.

 مما لا شك فيه أن التسلط له أثر سلبي على معنويات العاملين مما قد يؤثر بالتالي على أدائهم وإنتاجهم، ولتلافي هذه الحالة ينبغي على المدير أن يكون حازماً في لين ولين في حزم بمعنى أن يطلب إنجاز المهمة المطلوبة بالشكل الصحيح مع المحافظة على الروح المرحة والعلاقة الإيجابية دون أن تظهر عليه علامات التسلط وهنا يرجع الأمر لحنكة المدير الإدارية وخبرته العملية،   فالأسلوب الإداري الأكثر فعالية لضمان إنجاز الأعمال بانسيابية هو الأسلوب الذي يعمل على تحقيق المعادلة الصعبة وهي إنجاز العمل وتحقيق الأهداف مع المحافظة على العلاقات الصحية بين العاملين سواءً تطلب المشاركة أو الحزم أو حتى استخدام النظام لو تطلب الأمر لكن في أضيق الحدود.

و لا يمكن أن ينجح أسلوب التسلط في الإدارة لأنه في النهاية أسلوب عقيم يسقط بالمنظمة في دهاليز الشك والتناحر وبالتالي المنظمة هي الخاسرة. فينبغي استخدام أسلوب التحفيز والتشجيع والمكافآت لأن فيه فتح مجال التنافس بين العاملين وبالتالي تسود روح التنافس والولاء للمنظمة بدلاً من التناحر والتسلط والمقاومة.

وارى

الأسلوب المؤدي للنجاح

  هناك عدداً من الأساليب التي يدير بها المدير العاملين معه فهو يركز على العمل وإنجازه بالشكل المطلوب لتحقيق الأهداف الخاصة بإدارته وما يتطلبه ذلك من توجيه وإرشاد وحل للمشكلات التي تعترض عملية التنفيذ، وهو كذلك يركز على أن يكون الأداء والجودة في أعلى مستوياتهما مع ضرورة حث الأفراد على التطوير والتدريب المستمر وتعليمهم قيم الإدارة النموذجية وطرق تنفيذ الأعمال في بيئة عمل تسودها العلاقات الإيجابية من خلال تشجيع الآخرين على الصراحة والتعبير عن آرائهم بحرية وبشكل سليم واحترام آراء الآخرين والسعي لإصلاح العلاقات غير الرسمية مع العاملين وتعزيزها لبناء روح الفريق التي تركز على بناء التعاون والتنافس من أجل تحقيق الأهداف العامة للمنظمة ويعد هذا من أنجح الأساليب المؤدية للإنجاز والنجاح

أحياناً.. الح

من جهة أخرى أن للحزم فوائده فلا يمكن أن نقول أن الحزم لا مكان له في العمل الناجح بل إن الأمر يتوقف على طبيعة العمل والمنظمة ففي كثير من الأحيان وخاصة مع المبتدئين في العمل أو المتقاعسين لا بد من استعمال الحزم وإصدار الأوامر الكفيلة بإنجاز العمل كما ينبغي إما بسبب نقص خبرة العاملين وحاجتهم للتوجيه المستمر أو حث المتقاعسين على أداء أعمالهم المكلفين بها. لكن في حالة اللامركزية في العمل لا ينفع أن يتبع أسلوب الحزم لأن ذلك سيفشل عمل مجموعات العمل ويفقد العمل الإبداع والابتكار. وبالتالي لا يمكن القول إن هناك أسلوباً إدارياً واحداً هو الأكثر فعالية لأن لكل أسلوب طريقة وفائدة ولا يوجد أسلوب أفضل من غيره لأن الإدارة الموقفية هي أفضل الإدارات وأنجحها فما ينفع في مكان لا ينفع ولا يفيد في مكان آخر فلكل جهة عمل بيئتها وظروفها وثقافتها الخاصة.

أن أسلوب المدير المتبع في التعامل مع مرؤسيه يختلف من مدير لآخر فالمدير الذي يتمتع بمستوى عالٍ من الثقافة والخبرة العلمية والعملية بالإضافة إلى علاقاته الجيدة مع الآخرين ودرايته بعلم الإدارة إلى جانب تحليه بالصفات القيادية المطلوبة التي تحث الآخرين على تنفيذ توجيهاته دون حاجة لاستخدام السلطة الممنوحة له هو شخص أبعد ما يكون عن التسلط.

الحزم والتسلط وبيئة العمل

 أن التسلط يؤثر تأثيراً سلبياً على بيئة العمل وقد يرى المدير المتسلط أنه ينفع أحياناً وإن العمل ينجز بشكل سريع لكنه إنجاز وقتي لأنه على المدى البعيد يولد بيئة مليئة بالنزاعات والتوتر تؤثر سلباً على جو العمل وبالمقابل فإن استخدام الحزم هو احتياج إداري مهم في كثير من المواقف ونقصد بالحزم إلزام الموظفين بتنفيذ الأوامر المعطاة لهم بهدف إنجاز الأعمال المطلوبة وتوضيح الأهداف العامة بشأنها بلباقة ودبلوماسية بحيث يعمل الموظفون على تنفيذها بروح الفريق الواحد عن قناعة تامة أنها تصب في مصلحة العمل وأنها يجب أن تؤدى بطريقة صحيحة في الوقت المطلوب وبعيدة عن الآراء والمصالح الشخصية.و

 الفرق بين التسلط والحزم حيث عرفت التسلط كأسلوب إداري يلجأ إليه بعض المديرين حيث يرى أنه الأسلوب الأمثل لضبط الموظفين وتحقيق النجاح للإدارة، وهو عكس الديمقراطية فهو يرفض الحوار والاستماع لآراء الآخرين وحفظ حقوقهم، ولا يتعامل معهم بثقة وتقدير وبالتالي يلجأ إليه ليعطيه الإحساس بالقوة وهو يعكس خللاً في الشخصية إما لأسلوب التربية القاسي أو لتعويض نقص معين أو لمداراة ضعف في الشخصية وبالتالي هو يعكس شخصية مهزوزة من الداخل. والأسلوب التسلطي يؤدي إلى فوضى في الإدارة من حيث قلة الإنتاجية وكثرة الغياب وقد يسبب أزمات نفسية (قلق ،توتر، اكتئاب) بالإضافة لنشر الخلافات وسوء العلاقات بين الزملاء ويصبح هناك من يسعى من المرؤوسين لكسب رضى المدير على حساب علاقته بالآخرين. بينما يرى البعض أن أسلوب الحزم هو الأسلوب الأمثل لإظهار القوة، ويعكس أسلوب الشدة في العمل ويعتبرونه أسلوباً ناجحاً ومناسباً لتحقيق النجاح والإنجاز للإدارة في اعتقادهم أن اللين يؤدي لتسيب المرؤوسين وعدم التزامهم بالأنظمة وقلة الإنتاجية أن الحزم برحمة وليس بقسوة مطلوب في مواقف كثيرة حيث يتم تقديراً لظروف الموظفين واحتراماً لحقوقهم وإنسانيتهم وفي الوقت نفسه منعاً للتساهل والتسيب وقلة الإنتاج وبالتالي بيئة عمل سليمة توجد فيها روح التنافس .و أن المدير الذي يتحلى بالثقة والخبرة الإدارية هو مدير يعمل على الموازنة بين متطلبات الأعمال المفروض القيام بها وبين علاقاته مع موظفيه وأن يعمل على توجيه الأوامر والإرشادات باحترام ورقي بعيدة عن التسلط والاستهزاء وأن يحسن التعامل مع الأخطاء التي يرتكبها موظفوه بإيجابية ليتمكنوا من الاستفادة منها في المستقبل.

وعلى المدير أن يكون قدوة في علاقاته مع الموظفين لتسود العلاقات الطيبة بينهم ويمكنهم العمل بجو يساعدهم على التطوير والإنجاز. وفي الوقت نفسه أرى أن الحزم مطلوب في بعض المواقف لوجود نوعية من الموظفين الذين يعمدون للتساهل والتراخي على حساب مصلحة العمل.

وأرى أخيرا أن مستوى التزام الموظفين بأداء أعمالهم يعد سبباً رئيسياً في تحديد الإسلوب الإداري المتبع معهم فالموظفين الذين تعودوا على الاتكالية والكسل وعدم إنجاز الأعمال في وقتها قد يدفعون المدير لاتباع أسلوب التسلط الانفعالي كرد فعل على المواقف التي قد تحصل مع هذه النوعية من الموظفين وكلما زادت كفاءة المدير أمكنه التحكم في الوضع وإن استخدام أسلوب الحزم بذكاء والعدالة في التعامل بمكافأة الموظف المنجز ومعاقبة الكسول يعد الحل الأنسب لضمان أداء الأعمال وإنجازها.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد